طهران: لن نطلب إذنـاً لتطوير الصواريخ

إيــران تواصــل التصعيد.. وتعرض مجسمات صواريخ باليستية وعابرة

إيران نشرت مجسمات صواريخ أمس تزامناً مع خطاب روحاني. أسوشيتد برس

واصلت إيران تصعيدها ضد ضغوط الولايات المتحدة وأوروبا ومجلس الأمن الدولي لكبح أنشطتها الصاروخية، وأكدت عزمها على تعزيز قوتها العسكرية وبرنامجها للصواريخ الباليستية، وذلك قبيل يومين من انعقاد مؤتمر في العاصمة البولندية وارسو بشأن الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، خلال خطاب ألقاه في ما يسمى بـ«ميدان الحرية» بطهران، احتفالاً بـ«الذكرى الأربعين للثورة في بلاده»، إن إيران عازمة على تعزيز قوتها العسكرية وبرنامجها للصواريخ الباليستية، على الرغم من الضغوط المتنامية من الدول التي وصفها بالمعادية لكبح أنشطة بلاده العسكرية.

أضاف روحاني: «لم نطلب ولن نطلب الإذن لتطوير أنواع مختلفة من الصواريخ، وسنواصل مسيرتنا وقوتنا العسكرية»، وتعهد بـ«هزيمة العقوبات الأميركية» التي أعيد فرضها بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب العام الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية في 2015.

وتابع روحاني: «واجه الشعب الإيراني وسيواجه بعض الصعوبات الاقتصادية بسبب العقوبات، لكننا سنتغلب على المشكلات»، وجاء حديثه بعدما شهدت إيران تظاهرات داخلية ضد تردي الأوضاع الاقتصادية، بسبب سياسات النظام الحاكم، تفاقمت خلال العامين الماضيين، حتى إن صندوق النقد الدولي أعلن أن الاقتصاد الإيراني دخل في مرحلة انكماش خلال عام 2018، وتوقع الصندوق أن يتراجع إجمالي الناتج الداخلي للبلاد بنسبة 3.6% خلال العام الجاري 2019.

وأوضح روحاني أنه «يتعين على العالم أن يدرك أن قوة إيران تضاعفت مرات عدة عما كانت عليه قبل عقود»، وأشار أيضاً إلى أن «دور إيران تضاعف في المنطقة أكثر من أي وقت مضى»، وذلك في إشارة منه إلى تدخل طهران في شؤون العديد من الدول المنطقة، خصوصاً دورها في سورية، ودعم ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن.

ولم يتوقف التصعيد الإيراني على خطاب «روحاني» فقط، لكن على الطريق المؤدي للميدان الذي شهد الخطاب، استعرضت إيران مجسمين لصاروخين باليستيين من صنع محلي، وفي مكان أبعد قليلاً استعرضت أيضاً مجسمات بالحجم الطبيعي لصواريخ عابرة.

وعلى خطى «روحاني»، قال نائب قائد ما يسمى بـ«الحرس الثوري الإيراني»، حسين سلامي، أمس، إن طهران لن تسحب قواتها من المنطقة، ورفض الدعوات الأميركية بضرورة كبح نفوذ طهران الإقليمي.

وفي السياق نفسه، قال مساعد قائد الحرس للشؤون السياسية، العميد جواني، إن «طهران ستمحو مدناً في إسرائيل من على الأرض إذا شنت الولايات المتحدة هجوماً على إيران، لا تملك الولايات المتحدة الشجاعة لإطلاق رصاصة واحدة علينا، رغم كل إمكاناتها الدفاعية والعسكرية، ولكن إذا هاجمونا فسنمحو تل أبيب وحيفا من على الأرض».

وجاء إعلان «روحاني» عن عزم إيران تعزيز قوتها العسكرية وبرنامجها للصواريخ الباليستية ليشكل تحدياً للقوى الغربية التي ترى أن التجارب الصاروخية الإيرانية عاملاً يزعزع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما جاء التصعيد ليشكل تحدياً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي كرّس الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع القوى الكبرى في عام 2015، والذي دعا طهران إلى الامتناع مدة تصل إلى ثماني سنوات عن تطوير الصواريخ الباليستية المصممة لحمل أسلحة نووية، لكن طهران تمضي في اختباراتها الصاروخية، وتزعم أن صواريخها غير قادرة على حمل رؤوس حربية نووية.

وأدى الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي العام الماضي، والسياسة الأميركية المعادية علناً لطهران في عهد ترامب، وإعادة فرض العقوبات على إيران، إلى تصاعد التوتر من جديد مع واشنطن، مع عدم تردد بعض المسؤولين الأميركيين في التعبير عن أملهم «في تغيير النظام في إيران».

وتعهدت الولايات المتحدة، بداية الأسبوع الجاري، بمواصلة «الضغط دون هوادة» على إيران، لردع برنامجها الصاروخي، في أعقاب كشف إيران عن سلاح باليستي جديد، بعد أيام على تجربة صاروخ عابر. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، روبرت بالادينو، في بيان، إن «تجاهل إيران الصارخ للأعراف الدولية، ينبغي التصدي له، ويتعين علينا إعادة قيود دولية أكثر صرامة، لردع برنامج إيران الصاروخي».

وتطرق ترامب في خطاب حالة الاتحاد أمام أعضاء «الكونغرس»، منتصف الأسبوع الماضي، إلى الجهود الأميركية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، وقال: «إيران دكتاتورية فاسدة، ولن تحصل على السلاح النووي، وواشنطن لن تغلق أعينها عن نظام ينادي بالموت لأميركا».

وجدّدت إيران، خلال الأسبوع الماضي، التمسك بتجاربها للصواريخ البالستية، ورفضت إجراء أي مفاوضات بشأنها، ووجهت العديد من الاتهامات للاتحاد الأوروبي، بعد إصداره بياناً يطالبها فيه بالتوقف عن التصرفات التي تزعزع استقرار المنطقة، ووصفت طهران الاتهامات الأوروبية لها بـ«الجوفاء والعقيمة»، كما ردت أيضاً على تصريحات الرئيس الأميركي بشأن مراقبة واشنطن لإيران، بأن تصريحات ترامب «لا تؤخذ على محمل الجد»، بحسب وصفها.

وكان الاتحاد الأوروبي عبر في بيان له، الأسبوع الماضي، عن قلقه الشديد بشأن اختبارات الصواريخ الباليستية التي تجريها إيران، ودعاها إلى الإحجام عن الأنشطة التي تعمق عدم الثقة، وتزعزع الاستقرار في المنطقة، كما تطرق إلى الأنشطة العدائية التي تقوم بها طهران على أراضي العديد من الدول الأعضاء بالاتحاد، فضلاً عن التورط العسكري الإيراني في سورية.

وجاء البيان الأوروبي بعد نحو 10 أيام من إعلان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أن باريس مستعدة لفرض مزيد من العقوبات، إذا لم يتحقق تقدم في المحادثات بشأن البرنامج الصاروخي، وعقب ذلك أكدت إيران أنها ستواصل العمل لتحسين دقة صواريخها.


روحاني: «دور إيران تضاعف في المنطقة».. وقادة عسكريون: «لن نسحب القوات وإذا حاربتنا أميركا سنهاجم إسرائيل».

تويتر