علّقت رفعها 6 أشهر ودعت إلى وقف التظاهر

فرنسا تتراجع عن ضرائب الوقود أمام انتفاضة «السترات الصفراء»

صورة

أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، أمس، تراجع الحكومة بشكل مؤقت عن خطة للزيادة في الضرائب، إثر تسببها في اندلاع احتجاجات عنيفة في العاصمة باريس، وسقوط قتيلين وجرحى.

وأكد فيليب في كلمة بالجمعية الوطنية، تعليق قرار فرض الضرائب على الوقود لمدة ستة أشهر، وأوضح أنها «ستخضع لنقاش موسّع في البلاد». وقال فيليب في خطاب متلفز «لا ضرائب تستحق أن تعرّض وحدة الأمة للخطر»، مضيفاً أن الغضب في الشارع «نابع عن شعور عميق بالظلم: عدم القدرة على العيش بكرامة من العمل الذي يقوم به المرء».

وأعلن أيضاً أن الزيادات على أسعار الغاز والكهرباء المقرر تطبيقها اعتباراً من الأول من يناير، ستعلق لثلاثة أشهر خلال فصل الشتاء. وأضاف فيليب أن إجراءات تشديد المراقبة التقنية للسيارات، والمقرر أن يتم بموجبها فرض غرامات على السيارات القديمة الأكثر تلويثاً، سيتم تعليقها لستة أشهر.

وقال فيليب إن المتظاهرين والحكومة يتقاسمان الهدف نفسه، وأقرّ بأن فرنسا لديها ضرائب من الأعلى في أوروبا.

وقال «إذا انخفضت الضرائب، يتعين خفض الإنفاق العام أيضاً».

وأكد مجدداً إدانته أعمال الشغب في باريس في نهاية الأسبوع الماضي، وشكر قوات الأمن الفرنسية التي تعمل فوق طاقتها خلال احتجاجات ذوي «السترات الصفراء». وقال «في حال تنظيم يوم آخر من الاحتجاجات، يجب الإبلاغ عنه مسبقاً، وتنظيمه بهدوء». وقال فيليب إن «من تسببوا في أضرار خطرة في الأملاك العامة، ومواقع سياحية خلال الاحتجاجات، سيحاكمون على قاموا به»، مشدداً على أن فرنسا «لن تتساهل مع هذه الممارسات».

ودعا رئيس الحكومة إلى وقف التظاهرات، والجلوس إلى الطاولة لإطلاق حوار مجتمعي حول الضرائب والإنفاق العام بداية من منتصف ديسمبر الجاري.

ويأتي الإعلان عن تعليق رفع الضرائب والذي كان من المقرر له أن يدخل حيز التنفيذ مع بداية العام المقبل، عقب محادثات أجراها رئيس الوزراء مع زعماء المعارضة، أول من أمس.

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قال إن الضرائب على المحروقات جزء من مسعاه لمحاربة تغير المناخ، وإنه يريد إقناع السائقين الفرنسيين بالاستغناء عن السيارات التي تعمل بالديزل، والإقبال على أنواع أقل تلويثاً للبيئة.

وأكد السبت الماضي، أنه لن يحيد عن أهداف سياسته.

وتفجرت انتفاضة «السترات الصفراء» في 17 نوفمبر الماضي، في تحدّ هائل أمام ماكرون، بينما يحاول إنقاذ شعبيته التي هوت بسبب إصلاحات اقتصادية ينظر إليها على أنها «منحازة للأغنياء».

وعاث المحتجون فساداً في أرقى الأحياء الباريسية، وأحرقوا عشرات السيارات، ونهبوا متاجر، وحطموا نوافذ منازل فاخرة ومقاهٍ، في أسوأ اضطرابات بالعاصمة منذ عام 1968.

تويتر