الإمارات تؤكد التزامها التاريخي بدعم «وكالة الغوث» وتعتبر القرار الأميركي مؤسفاً ويعقد ملف اللاجئين ببعديه الإنساني والسياسي

رفض «أممي» وعربي واستنكار فلسطيني لوقف واشنطن تمويل «أونروا»

صورة

أعلنت الإدارة الأميركية أنّ الولايات المتحدة لن تُموّل بعد اليوم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، متّهمة الوكالة الأممية بأنها «منحازة بشكل لا يمكن إصلاحه»، في قرار قوبل برفض وإدانة دولية وعربية، حيث أكدت الإمارات التزامها التاريخي بدعم «أونروا»، وقالت إن القرار الأميركي مؤسف ويعقد ملف اللاجئيين الشائك ببعديه الإنساني والسياسي، وفيما قوبل القرار باستنكار فلسطيني، ورفض «أممي» وعربي، سارعت إسرائيل بالترحيب به، زاعمة أن المنظمة التي تقدم الدعم لنحو خمسة ملايين فلسطيني تطيل أمد النزاع في الشرق الأوسط.

وتفصيلاً، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، في تغريدة على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «القرار الأميركي بوقف تمويل (الأونروا) مؤسف ويعقد ملف اللاجئيين الشائك ببعديه الإنساني والسياسي، ولا يسعنا إلا أن نؤكد أن التزام الإمارات التاريخي بدعم (الأونروا) وعملها الإنساني مستمر».

جاء ذلك، بعد أن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت في بيان، إنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب بعدما «درست بعناية المسألة، قرّرت أن الولايات المتحدة لن تقدّم بعد اليوم مساهمات إضافية إلى (أونروا)».

وأضافت «عندما قمنا بمساهمة أميركية قدرها 60 مليون دولار في يناير، قلنا يومها بوضوح إنّ الولايات المتحدة لا تعتزم تحمّل النسبة غير المتكافئة بالمرّة من أعباء تكاليف (أونروا) التي تحمّلناها سنوات عديدة».

وأضاف بيان الخارجية الأميركية أنّ «الولايات المتحدة لن تُقدّم مزيداً من الأموال لهذه الوكالة المنحازة بشكل لا يمكن إصلاحه»، متهمة «أونروا» بأنها تزيد «إلى ما لا نهاية وبصورة مضخّمة» أعداد الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم وضع اللاجئ.

وبحسب الخارجية الأميركيّة فإنّ هذا الوضع هو بكل بساطة «غير قابل للاستمرار».

وأكّدت نويرت في بيانها أنّ المشكلة «تتعدّى الاحتياجات التمويلية وعدم تحقيق تقاسم متوازن في الأعباء» بين المانحين، إذ إنّ المشكلة تتّصل بـ«نموذج» الوكالة نفسه.

وأضافت أنّ واشنطن تعتزم لهذا السبب «تكثيف الحوار مع الأمم المتحدة» والجهات الفاعلة الأخرى لإيجاد «نماذج جديدة ومقاربات جديدة، قد تشمل مساعدات ثنائية مباشرة من الولايات المتحدة وشركاء آخرين».

وشدّدت المتحدثة الأميركية على أنّ واشنطن «واعية وقلقة للغاية بشأن تأثير» هذا الوضع «على الفلسطينيين الأبرياء، خصوصاً التلاميذ منهم».

ولاحقاً استنكرت السلطة الفلسطينية قرار الولايات المتحدة، مطالبة دول العالم بـ«رفض هذا القرار وتوفير كلّ ما هو ممكن من دعم للوكالة».

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، لـ«رويترز»، إن «هذه الإجراءات الأميركية المتلاحقة اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحدٍ لقرارات الأمم المتحدة. هذا النوع من العقوبات لن يغير من الحقيقة شيئاً. لم يعد للإدارة الأميركية أي دور في المنطقة وهي ليست جزءاً من الحل».

وشدد أبوردينة على أن القرار الأميركي ضد أونروا «لا يخدم السلام، بل يعزز الإرهاب في المنطقة، وهو بمثابة اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني».

وأضاف أن القيادة الفلسطينية تدرس التوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لمواجهة القرار الأميركي بخصوص وكالة «أونروا»، لاتخاذ القرارات الضرورية لمنع تفجر الأمور.

من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين صائب عريقات، في بيان «نحن نرفض ونستنكر هذا القرار الأميركي جملة وتفصيلاً، فلا يحقّ للولايات المتحدة الأميركية إلغاء وكالة أونروا التي تشكلت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة».

وطالب عريقات دول العالم بـ«رفض هذا القرار، وتوفير كلّ ما هو ممكن من دعم لأونروا احتراماً لقرار الأمم المتحدة المنشئ لوكالة أونروا، إلى حين حلّ قضية اللاجئين من جميع جوانبها كما نص قرار» إنشاء الوكالة الأممية.

وأكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن قرار ترامب بوقف الدعم المالي بشكل كامل عن وكالة «أونروا» لن يؤدي أبداً إلى تفكيكها وتهميش ملف اللاجئين الفلسطينيين، كما يأمل . ووصفت عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، القرار بأنه «متهور وغير إنساني». وأضافت في بيان باسم اللجنة التنفيذية أن «هذا القرار هو خطوة مجحفة تستهدف الشريحة الأكثر ضعفاً في المجتمع الفلسطيني وتعرض حياة أكثر من خمسة ملايين لاجئ لايزالون يعانون التشرد المتكرر والحرمان».

وفي غزة، أدانت أيضاً حركة حماس الخطوة الأميركية، لافتة إلى أنها تمثل «تصعيداً خطيراً ضد الشعب الفلسطيني».

وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبوزهري، لـ«رويترز»، إن «القرار الأميركي بإلغاء كامل المعونة الأميركية لـ(أونروا) يهدف إلى شطب حق العودة، ويمثل تصعيداً أميركياً خطيراً ضد الشعب الفلسطيني».

وفي القاهرة، استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، القرار الأميركي بوقف تمويل «أونروا» ووصفه بأنه «يفتقر للمسؤولية».

وقال أبوالغيط في بيان، إن القرار الذي صدر عن البيت الأبيض «يفتقر للمسؤولية والحس الإنساني والأخلاقي».

وتابع أن واشنطن ستتحمل المسؤولية «عما سيلحقه هذا القرار من أضرار كبيرة بنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني يعتمدون في معيشتهم اليومية على ما تقدمه الوكالة من خدمات».

وأتى القرار الأميركي بعيد ساعات من إعلان الحكومة الألمانية أنها ستزيد بقوة مساهمتها الماليّة في الوكالة الأممية، مطالبة شركاءها الأوروبيين بالاقتداء بها.


فلسطين تدرس التوجه إلى الجمعية العامة لمواجهة القرار الأميركي بخصوص «أونروا».

استياء بين اللاجئين الفلسطينيين

سيطرت مشاعر الغضب والقلق أمس، على الفلسطينيين الذين عبروا عن قناعتهم بأن واشنطن تسعى إلى «تصفية» قضيتهم، بوقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ما يهدد مشروعات حيوية يستفيد منها ملايين الأشخاص.

وتقدم «الأونروا» مساعدات لأكثر من ثلاثة ملايين من مجمل اللاجئين عبر توفير المدارس ومراكز الرعاية الصحية، وعبرت مراراً عن خشيتها في غياب التمويل من اضطرارها إلى إغلاق أكثر من 700 مدرسة تديرها.

وفي قطاع غزة المكتظ والمحاصر حيث يرتاد معظم الأطفال مدارس أونروا، أثار القرار الأميركي الكثير من القلق بشأن مستقبلهم التعليمي.

وقال أبومحمد حويلة (45 عاماً) من مخيم جباليا، وهو أب لتسعة أبناء، إن «وقف المساعدات سيؤثر بشكل كبير في أولادنا.. سيحرم آلاف الطلاب الذهاب إلى المدرسة».

غزة - أ.ف.ب

إسرائيل ترحب بقرار واشنطن

رحبت إسرائيل بقرار الولايات المتحدة قطع التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، متهمة المنظمة بإطالة أمد النزاع في الشرق الأوسط.

وعلق مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على القرار بقوله إن «إسرائيل تدعم التحرك الأميركي».

القدس المحتلة - أ.ف.ب

«أونروا»: برامجنا من أنجح عمليات التنمية البشرية

رفض المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سامي مشعشع، الانتقاد بأن مدارس الوكالة ومراكزها الصحية وبرامج المساعدات الطارئة تشوبها «عيوب لا يمكن إصلاحها».

وقال في بيان، أمس، إن هذه البرامج تتمتع بسجل حافل في إنشاء واحدة من أنجح عمليات التنمية البشرية وأبهرها نتائج في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن «المجتمع الدولي ومانحينا والبلدان المستضيفة لنا قد أشادوا باستمرار بأونروا لما تقدمه من إنجازات ومعايير».

وحسب المتحدث، وصف البنك الدولي أنشطتنا بأنها «مصلحة عامة عالمية»، واعترف لنا بإدارتنا لواحد من أكثر النظم المدرسية فاعلية في المنطقة، والتي غالباً ما يتفوق طلبتها على أقرانهم في المدارس العامة.

وأكد أن «هذا انعكاس لالتزام الأونروا الثابت بالحفاظ على الكرامة وفرص العيش الكريم».

وأضاف المتحدث أنه بعد الإعلان الأميركي، ستواصل «أونروا» بمزيد من التصميم التواصل من أجل حشد الدعم مع الشركاء الحاليين، 20 منهم حتى الآن أسهموا بمزيد من المال مقارنة بعام 2017، بما في ذلك دول الخليج وآسيا وأوروبا، ودول أخرى جديدة.

عمان - د.ب.أ

تويتر