في ظل عدم قدرة الدوحة على تنظيم كأس العالم 2022

قطر تبحث استضافة خارجية للمونديال.. وإيران تستغلّ الأزمة

«فيفا» لديه شكوك في قدرة قطر على تنظيم المونديال. أرشيفية

كشفت تقارير صحافية، أن إيران عرضت استضافة بعض المنتخبات خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم، المقررة إقامتها في قطر عام 2022، وذلك في ظل مقاطعة دول عربية وإسلامية لقطر، بسبب دعمها الإرهاب والتدخل في شؤون جيرانها، ووسط شكوك من الاتحاد الدولي لكرة القدم في قدرة قطر على تنظيم المونديال، خصوصاً مع الشبهات الكثيرة التي أحاطت فوزها بالتنظيم.

وكشف الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث المنظمة لكأس العالم 2022 في قطر، حسن الذوادي، عن تلقي الدوحة عروضاً من دول عدة، لاستضافة منتخبات خلال البطولة؛ وذلك على هامش حضوره منتدى باريس من أجل السلام، حيث قال الذوادي رداً على سؤال لوكالة فرانس برس، عن احتمال موافقة قطر على عرض إيراني في هذا السياق، إن قطر تلقت «عروضاً عدة من دول في ما يتعلق باستضافة منتخبات، لكن لم يتقرر أي شيء في هذه المسألة بعد، وهي تبقى موضع نقاش»، مؤكداً أن أي «إجراء مماثل (استضافة دول أخرى لمنتخبات) يشكل جزءاً من خطة قطر».

ورأى مراقبون أن استضافة إيران منتخبات مشاركة في البطولة، وفي حال الموافقة على ذلك، سيكون دفعة لطهران التي تواجه محاولات أميركية لعزلها دولياً، بسبب دعمها الإرهاب وطموحاتها النووية.

وذكرت «سكاي نيوز عربية»، أن دخول طهران على الخط في أزمة تنظيم الدوحة للمونديال، هو محاولة لاستغلال أزمة قطر وإحراجها من خلال التحالف الذي يربط بينهما، بهدف الخروج من عزلتها الناجمة عن إعادة الولايات المتحدة فرض عقوبات اقتصادية عليها، بسبب أنشطتها الإرهابية.

ويأتي الحديث عن احتمال استضافة بعض المنتخبات خارج قطر، في ظل دراسة اقتراح مدعوم من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، بزيادة عدد المنتخبات في مونديال 2022 من 32 إلى 48 منتخباً، بدلاً من الانتظار حتى مونديال 2026 بحسب ما كان قد قرره الاتحاد الدولي.

وستفرض هذه الزيادة على قطر في حال اعتمادها، تحديات جديدة على صعيد الاستضافة وإقامة المنتخبات واستيعاب الأعداد الإضافية للمشجعين، فرغم الصورة المبهرة التي تصدرها قطر للعالم بشأن استعداداتها لتنظيم المونديال، فإن الواقع على الأرض يبدو مغايراً، وسط شكوك في قدرة نظام الدوحة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المشجعين في الفترة ما بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر 2022، فضلاً عن شبهات الفساد المحيطة بشأن الطريقة التي فازت بها قطر قبل ثماني سنوات، بتنظيم كأس العالم.

وكانت الأمطار التي ضربت قطر، بداية الأسبوع الجاري، كشفت تهالك البنى التحتية للبلد، وعدم استعدادها لمثل هذه الأحداث العالمية، علماً بأن سقوط الأمطار خلال المونديال وارد بقوة كونه سيقام في فصل الخريف. وفي أواخر سبتمبر الماضي، تقدم عدد من أبناء قبيلة الغفران، بشكوى جماعية إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في مدينة زيوريخ بسويسرا، ضد ممارسات النظام القطري في حق قبيلتهم، مطالبين بسحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر، بسبب انتهاكات النظام ضد القبيلة، وإقامة المنشآت الرياضية الخاصة بالبطولة على أراضٍ سلبت عنوة من أبنائها.

وقال أبناء الغفران في الشكوى التي سلموها باليد في مقر الاتحاد الرئيس في زيوريخ، إن عدداً غير قليل من الأراضي التي أقامت عليها دولة قطر منشآت رياضية، قد سلبتها عنوة من ملاكها من قبيلة الغفران، وأقامت عليها منشآت رياضية لتنظيم البطولة، بالمخالفة للنظام وللحق في التملك، حيث تم طرد الملاك من أراضيهم بعد إخطارهم بأنهم لم يعودوا قطريين فجأة، ولفتت الشكوى إلى الممارسات الأخرى والمخالفات الجسيمة التي ارتكبت في حق العمال الذين يعملون في بناء المنشآت الرياضية.

وطلب أبناء الغفران من «فيفا» رفض إقامة بطولة كأس العالم في قطر 2022، ما لم تقوم حكومة قطر بإعادة الجنسية القطرية لكل المتضررين من أبناء الغفران، وكذلك إعادة الأراضي التي سلبت عنوة وتقام عليها مشروعات البطولة، ودفع التعويض العادل طوال فترة استغلالها دون وجه حق، أو تحمل «فيفا» تكاليف التعويضات، وإجبار قطر على توظيف أبناء الغفران من المؤهلين، في المشروعات التي تقام في أراضيهم، ومنحهم حصة من ريع البطولة في حال قبلوا بالتسويات المالية لاستغلال أراضيهم.

وأكد أبناء القبيلة في شكواهم، أنه في حال رفض النظام القطري المطالبات، فإن الواجب الأخلاقي والإنساني يملي على «فيفا» سحب البطولة من قطر، وألا يكون «فيفا» مشتركاً في المسؤولية مع حكومة قطر أمام شعوب العالم في هذه «الجريمة الإنسانية والأخلاقية»، وفقاً لنص الشكوى.

وتراجعت السياحة الوافدة إلى قطر بنسبة بلغت 26.5% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، بحسب تقرير صدر أخيراً عن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء القطرية.

وقال القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للسياحة القطرية، حسن عبدالرحمن الإبراهيم، قبل أسابيع عدة، إن قطاع السياحة في بلاده سيحتاج إلى ثلاث سنوات لكي يتعافى من خسائره الناجمة عن توقف حركة السياحة القادمة من الدول الخليجية.

- الأمطار تكشف تهالك البنية التحتية للدوحة.. وأراضي المونديال سلبتها قطر من قبيلة الغفران.

تويتر