مجلة أميركية: استخبارات طهران تواصل سياساتها العدائية تجاه أوروبا

واشنطن تبدأ إجراءات مراقبة إيران.. والاتحاد الأوروبي «قلق» من الصواريخ الباليــــــستية

جانب من معرض الصواريخ والآليات العسكرية الذي نظمته إيران. أسوشيتدبرس

قال الاتحاد الأوروبي، إنه يشعر بـ«قلق بالغ» من أنشطة الصواريخ الباليسيتة الإيرانية، ودعا طهران للإحجام عن إطلاقها ووقف الأنشطة التي تعمق عدم الثقة وتزعزع استقرار المنطقة، فيما بدأت الولايات المتحدة إجراءاتها بشأن تنفيذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حول الاحتفاظ بقاعدة عسكرية في العراق لمراقبة إيران.

وتفصيلاً، أعلن الاتحاد الأوروبي، في بيان له، مساء أمس، أنه يشعر «بقلق بالغ» من قيام إيران باختبارات لصواريخ باليستية، ودعا طهران لوقف الأنشطة التي تعمق عدم الثقة وتزعزع استقرار المنطقة.

وقال الاتحاد الأوروبي في البيان: «إيران مستمرة في بذل الجهود لزيادة مدى صواريخها ودقتها، بالإضافة إلى زيادة عدد الاختبارات وعمليات الإطلاق التشغيلية، وهذه الأنشطة تزيد من عدم الثقة وتساهم في عدم الاستقرار الإقليمي».وفي سياق متصل، بدأت الولايات المتحدة الأميركية تنفيذ ما أعلن عنه ترامب بشأن مراقبة إيران من العراق، حيث أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، أمس، أن المجلس تلقى طلباً لإعادة تنظيم وجود القوات الأميركية في البلاد، وصرّح بأنه ستتم مناقشة الطلب خلال الفصل التشريعي المقبل.

وقبيل تصريح الحلبوسي، قال الرئيس العراقي برهم صالح، إن ترامب لم يطلب إذناً من العراق لإبقاء وجود عسكري أميركي لمراقبة إيران، وشدّد على أنه «ليس من ضمن الاتفاقات وجود قوات أميركية لمراقبة نشاطات إيران».

وكان ترامب قد قال في مقابلة مع برنامج «واجه الأمة»، على شبكة «سي.بي.إس»، أول من أمس، إنه من المهم الإبقاء على وجود عسكري أميركي في العراق، حتى يتسنى لواشنطن مراقبة إيران عن كثب، لأن إيران تمثل مشكلة حقيقية».

أضاف ترامب أنه لا يصدق قادة الهيئات الاستخباراتية في بلاده، بشأن ما يقولونه عن أن إيران تلتزم بالاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة، وأكد أنه يختلف معهم.

في سياق متصل، نقلت «سكاي نيوز عربية»، أمس، عن مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية، أنه بينما تؤسس قوى أوروبية آلية للتجارة مع إيران بعملة خلاف الدولار لتفادي العقوبات الأميركية، تواصل استخبارات طهران سياساتها العدائية تجاه دول بالاتحاد الأوروبي، ولا تتوانى عن تنفيذ مخططاتها المتعلقة بالإرهاب والاغتيالات التي تشكل تهديداً للقارة.

وتحاول الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 إنقاذ الاتفاق، رغم انسحاب الولايات المتحدة منه في مايو الماضي، وفي المقابل تواجه إيران هذه المحاولة بمزيد من العداء.

وفي يناير الماضي، ذكر مكتب الادعاء الاتحادي في ألمانيا أن رجلاً يحمل الجنسيتين الأفغانية والألمانية، كان يعمل مع الجيش الألماني، جرى اعتقاله للاشتباه في أنه نقل بيانات لوكالة استخبارات إيرانية.

وقبل ذلك، وتحديداً في يونيو الماضي، كشفت الأجهزة الأمنية عن مخطط لتفجير يستهدف اجتماعاً عقده المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يتخذ من باريس مقراً، على مشارف العاصمة الفرنسية، وحضره محامي ترامب رودي جولياني، وعدد من الوزراء الأوروبيين والعرب السابقين.

وانكشفت المؤامرة بعدما ألقت ألمانيا القبض على أسد الله أسدي، الدبلوماسي الذي يعمل انطلاقاً من فيينا، وتحتجزه السلطات الألمانية، بينما ألقي القبض على شخصين بحوزتهما متفجرات في بلجيكا، كما اعتقل آخر في فرنسا.

وفي ديسمبر الماضي، قالت وزارة الخارجية في ألبانيا، إن تيرانا طردت سفير إيران ودبلوماسياً آخر، «لإضرارهما بأمنها القومي»، وجاء قرار طرد السفير بعد أشهر من القبض على ناشطين إيرانيين في ألبانيا، كانا يخططان لشن هجوم على منزل يضم أعضاء من جماعة «مجاهدي خلق»، التي يلقي عليها النظام الإيراني مسؤولية التظاهرات التي اندلعت في البلاد العام الماضي.

وانضمت فرنسا وهولندا إلى قائمة الدول التي طردت ما مجموعه خمسة دبلوماسيين إيرانيين خلال عام 2018، «لكن هذه أيضاً ليست سوى خطوة مؤقتة في الاتجاه الصحيح»، بحسب المجلة الأميركية.

وقالت «ناشيونال إنترست» إن هذه المؤامرات أيقظت السلطات الأوروبية لمواجهة التهديد المتصاعد للإرهاب المدعوم من إيران، لافتة إلى أنه منذ الشهر الماضي تبنى الاتحاد الأوروبي بالإجماع عقوبة مصادرة أموال إيرانية، وتصاعد الانتقاد الأوروبي للنظام الإيراني، لكن كل هذا لا يكفي في مواجهة الخطر الإرهابي.

وأعلنت إيران، خلال الأسبوع الماضي، أنها لن تتفاوض حول برنامجها الصاروخي، ورفضت دعوات للحد من أنشطتها المتعلقة بالصواريخ الباليستية، مؤكدة أنها ستواصل العمل لتحسين دقة صواريخها، لكنها لا تعتزم زيادة مدى تلك الصواريخ، وفي بداية الأسبوع الجاري نظمت إيران معرضاً عسكرياً في طهران يضم صواريخ وآليات عسكرية، كما أعلنت عن صاروخ جديد زعمت أن مداه يبلغ 1300 كيلومتر، وذلك رغم المواقف الدولية الداعية إلى تقييد برامجها للصواريخ الباليستية.

وجاء الرفض الإيراني للتفاوض حول برنامجها الصاروخي، والمعرض العسكري الذي نظمته طهران، قبيل اجتماع مرتقب أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أنه سيتم تنظيمه في بولندا، يومي 13 و14 فبراير الجاري، حول الاستقرار في الشرق الأوسط، وضمان ألا يكون لإيران تأثير مزعزع في المنطقة.

• إيران تستبق اجتماع بولندا بتنظيم معرض للصواريخ والآليات العسكرية.

تويتر