الإمارات تؤيد قرار الرئيس الأميركي وترحب باستراتيجيته تجاه طهران

ترامب ينسحب من «الاتفاق النووي» ويفرض عقوبات قوية على إيران

ترامب: الاتفاق «كارثي» ولم يحد من أنشطة طهران لزعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب في المنطقة. رويترز

أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وفرض عقوبات قوية على طهران، مؤكداً أن الاتفاق الذي وصفه بـ«الكارثي» لم يحد من أنشطة طهران لزعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب في المنطقة. في حين أيدت دولة الإمارات قرار الرئيس الأميركي الانسحاب، ورحبت باستراتيجيته بهذا الخصوص.

وأعلن الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، واصفاً إياه بأنه «كارثي»، ووقّع على قرار الانسحاب.

وقال في كلمة متلفزة، ألقاها في البيت الأبيض «أعلن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني».

وأكد أن الاتفاق النووي سمح لإيران بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم، والوصول إلى حافة امتلاك سلاح نووي.

وقال إن «إسرائيل نشرت وثيقة تثبت أن النظام الإيراني سعى لامتلاك سلاح نووي، واليوم لدينا الدليل القاطع على أن وعود طهران بإيقاف تخصيب اليورانيوم كانت كاذبة».

واعتبر أن «هذا الاتفاق الكارثي أعطى النظام الإيراني الإرهابي ملايين الدولارات.»

وقال ترامب «إذا سمحت باستمرار هذا الاتفاق، سيصبح هناك سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، والاتفاق لم يحد من أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار ودعم الإرهاب في المنطقة».

وأضاف أنه بعد المشاورات الأخيرة مع حلفاء أميركا «تبيّن لنا أننا لن نتمكن من منع إيران من الحصول على أسلحة نووية».

وقام ترامب عقب انتهاء كلمته بالتوقيع على القرار الخاص بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران

وأكد أن لديه الدليل على أن إيران «تكذب» في شأن الاتفاق النووي، محذراً طهران من مواجهة «مشكلات أكبر» إذا واصلت أنشطتها النووية.

وأضاف أن واشنطن ستفرض «أعلى مستوى» من العقوبات على إيران. وأشار إلى أنه مستعد وقادر على التفاوض على اتفاق جديد مع إيران، عندما تكون مستعدة.

من ناحية أخرى، أعلن ترامب أن وزير خارجيته، مايك بومبيو، سيصل إلى كوريا الشمالية للتحضير للقمة المرتقبة بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وقال «في هذه اللحظة، الوزير بومبيو في طريقه إلى كوريا الشمالية، للتحضير للقائي المقبل مع كيم جونغ اون»، موضحاً أنه سيصل «خلال ساعة»، و«سنحصل قريباً على معلومات إضافية» عن مصير السجناء الأميركيين الثلاثة لدى بيونغ يانغ.

في السياق، أعلنت دولة الإمارات تأييدها قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران للأسباب التي أوردها في كلمته والتي لا تضمن عدم حصول إيران على السلاح النووي في المستقبل، ورحبت باستراتيجيته في هذا الخصوص.

ودعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، المجتمع الدولي والدول المشاركة في الاتفاق النووي إلى الاستجابة لموقف الرئيس ترامب لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدولي.

وفي باريس، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف للقرار الأميركي بالانسحاب من اتفاق إيران النووي.

وأكد أن بلاده ستعمل على إبرام اتفاق أوسع، يغطي ما تقوم به إيران من أنشطة نووية، وبرنامجها للصواريخ الباليستية، وأنشطتها الإقليمية.

وأضاف على «تويتر»، فور إعلان ترامب «سنعمل بشكل جماعي على إطار عمل أوسع، يشمل النشاط النووي، وفترة ما بعد عام 2025، وأنشطة الصواريخ الباليستية والاستقرار في الشرق الأوسط، لاسيما سورية واليمن والعراق».

وقال ماكرون إن نظام عدم الانتشار النووي معرض للخطر.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن ترامب اتخذ قراراً شجاعاً وصحيحاً بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران.

وقال في كلمة تلفزيونية استمرت دقيقتين، وألقاها بالعبرية والانجليزية، إن الاتفاق الإيراني كان «وصفة لكارثة، وكارثة لمنطقتنا، وكارثة للسلام في العالم».

بدورها، دعت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، المجتمع الدولي إلى الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران، على الرغم من إعلان ترامب الانسحاب منه وإعادة فرض عقوبات على طهران.

وقالت «إنني قلقة بشكل خاص بشأن إعلان الليلة بفرض عقوبات جديدة».

وأضافت معلقة على الاتفاق المبرم بين القوى العالمية وطهران «إن الاتحاد الأوروبي عازم على الحفاظ عليه (الاتفاق). سنحافظ على هذا الاتفاق النووي بالتعاون مع بقية المجتمع الدولي».

وفي طهران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن إيران ستبقى في الاتفاق النووي دون واشنطن، التي اتهمها بأنها «لم تنفذ قط التزاماتها».

واعتبر أن قرار ترامب «غير قانوني، وغير مشروع، ويقوض الاتفاقات الدولية»، وشدد على أن القرار بمثابة «حرب نفسية».

وأكد أن طهران مستعدة لاستئناف أنشطتها النووية، بعد إجراء محادثات مع الأعضاء الأوروبيين الموقعين على الاتفاق.

وأيدت السعودية إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.

وقالت إنها ترحب بالخطوات التي أعلنها ترامب، وتؤيد ما تضمنه الإعلان من إعادة فرض للعقوبات الاقتصادية على إيران، والتي سبق أن تم تعليقها بموجب الاتفاق النووي.

وأضافت أن تأييد السعودية السابق للاتفاق النووي بين إيران ودول مجموعة (٥ + ١) كان مبنياً على قناعتها التامة بضرورة العمل على كل ما من شأنه الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط والعالم، إلا أن إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها، واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة.

كما أعربت البحرين عن تأييدها للقرار الأميركي.

تويتر