بلومبيرغ: «فودافون» انسحبت من قطر بعد خسائر 1.1 مليار دولار

قطر تتوسل زيارات قادة يهود لتحسين صورتها في أميركا

«فودافون» باعت حصتها في مشروع مشترك بقطر بـ301 مليون يورو. أرشيفية

كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، أمس، النقاب عن «زيارات مدفوعة الأجر»، قام بها قادة منظمات يهودية أميركية إلى الدوحة، «بهدف خدمة الدعاية القطرية». في وقت قالت وكالة بلومبيرغ الأميركية، إن موافقة شركة «فودافون أوروبا»، على بيع حصتها في قطر، جاءت بعد تكبدها خسائر بلغت 1.1 مليار دولار.

وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست»، في تقرير، إن قادة منظمات يهودية أميركية زاروا الدوحة، وتقاضوا مبالغ ضخمة، مقابل العمل على تحسين صورة قطر في الولايات المتحدة.

وأكدت أن المدى الذي ذهب به بعض اليهود إلى قطر «أخذ ما يشبه عمل الـ(مافيا)».

الصحيفة الإسرائيلية أكدت أن المدى الذي

ذهب به بعض اليهود إلى قطر «أخذ ما يشبه

عمل الـ(مافيا)».

وذكرت الصحيفة أن الناشط اليهودي نيك موزين، يحصل على 300 ألف دولار شهرياً من قطر، للقيام بعمليات علاقات عامة في أوساط اليهود الأميركيين، لمصلحة أميرها تميم بن حمد آل ثاني.

وأشارت في هذا الصدد، إلى أن ستة قادة يهود أميركيين زاروا قطر أخيراً، هم مالكولم هونلين وجاك روزين والحاخام مناحيم جيناك ومارتين أولينر ومورتن كلاين، وألان دورشويتس.

وأوضحت أن هذه الزيارات تمت في وقت قامت فيه قناة الجزيرة القطرية بزراعة أحد مراسليها سرّاً في المنظمات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، وجمعت معلومات عنها.

وقالت «أثار هذا التجسس الذي ترعاه الدولة (قطر) جهوداً من الحزبين في (الكونغرس) بقيادة جوش جوتيمير من نيوجيرسي ولي زيلدين من نيويورك، لإجبار (الجزيرة) على التسجيل كوكيل أجنبي».

ولم تستغرب الصحيفة أن تكون قطر تتجسّس أيضاً على القادة اليهود الذين يزورون الدوحة، قائلة إنه «إذا ما كانت قطر تقوم سراً بتصوير نشطاء يهود في واشنطن، أليس من المنطقي أن يفعلوا الشيء نفسه مع القادة اليهود الذين يزورون الدوحة؟».

من جهته، قال الكاتب اليهودي الأميركي، شموئيلي بوتيش، في مقال نشرته الصحيفة، إن حاخاماً تباهى بلقائه أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني. وأوضح بوتيش أن الحاخام هدّده بعد انتقاده اللقاء قائلاً له: «يجب أن تتوخى الحذر، قد يكون هذا الأمر مكلفاً جداً بالنسبة إليك، حتى إن أصدقاءك الأثرياء قد لا يتمكنون من دفع الغرامة لك».

وأضاف «هذه هي واحدة فقط من التهديدات العدة التي تلقيتها من الناس المرتبطين بقطر، بسبب إدانتي لمنح الشرعية اليهودية للأمير. إنهم مخطئون إذا كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون إسكاتي».

وقال بوتيش: «لقد كشف مورتن كلاين النقاب لصحيفة جيروزاليم بوست، عن أن أمير قطر طلب منه أن ينشط في أوساط المشرّعين الأميركيين وعرض عليه أن ينظم له لقاء مع (رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس) خالد مشعل».

ورأى بوتيش أنه «يجب على (الكونغرس) أن يحقّق في هذه الهجمات على ديمقراطيتنا ومصالحنا، ويجب اتخاذ إجراءات لحمايتهما».

من ناحية أخرى، نشرت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية، تقريراً حول موافقة شركة «فودافون أوروبا» على بيع حصتها في مشروع مشترك في قطر بمبلغ 301 مليون يورو (369.9 مليون دولار)، مؤكدة أن الموافقة جاءت لوضع حد لسلسلة من الخسائر المستمرة منذ نحو عقد، بلغت 1.1 مليار دولار.

وقالت الوكالة إن «مؤسسة قطر»، الخيرية التي تديرها العائلة الحاكمة، وشريك «فودافون» في البلاد، وافقت على شراء حصة الشركة المنسحبة، وستمتلك 50٪ من شركة فودافون قطر عند إتمام الصفقة.

وأشارت الوكالة إلى أن خسائر «فودافون قطر» بدأت منذ أن بدأت الشركة أعمالها في عام 2009.

ومن المقرر أن تقدم «فودافون» الدعم الفني لمدة خمس سنوات على الأقل، وفقاً للرئيس التنفيذي للوحدة القطرية إيان غراي، الذي سيتقاعد بعد اجتماع المساهمين في 19 مارس المقبل، وسيخلفه الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني، مدير العمليات الحالي للشركة.

وتعتزم شركة فودافون قطر إعادة هيكلة ميزانيتها العمومية للتخلص من الخسائر المتراكمة البالغة 4.3 مليارات ريال (1.18 مليار دولار) تعزى إلى «تكاليف الاستهلاك» من أجل ترخيصها للعمل في قطر، وتوصلت إلى اتفاق مع الحكومة لتمديد ترخيص الاتصالات السلكية واللاسلكية لمدة 40 عاماً إلى 2068.

وكانت قطر شدّدت قبضتها الرقابية على قطاع الاتصالات.

وأعلنت الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات القطرية، الأحد الماضي، تعديلات لقانون الاتصالات، بهدف تعزيز الصلاحيات التنفيذية للهيئة، من خلال تنظيم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وقطاع البريد، والنفاذ إلى الإعلام الرقمي.

وقالت في بيان إنها تتولى إدارة وتخصيص الموارد الوطنية مثل: الطيف الترددي، والترقيم، وأسماء نطاقات الإنترنت، وتضع معايير لجودة الخدمة وتراقب عملية الامتثال، وتدير نظام تسوية النزاعات.

وتضمنت التعديلات إلغاء المرسوم بقانون رقم 36 لسنة 2004، بإنشاء المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

تويتر