الكونغرس يدرس تصنيف «الإخوان المسلمين» منظمة إرهابية

لايزال تنظيم «الإخوان المسلمين» يشكل خطراً داهماً، ولذلك يجب تصنيفه كمجموعة إرهابية من قبل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حسبما قاله خبراء للكونغرس أول من أمس. ولطالما كانت هذه المجموعة الإسلامية قوة استقطاب في المنطقة، حيث يقول البعض إنها تمثل طريقاً إلى «سياسة إسلامية معتدلة»، في حين يؤكد آخرون أنها تمثل واجهة مخادعة لحركات أكثر تطرفاً وعنفاً في المنطقة. واعترف عضو الكونغرس الأميركي الجمهوري رون دي سانتيس من ولاية فلوريدا، وهو يرأس لجنة الرقابة الداخلية في مجلس الأمن القومي، في جلسة الأربعاء، أن فكرة وضع تنظيم «الإخوان المسلمين» على قائمة الإرهاب الأميركية «لطالما كانت موضع نقاش في الكونغرس خلال السنوات الأخيرة».

ويأمل منتقدو «الإخوان المسلمين» في الكونغرس الأميركي استغلال الجلسات في الدفع باتجاه تصنيف «الإخوان» كمنظمة إرهابية، وهي خطوة تم رفضها من قبل وزارة الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. وأبلغ العديد من الشهود «الكونغرس» بأن ثمة أدلة كبيرة على أن «الإخوان المسلمين» يستحقون تصنيفهم كإرهابيين. وقال الدكتور هيليل فرادكين، الذي يعمل في معهد هدسون الفكري، في شهادته «تنظيم الإخوان المسلمين بالتأكيد هو عالمي، وهذا يعني أنه يشكل تهديداً». وقالت عضو الكونغرس الجمهوري من ولاية جورجيا جودي هيس فان: تهديد الإخوان المسلمين لا يمكن تجاهله في أميركا وخارجها. وقالت هيس في مقابلة معها «الإخوان المسلمون في حالة جيدة، كما أن لديهم العديد من المجموعات الأخرى الداعمة لهم والتي تشكلت خارج المجموعة الأساسية الموجودة هنا الآن في الولايات المتحدة».

وكان المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية في إدارة أوباما، دانييل بنجامين، هو الوحيد الذي عارض طروحات جلسة يوم الأربعاء في الكونغرس، الأمر الذي أثار تبادلاً حاداً للآراء حول الخطر الذي يشكله الإخوان المسلمون.

ولكن فرادكين دحض آراء بنجامين وقال إنه لا يوجد الكثير من الأدلة الحقيقية التي تؤكد أن الإخوان المسلمين رفضوا العنف كوسيلة للوصول إلى السلطة في حال فشل جهود الانتخابات. وقال فرادكين بالنسبة لقادة الإخوان المسلمين كان العنف «مسألة تكتيك». وأضاف: «لم يرفض الإخوان العنف، وليس هناك أي رفض له في تاريخهم».

وقال نائب رئيس «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية» جوناثان شانزر، أمام الكونغرس: «ليس هناك أي شيء في عقيدة الإخوان المسلمين التي يتمسكون فيها بصورة قوية يوحي بأنهم تخلوا عن العنف كوسيلة للوصول إلى السلطة».

ويرى بنجامين أن الإخوان المسلمين لا يحملون السمات التي تجعلهم منظمة إرهابية حسب قانون الولايات المتحدة، وأن مثل هذا التصنيف يمكن أن ينعكس سلباً ضد مصالح الولايات المتحدة. وقال: «ليس هناك أي سند قانوني لتصنيف الإخوان المسلمين استناداً إلى الأيديولوجية». وأضاف: «تصنيف الإرهابيين يتم استناداً إلى الأعمال العنيفة».

ويمتلك تنظيم الإخوان المسلمين شبكة من الفروع في 70 دولة حول العالم، ويعتبر تنظيماً إرهابياً في مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وصنفت الولايات المتحدة العديد من أفرع جماعة الإخوان المسلمين كتنظيمات إرهابية بما فيها حركة «حماس»، لكنها امتنعت عن تصنيفها بصورة شاملة. وتحدثت الإدارة الأميركية بأنها تنظر إلى احتمال تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية بصورة شاملة بعد انتخاب الرئيس ترامب، لكنها لم تتحرك بعد في هذا الاتجاه، ما دفع الكونغرس نحو العمل من أجل إعلان التنظيم كمنظمة إرهابية.