أبوالغيط يستنكر عرقلة صدور قرار لحماية الفلسطينيين
شهيد برصاص الاحتلال في «الضفة»
آلاف الفلسطينيين يشيعون الشهيدة رزان النجار في خانيونس. أ.ف.ب
استشهد، أمس، عامل فلسطيني بعد إطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليه، في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، بزعم محاولته تنفيذ عملية دهس. في حين استنكر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، عرقلة الولايات المتحدة صدور قرار عن مجلس الأمن لحماية الفلسطينيين.
وقالت مصادر محلية فلسطينية إن العامل رامي صبارنة (35 عاماً)، وهو من سكان بيت أمر، استشهد بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه، خلال عمله في حي جابر بمدينة الخليل.
وزعم الجيش الإسرائيلي، في بيان، أن صبارنة «حاول دهس قوات إسرائيلية، ردت بفتح النار عليه، ما أدى إلى مقتله».
وأوضح أن أياً من جنوده لم يصب بجروح.
|
إصابة عدد من الفلسطينيين بجروح، في مواجهات مع جيش الاحتلال شرق خانيونس. |
من ناحية أخرى، أعرب أحمد أبوالغيط عن استنكاره الشديد لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، أول من أمس، لإعاقة صدور قرار عن مجلس الأمن، لتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين.
وأكد، أمس في بيان، تقديره الكبير للجهود والمساعي المكثفة، التي بذلتها كلٌّ من دولة الكويت، باعتبارها العضو العربي الحالي في مجلس الأمن، والمجموعة العربية في نيويورك، لاستصدار القرار، معرباً في الوقت نفسه عن خيبة أمله نتيجة امتناع كل من بريطانيا وهولندا وبولندا وإثيوبيا عن التصويت على مشروع القرار.
كما أعرب الأمين العام، في هذا الإطار، عن أسفه لاستمرار عجز مجلس الأمن، الجهاز الرئيس المعني بحفظ السلم والأمن الدوليين، عن الوفاء بمسؤولياته لإقرار الإجراءات الكفيلة، بوقف الانتهاكات المتصاعدة التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني على يد السلطات الإسرائيلية، والتي كان من أبرزها خلال الأشهر الأخيرة سقوط المئات من الفلسطينيين المدنيين العزل من أبناء قطاع غزة المحتل، بين شهداء وجرحى، فيما يمثل جرائم نكراء ارتكبتها القوة القائمة بالاحتلال، ولقيت إدانة واسعة من المجتمع الدولي.
وأضاف أبوالغيط أن استمرار النهج الأميركي الحالي في عرقلة صدور أي قرار من شأنه وقف نزيف الدم للأبرياء الفلسطينيين، لن يؤدي سوى إلى تشجيع الجانب الإسرائيلي على الاستمرار بدوره في ممارساته الجائرة والمتعسفة، التي تخرج عن الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي ذات الصِّلة، وهو ما لن يخلق بالتبعية مناخاً مناسباً لعودة الجانبين الفلسطينيين والإسرائيلي للتفاوض، ولتحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.
وأكد استمرار الالتزام القوي والراسخ لجامعة الدول العربية بالعمل من أجل دعم القضية الفلسطينية، القضية المركزية للأمة العربية، وحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، منوهاً بالقرارات الصادرة في هذا الصدد عن القمة العربية الأخيرة في السعودية (قمة القدس)، والاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في 10 مايو الماضي، وهي القرارات التي تضمنت إقرار مجموعة من الإجراءات اللازمة للتعامل مع التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك التحرك في إطار المجتمع الدولي لتعبئة الجهود اللازمة لمساندة هذه القضية وحقوق الشعب الفلسطيني، على المستوى السياسي والاقتصادي والإنساني.
إلى ذلك، شيع آلاف الفلسطينيين، أمس، المسعفة رزان النجار، التي استشهدت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، في شرق خانيونس جنوب قطاع غزة أول من أمس.
ومع انتهاء تشييع النجار، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، أدت إلى «إصابة عدد من المواطنين بجروح في شرق خانيونس»، كما ذكر شهود عيان والناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، أشرف القدرة.
وانطلق المواكب الجنائزي للمسعفة الفلسطينية رزان النجار، التي لف جثمانها بالعلم الفلسطيني، ووضعت فوقه سترتها الملطخة بالدماء، تتقدمه سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من المستشفى الأوروبي جنوب خانيونس، إلى بلدة خزاعة شرق المدينة، حيث كان الآلاف في وداعها.
وردد المشيعون هتافات، من بينها «بالروح بالدم نفديك يا رزان»، و«الانتقام الانتقام». كما طالبوا في هتافاتهم حركة «حماس» بالثأر لدماء النجار، مؤكدين أنهم سيواصلون المشاركة في تحرك مسيرات العودة على حدود القطاع.
وقال رئيس الهيئة العليا لمسيرات العودة، خالد البطش، في كلمة قبيل أداء الصلاة على جثمان النجار، إن «المنظومة الدولية أمام اختبار بعد اغتيال المسعفة رزان»، مشيراً إلى أن «دماء الشهيدة رزان شاهدة على عنجهية الاحتلال، وآلة بطشه بحق الفلسطيني».
وأكد «استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار بأدواتها السلمية». وأضاف أنها «تُعبر عن إرادة شعبنا، وكلمته الرافضة لجميع مخططات (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، ومحاولة دفعه للوطن البديل، بعيداً عن أرضنا ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية».
واستشهدت النجار وأصيب نحو 100 شخص برصاص وقنابل غاز، أطلقها الجيش الإسرائيلي في الجمعة العاشرة للاحتجاجات، ضمن «مسيرات العودة» قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال الناطق باسم الوزارة إن النجار، التي كانت تبلغ من العمر 21 عاماً «أصيبت برصاصة في الصدر، خلال قيامها بدورها الإنساني في إسعاف المصابين، مرتدية معطفها الأبيض المميز للمسعفين».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news