تأجيل تشييع البطش وتنسيق لدفنه في غزة

فلسطين: الإدارة الأميركية الحالية تتبنى الموقف الإسرائيلي بشكل كامل

الصبي الشهيد محمد أيوب بعد إصابته برصاص الاحتلال في غزة. أ.ف.ب

هاجمت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية بشدة، أمس، الإدارة الأميركية، متهمة إياها بتبني الموقف الإسرائيلي بشكل كامل.

وقالت الوزارة، في بيان صحافي، إن «الإدارة الأميركية الحالية، ومنذ اليوم الأول لوصولها إلى البيت الأبيض، تحاول ليس فقط الاختلاف عن سابقاتها، إنما التخلف عن سابقاتها في كل ما يتعلق بالتزامها واحترامها للقانون الدولي».

جنود الاحتلال يطلقون النار على فلسطينيين  حاولوا سحب السياج العازل في غزة.

وأضافت أن «الإدارة الأميركية تسير عكس العلاقات السائدة بين الدول، فهي لا تترك فرصة إلا وتؤكد أو تعبر فيها عن خروجها عن المنظومة الدولية والنظام الدولي ومرتكزاته».

وكانت الخارجية الفلسطينية تعلق على استخدام وزارة الخارجية الأميركية، في تقريرها السنوي عن حقوق الإنسان في أنحاء العالم، مصطلح «الضفة الغربية وقطاع غزة»، بدلاً عن «الأراضي المحتلة».

ونشر التقرير الجمعة، وخلافاً للتقارير السابقة، فإن الفصل الذي يتناول إسرائيل والأراضي المحتلة، أطلق عليه «إسرائيل، هضبة الجولان، الضفة الغربية وقطاع غزة».

وردت الخارجية الفلسطينية بأن «تقرير الخارجية الأميركية الأخير لا يعني في واقع الأمر شيئاً، ولا يلغي مفهوم الأرض المحتلة حسب القانون الدولي والشرعية الدولية، لكنه يكشف لنا من جديد حقيقة الموقف الأميركي، خصوصاً لكل من يريد تجاهل ذلك، أو تجنب رؤية ذلك، لكي نحدد آليات الرد المناسب». وتابعت «هذه الخطوات تخدم استراتيجية الاحتلال وسياساته، وبالتالي فالإدارة الأميركية ليست فقط تنحاز إلى الموقف الإسرائيلي، إنما تتبناه بالكامل ليصبح جزءاً من عقيدتها وسياساتها الحالية، وهو ما يتطلب منا كفلسطينيين وعرب إعادة تصنيف هذه الإدارة، وتحديد وصفها لتحديد كيفية التعامل معها».

وقبل دخول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، البيت الأبيض، كانت الصيغة المتبعة في وثائق من هذا النوع «إسرائيل والأراضي المحتلة».

وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت عن «تغيير تقني تم تبنيه في الشهور الأخيرة من قبل وكالات عدة وهيئات في الإدارة الأميركية». من جهتها، دانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تقرير وزارة الخارجية الأميركية، الذي تخلت فيه عن تعبير الأراضي المحتلة، في الإشارة إلى القدس الشرقية والضفة الفلسطينية وقطاع غزة، والجولان السوري المحتل. واستبداله بتعبير الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية.

وقالت الجبهة إن هذا الموقف الجديد، في وصف الأراضي الفلسطينية والسورية المحتلة باعتبارها غير محتلة، يشكل نقلة نوعية، شديدة السلبية في السياسة الأميركية في إطار الخطوات التطبيقية لصفقة القرن، التي تعمل الولايات المتحدة مع إسرائيل على تنفيذها خطوة خطوة، قبل الإعلان عنها.

من جهة أخرى، أعلن السفير الفلسطيني لدى ماليزيا، أنور الآغا، أمس، تأجيل تشييع جثمان الأكاديمي الفلسطيني فادي محمد البطش، حتى الانتهاء من بعض الإجراءات التنسيقية مع الجانبين الماليزي والمصري. وقال الآغا، خلال زيارته للمستشفى، حيث يرقد جثمان البطش «من المتوقع الانتهاء من الإجراءات خلال يوم أو يومين، يعقبها تنسيق مع الجانب المصري لنقل جثمان الشهيد إلى غزة عبر معبر رفح».

وحول التواصل مع الجانب المصري، أكد الآغا «عدم وجود ممانعة من القاهرة على نقل الجثمان إلى غزة عبر معبر رفح».

وأضاف «تواصلنا مع السفارة المصرية في ماليزيا، والسفير المصري أبدى جاهزية لترتيب الأمور، ونحن ننسق مع الجانب المصري، والأمر متروك لهم في النهاية».

وتابع «من المقرر أن تبدأ الإجراءات مع الجانب المصري بعد إعلان الجانب الماليزي انتهاء الإجراءات التي يقوم بها في الوقت الحالي (فيما يتعلق بالطب الشرعي)». وشدد الآغا على «اهتمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنقل الجثمان، وتذليل العقبات أمام ذلك، ونقل جثمان الشهيد إلى غزة، وفقاً لرغبة عائلته».

كما أشار إلى «ثقة الجهات الفلسطينية في التحقيقات التي تجريها الحكومة الماليزية حول الحادث». واغتيل الباحث الفلسطيني في علوم الطاقة بماليزيا (السبت)، بعد إطلاق نحو 10 رصاصات عليه أثناء توجهه إلى أحد المساجد القريبة من منزله بأحد ضواحي العاصمة الماليزية كوالالمبور، التي يعيش فيها برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة منذ 10 سنوات. وقال نائب رئيس الوزراء الماليزي، وزير الداخلية، أحمد زاهد حميدي، إن الحكومة تبحث احتمالية تورط جهات أجنبية باغتيال الأكاديمي الفلسطيني، فادي البطش، وفقاً لتصريحات نقلتها صحيفة «نيو سترايتس تايمز» الماليزية.

وكانت عائلة البطش اتهمت الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلف حادثة اغتيال نجلها فادي محمد البطش، وقالت العائلة في بيان «نحن كعائلة نتهم جهاز الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلف حادثة اغتيال الدكتور فادي، الباحث في علوم الطاقة». من جهتها، قالت وسائل إعلام عبرية، إن البطش «مهندس يتبع حماس، وخبير طائرات من دون طيار»، في تلميح إلى احتمالية وجود دور للموساد في حادثة الاغتيال.

وفي غزة، أصيب ثلاثة فلسطينيين، أمس، بجروح، إثر تعرضهم لرصاص الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود الشرقية للقطاع.

وقال مصدر إن فلسطينياً أصيب بالرصاص قرب بؤرة أبوسمرة شمال بلدة بيت لاهيا، أثناء محاولته سحب السياج العازل.

وفي خانيونس، أصيب فلسطيني بالرصاص، عندما أطلق جيش الاحتلال النار على شبان انتزعوا جزءاً من السياج الأمني قرب بلدة خزاعة شرق خانيونس.

من جهة أخرى، وصفت أسرة الصبي الفلسطيني محمد أيوب (14 عاماً)، الذي استشهد الجمعة الماضية في احتجاجات على الحدود بين غزة وإسرائيل، قتله بأنه «إعدام».

وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن الصبي أيوب قُتل برصاصة إسرائيلية في الرأس. وقال والده إبراهيم أيوب «هذه المسيرة مسيرة سلمية.. ليس فيها عنف.. لماذا يستهدفوه.. لماذا أعدموه؟».

تويتر