فرنسا تحذر من تحول الأكراد إلى «ضحايا».. وأميركا تؤكد أن انسحابها لن يكون سريعاً

«داعش» يتحـصن بالمدنيـيـن شرق سورية.. وتركيا تجــدد تهــديــداتــها للــوحدات الكردية

بعض النساء يحاولن الفرار مع أطفالهن من معركة الباغوز. أ.ف.ب

أغلق تنظيم «داعش» الإرهابي الطرق منعاً لفرار ما تبقى من مدنيين من آخر بقعة يتواجد فيها شرق سورية ولا تتجاوز مساحتها نصف كيلومتر مربع، في وقت باتت قوات سورية الديمقراطية (قسد) على وشك إعلان انتصارها على التنظيم الإرهابي، وفي الوقت ذاته جددت تركيا تهديداتها بـ«التخلص من وحدات حماية الشعب الكردية»، فيما قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري، إن الولايات المتحدة لن تقوم بانسحاب مباغت وسريع لقواتها من سورية، وإنها ستتشاور عن كثب مع الحلفاء بشأن تلك المسألة.

وتفصيلاً، قال جيفري أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، أمس: «نقول للحلفاء باستمرار إن انسحاب القوات الأميركية من سورية لن يكون مباغتاً وسريعاً، وإنما خطوة بخطوة».

وفي ما يتعلق بالمحادثات الرامية إلى إقامة منطقة آمنة على الحدود التركية السورية، بدا أن هناك خلافاً بين جيفري ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار بشأن مصير الفصائل التي يقودها الأكراد وتعمل مع التحالف المدعوم من الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم داعش.

وقال أكار: «نحترم وحدة الأراضي السورية، لكن القضية الأساسية تتمثل في سلامة وأمن الحدود التركية والشعب التركي، القضية الرئيسة هي الأمن للتخلص من الإرهابيين سواء وحدات حماية الشعب الكردية أو تنظيم داعش».

وجاءت تصريحات أكار تزامناً مع إعلان السلطات التركية، أمس، اعتقال 735 شخصاً خلال مداهمات في الذكرى الـ20 للقبض على زعيم الأكراد المسجون عبدالله أوجلان، واتهمت السلطات المقبوض عليهم بـ«الارتباط بمسلحين أكراد أو دعمهم، خلال 156 عملية مداهمة جرت قبل يومين».

في المقابل، حذرت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، أمس، من جعل الأكراد السوريين الذين يوشكون على الانتصار مع حلفائهم على تنظيم داعش، ضحايا جدداً للنزاع السوري.

وقالت بارلي في مقال نشرته صحيفة «لو باريزيان»: «من واجبنا القيام بكل شيء لتفادي جعل عناصر قوات سورية الديمقراطية ضحايا»، في إشارة إلى التهديدات التركية المستمرة للأكراد.

من جانبه، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فرشينين، في مؤتمر الأمن في ميونيخ، أن على الأكراد السوريين التحاور مع دمشق، وقال: «إذا لم يعد ثمة قوات أجنبية في شمال شرق سورية، أعتقد أن الحل الأفضل هو البدء بحوار بين الأكراد ودمشق، الأكراد هم جزء من الشعب السوري، نعلم المشكلات بين دمشق والأكراد، لكنني أعتقد أن ثمة حلاً عبر الحوار».

ورحبت قوات سورية الديمقراطية بمطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدول الأوروبية باستعادة مواطنيها ممن انخرطوا في القتال ضمن صفوف تنظيم «داعش»، ويُحتجزون حالياً في سورية.

وقال مسؤول العلاقات العامة بقوات سورية الديمقراطية عبدالكريم عمر، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): «نعتبر تصريح الرئيس الأميركي إيجابياً، كما واجهنا الإرهاب وداعش بالتنسيق مع التحالف الدولي، فإنه يتعين أيضاً التعامل مع قضية المقاتلين الأجانب وأبنائهم ونسائهم بالتنسيق مع المجتمع الدولي».

وكان ترامب قال في سلسلة من التغريدات على حسابه بموقع «تويتر»، أمس، إن «الولايات المتحدة تطالب بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين باستعادة أكثر من 800 من مقاتلي داعش الذين تم أسرهم في سورية، وتقديمهم للمحاكمة، التنظيم على وشك السقوط، والبديل ليس جيداً حيث سنضطر إلى إطلاق سراحهم».

وتابع ترامب: «الولايات المتحدة لا تريد أن ترى مقاتلي داعش وهم يخترقون أوروبا، حيث من المتوقع أن يعودوا، قمنا بالكثير وأنفقنا الكثير وقد حان الوقت ليتقدم الآخرون للقيام بالعمل الذي يستطيعون القيام به. نحن ننسحب بعد انتصار بنسبة مئة في المئة على داعش».

وعلى أرض المعركة، أغلق تنظيم «داعش» الطرق منعاً لفرار ما تبقى من مدنيين من آخر بقعة يتواجد فيها في شرق سورية ولا تتجاوز مساحتها نصف كيلومتر مربع في بلدة الباغوز قرب الحدود العراقية، في وقت باتت قوات سورية الديمقراطية على وشك إعلان انتصارها على التنظيم الإرهابي.

وبدت منطقة استقبال المدنيين قرب بلدة الباغوز خالية إلا من بضع خيم بيضاء وبعض المقاتلين، الذين أكد أحدهم لوكالة «فرانس برس» أن أحداً لم يخرج خلال اليومين الماضيين، لأن «داعش» أغلق الطرق.

وغالباً ما يلجأ التنظيم عند حصاره ومع اقتراب المعارك من آخر نقاطه إلى زرع الألغام وشن هجمات من الخنادق والأنفاق لإعاقة تقدم خصومه، وإيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية، كما يستخدم المدنيين دروعاً بشرية.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي شون راين، إن «مدنيين فروا يتحدثون عن استخدام التنظيم لهم دروعاً بشرية حتى إنه يقتل أبرياء لردع الآخرين عن الفرار».

ودفعت العمليات العسكرية منذ مطلع ديسمبر الماضي نحو 40 ألف شخص إلى الخروج من مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات عناصر التنظيم، وبينهم نحو 3800 مشتبه في انتمائهم إلى التنظيم تم توقيفهم، ويتم نقل المدنيين إلى مخيمات بعد التدقيق في هوياتهم وجمع معلومات أولية في منطقة فرز قرب بلدة الباغوز، فيما يجرى توقيف المشتبه في انتمائهم للتنظيم المتطرف.

وفي إدلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بسقوط 19 قتيلاً بينهم أطفال، جراء قصف على مناطق سريان هدنة الروس والأتراك بالشمال السوري، واتهم المرصد قوات الجيش السوري بشن القصف، فيما قالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن الجيش شن عمليات مركزة على مقرات وتجمعات من وصفهم بـ«المجموعات الإرهابية» في ريف حماة الشمالي، في إطار رده على خروقات الإرهابيين المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وقال الرئيس السوري بشار الأسد، في كلمة له، أمس، إن الدولة السورية تعمل على إعادة كل نازح ومهجر ترك منزله بفعل الإرهاب، لافتاً إلى أن الحوار ضروري لكن هناك فرق بين طروحات تخلق حواراً وأخرى تخلق انقساماً. وأشار إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد، وأضاف: «علينا ألا نعتقد أن الحرب انتهت».


ترامب: نطالب الحلفاء الأوروبيين باستعادة 800 من مقاتلي «داعش» ومحاكمتهم.. والتنظيم على وشك السقوط.

تويتر