إسرائيل تقصف منشأة لـ «حماس» تحت الأرض في غزة

الرئاسة الفلسطينية: أي حل سياسي لا يلبي حقوق الشعب الفلسطيني «لن يمر»

دبابة إسرائيلية وعربة عسكرية عند حاجز أمني بالقرب من الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة. رويترز

قالت الرئاسة الفلسطينية، أمس، إن أي حل سياسي لا يلبي حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس «لن يمر، وسيكون مصيره الفشل»، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف، ليل السبت الأحد، منشأة تحت الأرض لحركة حماس في قطاع غزة، ودمر نفقاً أيضاً قيد الإنشاء، يمكن أن يستخدم لشن هجمات ضد إسرائيل.

وفي التفاصيل، شدد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، على رفض أي مقترحات للسلام مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة أو دويلة في قطاع غزة.

وقال إن قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل ثلاثة أشهر، وإجراءات إسرائيل في مدينة القدس «لم تنجح في النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني».

وأضاف أن «كل المؤامرات والمشروعات المشبوهة، ومحاولات التشكيك التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، ستنتهي أمام صمود الشعب الفلسطيني، وتمسكه بثوابته وبحقوقه المشروعة، التي أقرها العالم أجمع، وهذا ليس اختباراً، بل خيار».

وأكد أبوردينة أن القدس «عاصمة دولة فلسطين الأبدية تمثل الشرط الأساسي لنجاح أية خطة سلام، وهو ما أثبته التاريخ على الدوام، ما يلقي مسؤولية ثقيلة علينا كفلسطينيين وعرب بألا نسمح بأي اختراق للمصالح الوطنية والقومية».

وحث أبوردينة على الصمود «أمام أية مصالح إقليمية قد تتشكل، والتي لن تؤدي إلى أية نتيجة، بفضل الوعي الفلسطيني والعربي، الذي تبلور وأصبح عصياً على أية مؤامرات».

أبوردينة:

• قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل ثلاثة أشهر وإجراءات إسرائيل في مدينة القدس لم ينجحا في النيل من عزيمة الشعب الفلسطيني.

من ناحية أخرى، قصفت إسرائيل منشأة لحركة حماس «تحت الأرض» في غزة، وهذا القصف الإسرائيلي الذي جرى بعد انفجار عبوة ناسفة قرب الحدود بين إسرائيل والقطاع، لم يسفر عن سقوط ضحايا، كما قال الجيش.

وكان الجيش تحدث أولاً عن غارة على «هدف عسكري» لـ«حماس»، رداً على انفجار العبوة الجمعة الماضية، من دون أن يذكر أي تفاصيل.

لكن ناطقاً باسم الجيش قال للصحافيين بعد ذلك إن نفقاً حفر في قطاع غزة، وكشف بفضل تكنولوجيا حديثة، تم تدميره.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان إن «سياستنا هي التصرف بحزم ضد أي محاولة لإيذائنا، والقضاء بشكل منهجي على البنى التحتية المرتبطة بالأنفاق الإرهابية، وسنواصل العمل على ذلك».

وقالت «حماس» إن العمليات الإسرائيلية تهدف إلى «تخويف» الفلسطينيين قبل التظاهرات المقررة في نهاية مارس على طول الحدود. وقال الناطق باسم «حماس»، فوزي برهوم، إن إسرائيل «تتحمل كل النتائج المترتبة على استمرار التصعيد والمساس بحياة الناس».

وأضاف أن «هذا التصعيد لن يحقق شيئاً، بل سيشكل حافزاً كبيراً لأبناء شعبنا للإصرار على التحدي والمواجهة، والمضي قدماً في الزحف نحو الخطوط الزائلة، وإفشال كل مخططات الاحتلال، وانتزاع حقوقه المسلوبة، وعلى رأسها حق العودة وكسر الحصار». وينوي سكان غزة إقامة مئات الخيام بالقرب من الحدود مع إسرائيل في 20 مارس، ولمدة ستة أسابيع، تعبيراً عن دعمهم للاجئين الفلسطينيين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن عملية تدمير النفق تضمنت استخدام تكنولوجيا حديثة، تعمل على الكشف عن الإنفاق.

وصرح المتحدث باسم الجيش، جوناتان كونريكوس، أن النفق الجديد كانت «حماس» تقوم بحفره، لربطه بنفق قديم في جنوب القطاع الفلسطيني.

ولم يصل النفق الجديد إلى الأراضي الإسرائيلية، وكان على بعد مئات الأمتار عن السياج الحدودي، قرب معبر كرم أبوسالم، لنقل البضائع، وفي منطقة رفح في قطاع غزة.

وقال إن الجيش الإسرائيلي كان يراقب العمل في النفق الجديد قبل تنفيذ العملية العسكرية، موضحاً أنه تم استخدام مادة لم يكشفها لإفشال العمل في النفق من دون اللجوء إلى المتفجرات. ورفض الكشف عن أي تفاصيل أخرى.

واكتفى كونريكوس بالقول إن جنوداً إسرائيليين نفذوا العملية، انطلاقاً من الجانب الإسرائيلي للسياج الحدودي.

والنفق القديم كان يصل «بشكل جزئي» إلى الأراضي الإسرائيلية، لكنه اكتشف، وتم قطعه في عام 2014. وقال كونريكوس إن الأشغال الجديدة لـ«حماس» كانت محاولة لربط النفق الجديد بجزء من النفق القديم. وقال «كانوا (حماس) يعتقدون أنه لايزال يمكن استخدامه».

وفي عملية منفصلة، لم يقدم تفاصيل كاملة عنها، صرّح المتحدث باسم الجيش بأنه تم تدمير منشأة تحت الأرض في غارة جوية. وقال «كان مجمعاً تحت الأرض. مجمع عسكري».

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان سابق إن «منظمة حماس الإرهابية يجب أن تحاسب على كل ما يحصل، انطلاقاً من قطاع غزة»، محذراً من أنه «سيواصل التحرك بكل ما لديه من وسائل، لضمان أمن المدنيين الإسرائيليين»، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

وفي القدس، طعن فلسطيني حارساً أمنياً إسرائيلياً في البلدة القديمة، أمس، وأصابه بجروح بالغة، قبل أن يرديه شرطي، بحسب ما أعلنت السلطات الإسرائيلية.

تويتر