شهادة بالكونغرس تكشف تمويل الدوحة للإرهاب وتشكّك بجديتها في مكافحته

قطر دفعت أكثر من مليار دولار لإرهابيين في صفقة «رهائن»

صورة

كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن دفع قطر مبالغ طائلة بمئات ملايين الدولارات لإرهابيين في العراق، لأجل الإفراج عن عدد من مواطنيها وأفراد من الأسرة الحاكمة اختطفوا في العراق 2015، فيما استمعت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، الليلة قبل الماضية، لشهادة من أحد أشهر خبراء الإرهاب وتمويله، بشأن تعاون الولايات المتحدة مع دول الخليج العربي في مكافحة الإرهاب بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ورغم التنصل القطري من الصلات بالإرهاب ومحاولات الدوحة للظهور بدور المكافح له، تثبت الوقائع على الأرض أن النظام القطري قدّم أكثر من مليار دولار لإرهابيين، في صفقة للإفراج عن قطريين اختُطفوا في العراق.

ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» مراسلات حصرية مسربة تكشف أن قطر دفعت مبالغ طائلة بمئات ملايين الدولارات لإرهابيين في العراق، لأجل الإفراج عن عدد من مواطنيها وأفراد من الأسرة الحاكمة اختطفوا في العراق 2015.

وبحسب المصدر، فإن دبلوماسياً قطرياً كبيراً بعث برسالة إلى رئيسه، في شهر أبريل الماضي، أي في الشهر الـ16 من اختطاف 25 قطرياً، وقال فيها إن الدوحة تعرضت للسرقة.

وأظهرت الرسائل تذمر السفير القطري في العراق، زايد بن سعيد الخيارين، من سعي الميليشيات المتطرفة إلى سلب أموال قطر، حين دخلت الدوحة في مفاوضات سرية لأجل تحرير مواطنيها، وكتب السفير وهو متزعم المباحثات: «كلهم لصوص، السوريون وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقي، كلهم يريدون المال وهذه فرصتهم».

وتعود وقائع الاختطاف إلى عام 2015، عندما خرج مواطنون قطريون، بينهم أفراد من الأسرة الحاكمة، في رحلة صيد، ليعبروا الحدود إلى العراق ويدخلوا منطقة نفوذ تابعة لميليشيات طائفية، حيث تم اختطافهم لمدة عامين، قبل أن ترضخ الدوحة لمطالب الخاطفين المادية العام الماضي.

وفصّلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية معظم الجهات والشخصيات التي استفادت من المال القطري في دفع الفدية، ونشرت مراسلات مسربة بين المسؤولين القطريين.

وتم توزيع المليار دولار على عدد من الميليشيات والشخصيات المدرجة على قوائم الإرهابيين، حسب تصنيفات الولايات المتحدة، وقال السفير القطري في العراق إن «حزب الله» اللبناني و«حزب الله العراق» طلبا أموالاً من قطر.

وحسب الصحيفة، تلقى زعيم ميليشيات «حزب الله العراق» من قطر 25 مليون دولار، فيما ذهبت 150 مليون دولار أخرى للميليشيات ذاتها التي تعد جزءاً من الحشد الشعبي، الميليشيات الطائفية المتورطة في ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين في العراق.

كما حصل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، على 50 مليون دولار خلال الصفقة المذكورة، في حين بلغ ما دفعته قطر لوسطاء، منهم سليماني وزعيم ميليشيات عراقية ومسؤول إيراني، 150 مليون دولار.

وأشارت المراسلات، التي نشرتها «واشنطن بوست» أيضاً، إلى أن قطر دفعت 10 ملايين دولار لوسيط اسمه أبومحمد السعدي. وقالت «واشنطن بوست» إن الدفعات القطرية شملت أيضاً إيرانيين، والحكومتين التركية والعراقية، و«حزب الله» اللبناني و«جبهة النصرة».

وتظهر المراسلات أن قطر وزعت على دفعات مبالغ راوحت بين خمسة و50 مليون دولار، لمسؤولين إيرانيين وعراقيين.

من جهة أخرى، قدم الدكتور ديفيد واينبرغ، في شهادته أمام اللجنة الفرعية للإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أمام الكونغرس، تفصيلاً وافياً للجهود التي تقوم بها دول الخليج بالتعاون مع واشنطن في هذا السياق، لكنه أثار شكوكاً حول جدية قطر في تلك الجهود.

وقدم الشاهد عرضاً للمذكرات والاتفاقات التي وقّعتها الولايات المتحدة مع دول الخليج في هذا الصدد، بما فيها بيان جدة في 2014 الذي لم تلتزم به قطر. وذكر في هذا الصدد مذكرة التفاهم التي وقّعتها قطر مع واشنطن، في يوليو الماضي، لمكافحة تمويل الإرهاب، وكيف أنها جاءت نتيجة ضغط دول الجوار. لكنه أضاف: «لم يعلن نص الاتفاقية بموافقة البلدين، ما يجعل من المستحيل تقدير مدى جديتها، ومدى التزام قطر بما ورد فيها».

ونوه الباحث بالجهود التي تبذلها السعودية والإمارات في مكافحة تمويل الإرهاب، مشيراً إلى أن قدراً من جهود التحالف في اليمن أدى إلى تقليل خطر الإرهاب ومكافحة تنظيمَي «القاعدة» و«داعش» في اليمن، نتيجة التدخل الإيراني عبر الحوثيين.

وأشار في الوقت نفسه، إلى أنه بالتزامن مع تلك الجهود، استفاد الإرهابيون في اليمن وسورية من ملايين الدولارات التي وصلتهم من قطر في شكل «فدية»، مطالباً لجنة الكونغرس بالتوصية بوقف دفع الدول فدية للإرهابيين، لأنها مصدر تمويل غير مباشر.

لكن الخبير في مكافحة الإرهاب أشار إلى تقرير نشرته وزارة الخارجية الأميركية، في يوليو 2017، يغطي عام 2016، ورد فيه أن «ممولي الإرهاب داخل البلاد (قطر) لايزالون قادرين على استغلال النظام المالي الرسمي».

وأضاف واينبرغ أن تمويل الإرهاب بالمنطقة لايزال مصدر قلق بالغ، لافتاً إلى أنه في فبراير عام 2017، كشف مساعد وزير الخزانة الأميركي السابق لمكافحة تمويل الإرهاب، دانيال غليزر، عن أن هناك ممولين للإرهاب لايزالون يعملون بحرية داخل قطر.

من جهة أخرى، كشف السفير الروسي السابق في الدوحة، فلاديمير تيتورينكو، في مقابلة تلفزيونية، عن مخططات قطر التخريبية في عدد من دول المنطقة، خلال الاحتجاجات التي عرفت باسم «الربيع العربي».

وأوضح تيتورينكو، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم»، أن النظام القطري كان يأمل أن يتحكم في العالم عن طريق مصر، بعد الإطاحة بالنظام هناك. وقال السفير السابق إن القطريين كانوا المشاركين العرب الأكثر نشاطاً في الإطاحة بالنظام الليبي.

وقال رئيس وزراء قطر السابق عام 2017، إن بلاده أنفقت 137 مليار دولار في سورية منذ بداية الحرب، حسب ما أوضح السفير.

وأوضح الدبلوماسي الروسي أن وسائل الإعلام القطرية، ومعظمها تابع للحكومة، تطاولت على روسيا ووصفتها بألفاظ مهينة، لأنها لم توافق على السياسة القطرية.

وتحدث تيتورينكو عن اعتماد قطر على يوسف القرضاوي للتحريض على روسيا. وختم السفير السابق حديثه بالمضايقات التي تعرّض لها في أكثر من مناسبة بالمطارات القطرية،

ولفت إلى أن مطار الدوحة أجرى تبديلاً شاملاً لمجمل منظومة الأمن،

وأشار إلى أن الشركة التي ركّبت تلك المنظومة كانت شركة إسرائيلية قامت بتركيب تلك المنظومة في المطار.

تويتر