عباس: لن نسمح لترامب أوغيره باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل

تحرك فلسطيني في الأمم المتحدة للمطالبة بتوفير حماية دولية

أصدقاء الطفل الشهيد محمد إبراهيم أيوب يحملون ملصقاً لصورته فوق قبره في بيت لاهيا. أ.ف.ب

طلب الرئيس محمود عباس، من ممثل السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة، رياض منصور، التوجه لدى المنظمة الدولية ومجلس الأمن الدولي للمطالبة بتوفير حماية للشعب الفلسطيني، بعد أحداث قطاع غزة الأخيرة، فيما أكد عباس، أمس، أن الفلسطينيين لن يسمحوا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أو غيره، باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

«الأونروا» تؤكد أن أطفال غزة يجب ألا يكونوا أهدافاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه، إن عباس «طلب من ممثلنا في الأمم المتحدة رياض منصور، التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني»، في معرض الإشارة إلى أحداث قطاع غزة.

وأضاف عريقات «لا يمكن أن نتصور إجراء تحقيق نزيه في تلك الأحداث من قبل إسرائيل».

وبدأ الفلسطينيون المقيمون في قطاع غزة في 30 أبريل «مسيرة العودة» بالتزامن مع ذكرى «يوم الأرض»، على أن تختتم في ذكرى «النكبة» في 15 مايو المقبل. وهي تهدف إلى المطالبة بتفعيل «حق العودة» للاجئين الفلسطينيين، ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

وأكد عريقات أنه «منذ قيام إسرائيل ارتكبت 70 مذبحة ومجزرة، ودمّرت 500 قرية فلسطينية، واعتقل 800 ألف فلسطيني، منهم 6500 معتقلون اليوم».

ولوّحت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة بنيّتها التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لملاحقة إسرائيل، على ما وصفته بـ«جرائم» ضد الفلسطينيين.

وقال عريقات، إن «السلطة الفلسطينية عرضت بالفعل ثلاث قضايا على المحكمة، منذ الشهر الماضي»، مضيفاً «نحن الآن بصدد تفعيل هذه القضايا الثلاث».

وكان السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة جدّد، أول من أمس، مطالبته الأمم المتحدة بإجراء «تحقيق مستقل وشفاف»، في ملابسات استشهاد مدنيين فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية، خلال الاحتجاجات على طول الحدود مع قطاع غزة.

وفي سياق آخر، قال عريقات إن الإدارة الأميركية بدأت فعلاً بتنفيذ ما تسميه بـ«صفقة القرن»، من خلال اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعتزامها نقل سفارتها إليها منتصف الشهر المقبل.

وشدّد على أن الإدارة الأميركية «لم تعد شريكاً وراعياً للسلام» منذ إعلان ترامب الأخير بشأن القدس.

وطالب دول العالم لاسيما ممن هم أعضاء في الأمم المتحدة، بعدم الرضوخ للضغوط الأميركية، ونقل سفاراتهم من تل أبيب إلى القدس، معتبراً أن ذلك أمراً معيباً ومخجلاً مهما كانت المصالح. وشدّد عريقات على أن القدس الشرقية محتلة وفقاً للقوانين الدولية، وأي إجراء من هذا القبيل يعتبر لاغياً.

وقال إن قوة التهديد والابتزاز التي تمارسها إدارة ترامب تأتي دفاعاً عن الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل بحق القانون الدولي والشرعية الدولية، ما يدفع المنطقة إلى الفوضى والعنف.

وهاجم عريقات المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، ووصفه بأنه أصبح متحدثاً رسمياً باسم الحكومة الإسرائيلية.

من ناحية أخرى، أكد الرئيس الفلسطيني، استمرار التصدي الفلسطيني لإعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال لدى لقائه وفداً طبياً عربياً في مدينة رام الله، «نحن لن نسمح لترامب أو غيره بأن يقول إن القدس عاصمة لإسرائيل، ونحن نحارب هذا القرار منذ البداية».

وأضاف عباس، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، «كذلك لن نسمح لأي دولة بنقل سفارة بلادها إلى القدس قبل الحل».

في هذه الأثناء، تلقى عباس اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبحثا آخر المستجدات في الساحة الفلسطينية، وعلى صعيد العملية السياسية.

وذكرت وكالة (وفا) أن ماكرون، الذي يزور واشنطن هذا الأسبوع، وعد عباس بأنه سينقل الموقف الفلسطيني بوضوح خلال لقائه ترامب، واستيضاح المخططات الأميركية في ما يتعلق بعملية السلام.

كما أكد الرئيس الفرنسي موقف بلاده الداعم لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس الموقف الأوروبي، ووفق حل الدولتين.

وأشار ماكرون إلى أهمية استكمال جهود المصالحة الفلسطينية التي تصبّ في مصلحة الموقف الفلسطيني التفاوضي. إلى ذلك، أكد مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة ماتياس شمالي، أمس، أن أطفال غزة يجب ألا يكونوا أهدافاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال إنه «خبر مزعج للغاية أن الطفل الذي استشهد بالأمس (الجمعة)، كان طالباً آخر في مدارس (الأونروا)، كذلك تم قتل طالبين آخرين من قبل».

واستشهد، أول من أمس، الطفل محمد إبراهيم أيوب (15 عاماً)، الذي وثقت وسائل الإعلام لحظة استهدافه برصاصة في رأسه، أدت إلى سقوطه شهيداً على الفور، بعدما اخترقت الرصاصة رأسه، وتسببت في نزيف سريع.

ومساء أول من أمس، استشهد خمسة فلسطينيين بينهم طفل، وجرح مئات آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي والغاز المسيل للدموع في قطاع غزة، لتصل بذلك الحصيلة الإجمالية منذ 30 مارس إلى 39 شهيداً.

تويتر