اختتم أعماله بحضور 500 خبير و80 وزيراً من 72 دولة

مشاركون في مؤتمر «لا أموال للإرهاب» بباريس: قطر مموِّلة الإرهاب في العالم

جانب من مؤتمر باريس لمكافحة الإرهاب. إي.بي.إيه

اختتم في العاصمة الفرنسية باريس، أمس، المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب بمشاركة الإمارات، وبحضور ممثلين عن 72 من وزراء وسياسيين وخبراء في الأمن والقانون تحت عنوان «لا أموال للإرهاب»، للضغط على الدول الداعمة والممولة للإرهاب، وفي مقدمتها قطر، للتخلي عن تلك السياسات.

وتفصيلاً، اختتم المشاركون في المؤتمر، أمس، اجتماعاتهم في باريس، بحضور الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث شددوا على ضرورة إلحاق الهزيمة بالإرهاب، عبر تجفيف مصادر تمويله.

ومنذ صباح الأربعاء، عقد نحو 500 خبير و80 وزيراً من 72 بلداً اجتماعات خلف أبواب مغلقة، لتبادل خبراتهم و«الممارسات الجيدة» في هذا الجانب من مكافحة الإرهاب، الذي يستهدف بشكل رئيس تنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وكان ماكرون أعلن هذا المؤتمر بعنوان «لا أموال للإرهاب.. مؤتمر ضد تمويل (داعش) و(القاعدة)»، خلال كلمته أمام سفراء فرنسا في باريس، أواخر أغسطس الماضي.

وأعلن منسق عام أجهزة المخابرات الفرنسية، المسؤول عن تنظيم المؤتمر، بيير ديبوسكين، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهدف من المؤتمر إلى تعبئة المجتمع الدولي ضد وباء تمويل الإرهاب، من خلال تبادل الخبرات بين الدول والأجهزة المعنية، ليس فقط أجهزة المخابرات، ولكن أيضاً أجهزة وزارات الدفاع والمالية والمجتمع المدني.

وقال إن ماكرون يعتقد أننا في سباق خطر مع تكنولوجيا جديدة لتمويل الإرهاب بشكل مستتر، لذا سيكون هناك تركيز في الفترة المقبلة على ثلاث ظواهر مهمة، وهي: الجمعيات الخيرية التي تقدم المساعدات المادية للأفراد والمنظمات، وظاهرة الاتجار بالآثار التي سيتسع مداها في الفترة المقبلة لتمويل العمليات الإرهابية.

أما المحور الثالث فيناقش رفع السرية عن الحسابات البنكية، لاكتشاف مسارات تمويل الإرهاب، إذ إن تنظيم «داعش» الإرهابي لايزال لديه رصيد يقدر بثلاثة مليارات دولار، سيستخدمها في تمويل مشروعات اقتصادية في العالم، للحفاظ على ديمومة تمويل عملياته الإرهابية.

وقد هاجم رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، الدكتور عبدالرحيم علي، في المؤتمر، أمس، الدول التي تعقد مؤتمرات دولية لمكافحة تمويل الإرهاب، في حين أنها لا تستطيع مواجهة أو مصارحة دول تقوم بدعم الجماعات الإرهابية، بل يتم دعوة الدول الداعمة للإرهاب.

وتساءل علي: «كيف يحضر أمراء قطر ورئيس وزرائها زفاف نجل عبدالرحمن النعيمي، المصنف عالمياً على قوائم الإرهاب، أبرز ممولي الإرهاب على مستوى العالم، ثم تتم دعوتهم لمؤتمر باريس»، قائلاً إن هذا المشهد يؤكد للعالم مدى علاقة قطر بدعم الجماعات الإرهابية.

وقال علي إن الإرهاب لا ينحصر في «داعش» و«القاعدة»، بل هناك توازنات تتم على حساب الحقيقة مع تنظيمات وضد تنظيمات، وهذا أمر صعب. مستفسراً: «كيف تطلب الدول التي تغض طرفها عن دعم دول بعينها للإرهاب مواجهة تمويل الإرهاب؟!».

وحول سياسة الازدواجية في التعامل من قبل بعض الدول، أكد علي «أنه ستكون هناك آثار سلبية على الدول التي تعمل بهذا الأسلوب، فهم يعانون الإرهاب، ثم يصنفون ويتركون جماعات أخرى، فهم مثلاً لا يُجرِّمون أعمال حركة (حسم) في سيناء، التي تقوم بالعمليات الإرهابية هناك».

وناقش المؤتمر دور المال القطري في ومحاولات «أفغنة» الصومال ومنطقة القرن الإفريقي، وشكل القرن الإفريقي كقاعدة خلفية، ودور قطر في صناعة الإرهاب، والتبييض العكسي، و«بيزنس» الرهائن الغربيين في هذا الصدد.

وشارك في المؤتمر المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، الدكتور أحمد يوسف، ورئيس المرصد الدولي للإرهاب، روالن جاكار، والباحث والأخصائي، مؤلف كتاب «دولارات الرعب»، ريشار البفيير.

وقال الخبير الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، اللواء رضا يعقوب، إن المؤتمر لابد أن يشهد إجماعاً من جميع الدول حول آليات محددة لردع الدول الداعمة للإرهاب والممولة له، وأن تتخلى بعض الدول عن سياستها الغامضة اتجاه ممولي الإرهاب، خصوصاً قطر وإيران.

وأوضح يعقوب في تصريح لـ«العين الإخبارية» أن تحرك المجتمع الدولي لردع السياسات القطرية تأخر كثيراً، مؤكداً أن وزير خارجية قطر تحدث عن أن تمويل الإرهاب لا يتم من قطر فقط، بل من دول عدة، وهو ما يعد اعترافاً بأن قطر تمول الجماعات الإرهابية.

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري السابق، وعضو مجلس النواب المصري الحالي، السفير محمد عرابي، لـ«العين الإخبارية» إن «جرائم قطر لن تسقط بالتقادم، وحتى لو تم الضغط عليها دولياً لتعديل مسارها، وتوقفت في المستقبل عن دعم الإرهاب، فهي تتحمل مسؤولية قتل الأبرياء، وتدمير جزء كبير من المنطقة العربية، وهي تتحمل إعادة إعمار مدن كاملة في سورية وليبيا والعراق والسودان وغيرها، التي دُمرت أجزاء منها بسبب سياسة قطر».

وتابع: «لو خصصت قطر نصف ما أنفقته على تمويل الإرهاب لتعليم أبناء الوطن العربي كانت ستحقق إنجازاً تاريخياً، ولكن ليس لديها رشد في إنفاق تلك الأموال».

وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، إن قطر دائماً تغرد خارج السرب العربي، وتأبى الاعتراف بأن «الإخوان» تنظيم إرهابي، موضحاً أن مؤتمر مكافحة تمويل الإرهاب في باريس يهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب والتطرف.

وأكد الباحث الفرنسي، ريشار لابيفيير، المتخصص في ملف الإرهاب الدولي، أن الحوثيين ينشرون الإرهاب في اليمن بالوكالة، للسيطرة على البلاد، معتمدين في هذا المنهج على نشر الفتن بين السنة والشيعة، وتقسيم البلاد إلى معسكرات في هذا الإطار. وأضاف لابيفيير أن جماعة الإخوان الإرهابية هي التي جمعت التحالف القائم بين قطر وتركيا، لغرض واحد هو دعم وتمويل الإرهاب.

تويتر