200 مليار دولار حجم ثروة خامنئي بعد الحرمان وخبز الشعير

كشفت السفارة الأميركية في بغداد أن "حجم ثروة المرشد الإيراني علي خامنئي، تقدر بـ200 مليار دولار"، مشيرة إلى أنه "يستشري الفساد في جميع مفاصل النظام الإيراني، بدءاً من القمة".

وفي بيان لها، لفتت السفارة إلى أن "ممتلكات مرشد النظام علي خامنئي، وحده تقدر بـ 200 مليار دولار، بينما يرزح كثير من أبناء الشعب تحت وطأة الفقر، بسبب الوضع الاقتصادي المزري الذي وصلت إليه إيران بعد 40 عاماً من حكم الملالي".

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وصف قادة النظام الايراني بـ"عصابة المافيا"، وذلك خلال خطاب له أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا في يوليو الماضي، حيث تطرق إلى قائمة من السرقات وعمليات الاختلاس ونهب الثروات التي قام بها المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي ورجال دين آخرون ومسؤولون كبار في النظام.

وسلط بومبيو الضوء على الفساد المستشري على أعلى المستويات في الحكومة الإيرانية، ووصف الملالي الحاكمين بأنهم "مهتمين بجني الثروات أكثر من الدين".
كما قال إن "ثراء زعماء إيران وفسادهم يظهران أن إيران تدار من شيء يشبه المافيا وليس من حكومة".

وشدد على أن "هؤلاء الرجال الأشرار المنافقين ابتدعوا جميع أنواع الطرق الملتوية ليصبحوا أغنى الرجال على وجه الأرض، بينما يعاني شعبهم".

وقال إن "ثمار هذه الـ40 سنة من بعد الثورة كانت مريرة، 40 سنة من الحكم المُطلق، 40 سنة من إهدار ثروة الشعب على دعم الإرهاب".

وأثارت المعلومات التي نشرتها السفارة الأميركية في بغداد، حول جني خامنئي ثروة بـ200 مليار دولار، التساؤلات حول كيفية جمع هذا المبلغ الهائل من قبل رجل كان يعيش في أسرة فقيرة قبل أن يصبح أحد قادة النظام الإيراني ثم مرشده.

وورد في السيرة الذاتية للمرشد الإيراني في موقعه الرسمي، أن خامنئي المولود عام 1939 من عائلة رجال دين في مدينة مشهد، مركز محافظة خراسان شمال شرق إيران، عاش فترة طفولته "في عسرة وضيق شديدين".

ونقل الموقع عن خامنئي: "لقد قضيت طفولتي في عسرة شديدة خصوصا أنها كانت مقارنة لأيَّام الحرب. وعلى الرغم من أن مشهد كانت خارجة عن حدود الحرب، وكان كلُّ شيء فيها أكثر وفوراً وأقل سعراً نسبة إلى سائر مدن البلاد إلا أنَّ وضعنا المادي كان بحيث لم نكن نتمكّن من أكل خبز الحنطة، وكنّا عادة نأكل خبز الشعير، وأحياناً خبز الشعير والحنطة معاً، ونادراً ما كنّا نأكل خبز الحنطة. إنني أتذكّر بعض ليالي طفولتي حيث لم يكن في البيت شيء نأكله للعشاء، فكانت والدتي تأخذ النقود -التي كانت جدتي تعطيها لي أو لأحد أخواني أو أخواتي أحياناً -وتشتري بها الحليب أو الزبيب لنأكله مع الخبز. لقد كانت مساحة بيتنا الذي ولدت وقضيت حوالي خمس سنوات من عمري فيه بين (60 -70 متراً) في حي فقير بمشهد وفيه غرفة واحدة وسرداب مُظلم وضيّق".

ويتيح الدستور الإيراني لخامنئي، كونه المرشد، مخصصات هائلة من الموازنة السنوية تذهب لـ "بيت المرشد" ومكتبه الخاص والمؤسسات التابعة، له والتي لها ميزانية بالمليارات من موازنة الدولة العامة، سيطرة خامنئي على الاقتصاد الإيراني واستيلائه على مصادر إنتاج النفط والغاز والقطاع التجاري.

كما يهيمن المرشد الايراني على مؤسسة عملاقة تعرف باسم "هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني" أو ما تعرف اختصارا بـ "ستاد"، والتي تعد جهازاً للتأميم ومصادرة الممتلكات والأموال الخاصة بمعارضي النظام، وبقايا نظام الشاه السابق والأقليات الدينية تنكيلا بهم، ومن ثم ضمها لسلطة المرشد، حيث تجني هذه المؤسسة حوالي 100 مليار دولار بين ثروة في حسابات سرية وأصول، غير خاضعة للرقابة ولا تدفع أية ضرائب، فيما تستثمر المليارات في مجالات المال والنفط والاتصالات.

ووضعت وزارة الخزانة الأميركية "ستاد" على قائمة العقوبات منذ عام 2013.
وإلى جانب "ستاد"، هناك مؤسسة "آستان قدس رضوي" التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد، وهي أيضاً تابعة للمرشد، وهي أحد أفرع مؤسسة "بنياد" التي تسيطر على 20% من إجمالي الدخل القومي الإيراني، وتقدر قيمة العقارات التي استولت عليها بـ 20 مليار دولار تشمل نصف أراضي مدينة مشهد الدينية.

كل هذه الممارسات غير القانونية التي مكنت خامنئي ورجاله من الاستيلاء على مقدرات الشعب الإيراني، وضعت إيران، في يناير الماضي، في المركز 138 من بين 180 دولة بمدى تفشي الفساد المالي، في تقرير منظمة "الشفافية الدولية".

تويتر