6 قتلى بينهم ضابط و200 مصاب.. وتجدد التظاهرات بالخرطوم وأم درمان

«العسكري»: خلايا نائمة لنظام البشير وراء «رصاص» ساحة الاعتصام

جانب من الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم. أ.ف.ب

أكد المجلس العسكري الانتقالي في السودان، أمس، وجود مندسين مسلحين وسط المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني، مشيراً إلى أن هؤلاء هم من تسببوا في مقتل ستة، بينهم ضابط بالقوات المسلحة، بإطلاقهم الرصاص على المعتصمين وأفراد من الجيش وقوات الدعم السريع، وبرّأ المجلس نفسه وقوات الدعم السريع، فضلاً عن الثوار، من تلك الأحداث، مشدداً على أنه لن يسمح بانزلاق البلاد نحو «الفوضى».

وتفصيلاً، اتهم الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري، شمس الدين الكباشي «الخلايا النائمة التابعة لنظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير» بجانب دوائر لم يسمها، أشار إلى أنها تتربص بالثورة السودانية، بالوقوف خلف مقتل ستة، بينهم ضابط بالقوات المسلحة، بإطلاق الرصاص على المعتصمين وأفراد من الجيش وقوات الدعم السريع.

وتوقع الكباشي أن تتوصل قوى إعلان الحرية والتغيير لاتفاق مع المجلس العسكري يُعّجل من عملية تسليم السلطة للمدنيين، وتكوين الحكومة الانتقالية.

وقال في مؤتمر صحافي، عقده في ساعة مبكرة من صباح أمس، إن هناك جهات استغلت إعلان قوى الحرية والتغيير التصعيد مع المجلس العسكري، وعملت على بث الشائعات، وإحداث فتنة بين قوات الدعم السريع والجيش.

وأضاف أن خلايا نائمة تابعة للنظام السابق حاولت إثارة الشارع باعتراض سيارات مخصصة لتوزيع وجبات الإفطار على المعتصمين، وتبين أن الجيش وقوات الدعم السريع التابعة له لم ينفذا هذا الاعتراض.

كما أكد رصد شائعات أيضاً تحاول إثارة الفتنة والانقسام بين الجيش من ناحية، وعناصر قوات الدعم السريع، موضحاً أن كشف هذا المخطط دفع تلك الخلايا للتعجل بالتصعيد، وإطلاق الرصاص مباشرة.

كما شدد الكباشي على أنه «لابد من تنبيه الجميع لهذه المجموعات، التي تحاول النيل من القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وتعمل على منعنا من الوصول لتحقيق أهداف الثورة، ونؤكد أننا نعمل مع الإخوة في الطرف الآخر (قوى إعلان الحرية والتغيير) لاحتواء الموقف بكل تفهم وتعاون، وسنتخذ من الإجراءات والتدابير اللازمة ما يحول دون وصول هؤلاء المتربصين بالثورة والثوار إلى مراميهم».

وقال المجلس العسكري إنه سيردع من يلجأ للفوضى ويتعرض لأمن المواطنين، وأضاف «لن نطلق رصاصة واحدة، سواء من قوات الدعم السريع أو الجيش على إخواننا المتظاهرين، ولكن لن نسمح بالفوضى».

بدوره، أكد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أن جهات ما وصفها بـ «المندسة»، تحاول إجهاض الاتفاق الذي تم التوصل إليه، الإثنين الماضي، مع قوى التغيير.

إلى ذلك، أكد رئيس هيئة أركان الجيش، هاشم عبدالمطلب، في مؤتمر صحافي، حرص الجيش على الثورة، وعدم رغبته في إطلاق الرصاص ضد المعتصمين السلميين، مشدداً في الوقت نفسه على أن الجيش لن يتهاون مع الفوضى.

وفي السياق، قال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية، حُذيفة عبدالملك، إن لديهم أدلة كاملة بشأن المندسين وسط المعتصمين.

إلى ذلك، أعلنت قوات الدعم السريع، في بيان فجر أمس، أنها حريصة على سلامة المواطنين.

وأوضحت أن «ما جرى في محيط الاعتصام، ليل الإثنين، من أحداث مؤسفة، تقف خلفه جهات ومجموعات تتربص بالثورة، بعد أن أزعجتها النتائج التي توصل إليها (الاثنان) المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، وهي تعمل جاهدة على إجهاض أي تقدم في التفاوض من شأنه يخرج البلاد من الأزمة».

وسُمع دوي إطلاق نار قرب وسط العاصمة في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، بعد اشتباكات وقعت مع محتجين أغلقوا الطرق.

وتطورت الأوضاع الميدانية في محيط ساحة الاعتصام والشوارع المؤدية لها، وتعرض عدد من المعتصمين في شارع النيل لإطلاق نار من مصدر مجهول، وأصيب العديد بإصابات متفاوتة.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن «مقتل ستة، منهم: محمد أحمد حسن، شاب عشريني من فرسان ترس شارع النيل، بإصابة رصاص بالرأس والكتف، وأحمد إبراهيم الذي أصيب بطلق ناري في الصدر، ومدثر الشيخ صاحب الـ30 عاماً وأصيب بطلق ناري في الرأس، وضابط يتبع للقوات المسلحة إدارة الشرطة العسكرية (الرائد كرومة) بإصابة مباشرة بطلق ناري». والى جانب القتلى، أصيب العديد من المعتصمين جراء إطلاق الرصاص

كما سقط اثنان جرحى من قوات الدعم السريع، وعدد من القوات المسلحة.

على الصعيد نفسه، قال أطباء داخل منطقة الاعتصام إن عدد الإصابات ارتفع إلى 200، معظمها بالرصاص الحي.

في الأثناء، تجددت التظاهرات، أمس، بعدد من أحياء العاصمة الخرطوم، للمطالبة بنقل السلطة إلى المدنيين، والاحتجاج على الأحداث بمقر الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني.

وقال شهود عيان إن المحتجين عمدوا إلى إغلاق عدد من الشوارع الرئيسة والفرعية، بجانب إغلاق جسر المك نمر، الذي يربط بين مدينتي الخرطوم وبحري.

وفي أم درمان، أغلق عشرات المتظاهرين الشوارع، وأحرقوا الإطارات، لأول مرّة، منذ شهر، بعد أحداث ميدان الاعتصام.

وتجمّع المتظاهرون في حيي العبّاسية والعرضة، حيث هتف كثيرون بشعارات مناهضة للمجلس العسكري، وفق ما أفاد شهود عيان.

 

تويتر