المقاتلون الأكراد يبدأون الانسحاب من منبج 4 يوليو

12 ألف مدني نزحوا هرباً من قصف النظام لجنوب سورية

طفل نازح من بلدة منبج بشمال سورية. أ.ف.ب

نزح أكثر من 12 ألف مدني، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، داخل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة درعا في جنوب سورية مع تكثيف قوات النظام وتيرة قصفها، فيما قالت تركيا إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية ستبدأ الانسحاب من منطقة منبج بشمال سورية، اعتباراً من الرابع من يوليو المقبل.

وتفصيلاً، أعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لوكالة «فرانس برس» عن «نزوح أكثر من 12 ألف مدني خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، مع تصعيد قوات النظام قصفها المدفعي والجوي لريف درعا الشرقي وبلدات في ريفها الشمالي الغربي».

وأحصى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، نزوح 2500 شخص من إحدى البلدات، حتى أول من أمس، جراء القصف.

وتسيطر الفصائل المعارضة على 70% من مساحة محافظتَي درعا والقنيطرة المجاورة في جنوب سورية. وتستقدم قوات النظام منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى جنوب البلاد تمهيداً لعملية عسكرية وشيكة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أمس، أن «سلاح المدفعية في الجيش السوري ينفذ رمايات مركزة على تجمعات وأوكار المسلحين في مدينة الحراك، شمال شرق مدينة درعا وبلدة بصر الحرير، ويدمر لهم تحصينات ويقضي على عدد منهم».

ويستهدف قصف قوات النظام، وفق المرصد، بشكل رئيس بلدات عدة، أبرزها الحراك وبصر الحرير، وفق المرصد الذي أفاد عن توجه النازحين إلى مناطق مجاورة لا يشملها القصف قريبة من الحدود الأردنية.

وتكتسب منطقة الجنوب السوري خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، عدا عن قربها من العاصمة السورية. ويتحدث محللون عن توافق إقليمي ودولي نادر على استعادة النظام لهذه المنطقة الاستراتيجية.

وتحدث رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في مقابلة قبل أسبوع عن «تواصل مستمر بين الروس والأميركيين والإسرائيليين» بشأن الجنوب، وقال «نعطي المجال للعملية السياسية، إن لم تنجح، فلا خيار سوى التحرير بالقوة»، متهماً الأميركيين والإسرائيليين بالضغط على الفصائل المعارضة لمنع التوصل إلى «حل سلمي».

واقترحت موسكو وفق ما قال الأسد إجراء «مصالحة» في المنطقة. وغالباً ما تقضي المصالحات التي ترعاها روسيا بإخراج مقاتلي المعارضة مع عائلاتهم إلى مناطق الشمال مقابل دخول قوات النظام، على غرار ما جرى أخيراً في الغوطة الشرقية قرب دمشق.

لكن قياديين في فصائل معارضة عدة، أكدوا في وقت سابق رفضهم أي «مصالحة» مع النظام.

ويشهد الجنوب السوري، ويضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وقفاً لإطلاق النار أعلنته موسكو مع واشنطن وعمان منذ يوليو، بعدما أُدرجت المنطقة في محادثات أستانا برعاية روسية وإيرانية وتركية، كإحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سورية.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أمس، إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية السورية سيبدأون في الانسحاب من منطقة منبج بشمال سورية، اعتباراً من الرابع من يوليو، وذلك بعد استعدادات استغرقت شهراً.

وجاءت تصريحات تشاووش أوغلو خلال مقابلة مع قناة «سي.إن.إن ترك» التلفزيونية الخاصة، وذكر أن خارطة الطريق الخاصة بالحل في منبج، التي تم الاتفاق مع الولايات المتحدة عليها، تنفذ بالكامل. ووافق البلدان، هذا الشهر، على اتفاق مبدئي تنسحب بموجبه وحدات حماية الشعب من منبج، فيما تتولى القوات التركية والأميركية الحفاظ على الأمن والاستقرار هناك.

تويتر