قوات خاصة لمساعدة «قسد» على مواجهة «داعش» في دير الزور

سورية تتهم تركيا بعدم الرغبة في تنفيذ اتفاق إدلب.. وأردوغان يستعد لشن عمليات مكثفة

سورية تقول إن هناك أسلحة ثقيلة في المنطقة العازلة. أرشيفية

اتهمت الحكومة السورية تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق مع روسيا، على إقامة منطقة منزوعة السلاح حول إدلب، بينما رفضت تركيا تلك الاتهامات وأكدت أن تنفيذ الاتفاق يسير وفق الخطة، فيما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستشن عمليات شرقي الفرات في سورية قريباً.

أزمة في تنفيذ «اتفاق إدلب»

وتفصيلاً، قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السورية «سانا»، إن «تركيا غير راغبة، في تنفيذ الاتفاق. ولايزال الإرهابيون موجودين بأسلحتهم الثقيلة في هذه المنطقة، وهذا مؤشر إلى عدم رغبة تركيا في تنفيذ التزاماتها، وبالتالي مازالت مدينة إدلب تحت سيطرة الإرهاب المدعوم من تركيا والغرب»، بحسب قوله.

وفي المقابل، رفضت تركيا الاتهامات السورية لها، وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس، في مؤتمر صحافي بإسطنبول: «إن الاتفاق يسير وفق الخطة، ولا مشكلات حالياً في تنفيذ المذكرة».

وحذر أوغلو من أن تركيا «ستتدخل إذا اتخذت الجماعات الإرهابية أو المتشددة في إدلب نهجاً مختلفاً عن الاتفاق بين أنقرة وموسكو»، بحسب وصفه.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن «تركيا تفعل ما بوسعها للالتزام بالتعهدات الصعبة في إدلب، لكن لا يسير كل شيء وفقاً لما هو مخطط، روسيا لا ترى أن الاتفاق مهدد بالفشل».

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قال بعد قمة رباعية بشأن سورية مع تركيا وألمانيا وفرنسا، السبت الماضي، إن أنقرة تفي بالتزاماتها في إدلب التي تمثل، هي ومناطق مجاورة لها، آخر معقل للمعارضة المناهضة للرئيس السوري، بشار الأسد.

وأكد الزعماء في القمة الرباعية على أهمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في سورية، وقالوا إن لجنة وضع دستور جديد لسورية، ينبغي أن تجتمع بحلول نهاية العام.

وأدى الاتفاق الروسي - التركي إلى تأسيس منطقة عازلة على مساحة 15 إلى 20 كيلومتراً في عمق أراضي المعارضة، على أن تخلو من الأسلحة الثقيلة والمقاتلين.

عمليات مكثفة قريباً

في سياق متصل، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، إن بلاده أكملت خططها واستعداداتها لإطلاق عمليات أوسع نطاقاً وأكثر فعالية، بمنطقة شرق الفرات في سورية.

أضاف أن قوات بلاده المسلحة نفذت، أخيراً، ضربات ضد من وصفهم بـ«الإرهابيين» في شرق الفرات، وأنها تستعد لإطلاق عمليات أوسع قريباً.

وتابع: «تركيا لن تسمح إطلاقاً، للراغبين في إغراق سورية بالدم والنار مجدداً، بتنفيذ مخططاتهم عبر تحريض النظام من جهة، وإطلاق يد داعش من جهة أخرى».

وأدلى أردوغان بتصريحاته في كلمة أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي له، بعد يومين من نشر تقرير إخباري يفيد بأن القوات التركية قصفت مواقع لوحدات حماية الشعب الكردية السورية، على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

معارك «قسد» و«داعش»

على جانب آخر، وصل مئات المقاتلين الأكراد، خلال اليومين الماضيين، إلى محافظة دير الزور لدعم قوات سورية الديمقراطية في شن هجوم مضاد ضد تنظيم «داعش»، في آخر جيب يسيطر عليه في شرق سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسؤول كردي، أمس.

وكانت قوات سورية الديمقراطية «قسد» (تحالف فصائل كردية وعربية)، بدأت، في العاشر من سبتمبر، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، عملية عسكرية ضد «داعش» في منطقة هجين، أقصى ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية، وتمكنت تلك القوات من التقدم والسيطرة على بلدات وقرى عدة، إلا أن تنظيم «داعش» بدأ قبل أكثر من أسبوعين هجمات مضادة واسعة، مستفيداً من عاصفة رملية في تلك المنطقة الصحراوية، واستعاد، الأحد الماضي، كل المناطق التي خسرها.وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن: «منذ يوم الأحد، جرى استقدام أكثر من 500 مقاتل من القوات الخاصة في وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة الكردية، إلى دير الزور».

ووفق المرصد، تم أيضاً استقدام «آليات وذخيرة ومعدات عسكرية للانطلاق في المعركة من جديد»، في الجيب الذي يوجود في محيطه أساساً بضعة آلاف من مقاتلي «قسد».

وأكد المسؤول الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية، مصطفى بالي، إرسال تعزيزات من الوحدات الكردية ذات خبرة وتجربة في قتال «داعش» للمشاركة في القتال بجبهة هجين، وستشارك تلك القوات في هجوم جديد ضد التنظيم.

وأسفر الهجوم الأخير لتنظيم «داعش»، الذي استمر منذ الجمعة حتى الأحد الماضيين، عن مقتل 72 عنصراً من قوات سورية الديمقراطية، قبل أن يستعيد التنظيم كامل الجيب.

ومنذ العاشر من سبتمبر الماضي، أوقعت المعارك نحو 500 قتيل في صفوف «داعش»، وأكثر من 300 مقاتل من «قسد»، ويُقدر التحالف الدولي وجود 2000 عنصر من «داعش» في هذا الجيب. ومُني «داعش»، خلال العامين الماضيين، بهزائم متلاحقة في سورية، ولم يعد يسيطر سوى على جيوب محدودة في أقصى محافظة دير الزور، وفي البادية السورية شرق حمص.


أوغلو: اتفاق إدلب يسير وفق الخطة ولا مشكلات في التنفيذ.

الكرملين: التعهدات صعبة ولا يسير كل شيء وفقاً لما هو مخطط له.

500

قتيل في صفوف «داعش» منذ العاشر من سبتمبر الماضي.

تويتر