روسيا تدعو إلى الإسراع في مغادرة القوات الأجنبية جنوب سورية

خطة تركية - أميركية لسيطرة مشتركة على منبج

قوات أميركية وكردية في منبج شمال سورية. أرشيفية

أكدت تركيا، أمس، أن القوات التركية والأميركية ستسيطر على مدينة منبج السورية إلى حين تشكيل إدارة جديدة في المنطقة بموجب تفاهم مع واشنطن، مشددة على إمكانية التنفيذ قبل نهاية الصيف في حال التوصل إلى اتفاق نهائي. في وقت طالبت روسيا بمغادرة جميع القوات الأجنبية منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سورية في أقرب وقت ممكن.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أن خططاً لخريطة طريق في مدينة منبج، الواقعة شمال سورية، قد تنفذ قبل نهاية الصيف إذا توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق نهائي، مؤكداً أن البلدين توصلا إلى تفاهم بشأن منطقة منبج يغادر بموجبه المسلحون المنطقة.

أميركا تندد بخطة سورية لإقامة علاقات

دبلوماسية مع إقليمَي أبخازيا وأوسيتيا

الجنوبية المنشقين في جورجيا.

وأضاف في مقابلة مع «قناة خبر» التلفزيونية، أن القوات التركية والأميركية ستسيطر على منبج لحين تشكيل إدارة جديدة في المنطقة بموجب تفاهم مع واشنطن.

وأوضح أن الجدول الزمني لهذه الخطة يمكن أن يحدد خلال محادثاته مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع المقبل.

وذكرت وكالة «رويترز»، أن تركيا والولايات المتحدة اتفقتا على خطة من ثلاث خطوات، بشأن منبج السورية.

ويقضي الاتفاق، الذي نشرت الوكالة جزءاً منه، أن «المسلحين الأكراد يغادرون منبج خلال 30 يوماً إذا وقع اتفاق يوم الرابع من يونيو»، كذلك، تبدأ القوات الأميركية والتركية عملية إشراف مشتركة في منبج خلال 45 يوماً.

ووافقت واشنطن وأنقرة على تشكيل إدارة محلية في منبج خلال 60 يوماً، إذا تم التوصل لاتفاق أيضاً.

وتسيطر على مدينة منبج «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها أنقرة «منظمة إرهابية»، وتقول إنها فرع لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، في حين أن الولايات المتحدة، التي لديها وجود عسكري في منبج، تدعم عسكرياً هؤلاء المقاتلين الأكراد في الحرب ضد تنظيم «داعش»، ما يثير غضب المسؤولين الأتراك.

من ناحية أخرى، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جميع التشكيلات الأجنبية بضرورة مغادرة منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سورية في أقرب وقت ممكن.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عنه القول «لدينا اتفاقات معروفة جيداً حول خفض التصعيد جنوب غرب سورية، وتم التوصل إليها بين روسيا والولايات المتحدة والأردن. وكانت إسرائيل على علم بها. ويجب سحب جميع القوات غير السورية من هذه المنطقة».

وأضاف لافروف: «أرى ضرورة تنفيذ ذلك في أقرب وقت ممكن. ونحن نعمل على ذلك الآن مع زملائنا الأردنيين والأميركيين».

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قال أول من أمس إن «الاتصالات مع الأردن والولايات المتحدة بشأن المنطقة الجنوبية لخفض التوتر في سورية مستمرة، وهناك اتفاق لعقد اجتماع ثلاثي بهذا الشأن».

وشهدت الأيام الماضية تصاعد نذر وقوع عملية عسكرية سورية لطرد التنظيمات المسلحة المعارضة من محافظتي درعا والقنيطرة بالجنوب السوري، وسط تهديدات أميركية وإسرائيلية للحكومة السورية وحليفتها إيران من الاقتراب من الحدود الدولية بالجنوب.

ويعتبر الأردن أن الحفاظ على مناطق خفض التصعيد في سورية، «أولوية» له، فيما يشدد على حقه بحماية حدوده الشمالية من أية تهديدات أمنية.

إلى ذلك، نددت الولايات المتحدة، أمس، بمساعي سورية للاعتراف بإقليمين منشقين عن جورجيا، قائلة إنها تدعم كلياً استقلال جورجيا وجددت الدعوة لروسيا لسحب قواتها من المنطقة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت في بيان «الولايات المتحدة تندد بشدة بنية النظام السوري إقامة علاقات دبلوماسية مع إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللذين تحتلهما روسيا في جورجيا، هذان الإقليمان هما جزء من جورجيا، وموقف الولايات المتحدة تجاه أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية ثابت».

وأعلنت دمشق أول من أمس، اعترافها بمنطقتي أبخازيا وأوسيتيا الانفصاليتين في جورجيا، وإقامة علاقات دبلوماسية معهما، وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية، إنه تم «الاتفاق بين الجمهورية العربية السورية وكل من جمهورية أبخازيا وجمهورية أوسيتيا الجنوبية على تبادل الاعتراف وإقامة علاقات دبلوماسية على مستوى سفارة».

وتنضم دمشق بذلك إلى حليفتها روسيا التي اعترفت باستقلالهما في أغسطس 2008 في ختام حرب قصيرة مع جورجيا، وأقامت فيهما قواعد عسكرية روسية. وهو ما تعتبره جورجيا احتلالاً عسكرياً لأراضيها، كما أن موسكو تقدم لهما الدعم المالي.

وكانت نيكاراغوا وفنزويلا وجزيرة نورو في المحيط الهادئ الدول الوحيدة التي حذت حذو روسيا واعترفت باستقلال المنطقتين الانفصاليتين الجورجيتين، بينما تعتبرهما سائر دول العالم مناطق جورجية تحتلها روسيا بشكل غير شرعي.

ونددت جورجيا، بالقرار السوري. واعتبرت وزارة خارجيتها في بيان، أنه قرار «غير قانوني» وجاء نتيجة «تلاعب» من روسيا.

وأعلنت «بدء الإجراءات لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية العربية السورية».

وذكرت في بيان أن «نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد أعلن بذلك دعمه للعدوان العسكري الروسي ضد جورجيا، والاحتلال غير المشروع والتطهير العرقي المستمر منذ سنوات».

تويتر