الرئاسة الفلسطينية تعتبر نتيجة التصويت «انتصاراً»

128 دولة تدعم القدس في الأمم المتحدة رغم التهديد الأميركي

لوحة تعرض نتيجة التصويت على القرار أمس. أ.ف.ب

تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، قراراً يرفض اعتراف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل بتأييد 128 دولة، وذلك رغم التهديدات الأميركية قبل وخلال الجلسة الطارئة، حيث يعتبر القرار أي قرار بشأن تغيير طابع القدس غير قانوني، وطالب الدول بعدم نقل هيئاتها الدبلوماسية إلى القدس، فيما اعتبر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، التصويت «انتصاراً لفلسطين».

وفي التفاصيل، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، المؤلفة من 193 دولة، جلسة طارئة، أمس، بناءً على طلب من اليمن وتركيا، للتصويت على مشروع قرار يرفض اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، لتأتي نتيجة التصويت بتأييد 128 دولة، فيما صوت ضد القرار تسع دول، في حين امتنعت 35 دولة عن التصويت.

9

دول عارضت القرار، في وقت امتنعت فيه 35 دولة عن التصويت.

بدوره، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بنتيجة التصويت، وقال إن تصويت الجمعية العامة يظهر أن قرار ترامب بشأن القدس باطل.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبوردينة، إن «هذا القرار يعبر مجدداً عن وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الحق الفلسطيني، ولم يمنعه التهديد والابتزاز من مخالفة قرارات الشرعية الدولية».

وأضاف «هذا القرار يؤكد مرة أخرى أن القضية الفلسطينية العادلة تحظى بدعم الشرعية الدولية، ولا يمكن لأي قرارات صادرة عن أي جهة كانت أن تغير من الواقع شيئاً، وأن القدس هي أرض محتلة ينطبق عليها القانون الدولي».

في المقابل، أكدت الخارجية الأميركية أن ترامب لم يتخذ أي قرارات بشأن الحدود، وسيترك ذلك لمفاوضات الوضع النهائي، فيما رفضت رئاسة الحكومة الإسرائيلية قرار الجمعية العامة، وأضافت: «لكننا نعبر عن رضانا حيال العدد الكبير للدول التي لم تؤيد القرار».

وبدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، جلسة طارئة للتصويت على قرار يرفض اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، بكلمة حاسمة لفلسطين، أكدت أن «القدس هي مفتاح السلم والحرب».

وفي مستهل الجلسة، قال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن مشروع القرار الذي ستصوت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة لا يعني العداء للولايات المتحدة.

وقال من على منصة الأمم المتحدة إن القرار هو «إعلاء لصوت المجتمع الدولي الذي جسدته ردود فعل الشعوب ومواقف الحكومات في جميع أنحاء العالم».

وأضاف «أشكر المجموعة العربية ودول التعاون الإسلامي ودول عدم الانحياز لدعوتها لعقد هذه الجلسة الطارئة»، بعد «الفيتو» الأميركي في مجلس الأمن ضد قرار مصري يدعو الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، للتراجع عن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.

واعتبر المالكي أن القرار الأميركي حول القدس يؤجج المشاعر الدينية، ويخدم مصالح إسرائيل.

وأكد أن «القدس مهد الديانات عصية على التزوير، لذلك كان القانون والإجماع الدوليان واضحين بشأنها وبشأن الوضع التاريخي القائم في المدينة المقدسة».

وقال: «أضاعت الولايات المتحدة فرصة للعدول عن قرارها، وتجاهلت دعوات المجتمع الدولي لها باحترام الشرعية الدولية».

من جانبه، قال السفير اليمني في الأمم المتحدة، إن مشروع القرار ينص على أن أي إجراء يهدف إلى تغيير طابع القدس باطل.

في المقابل، كررت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، خلال الجلسة وقبيل بدء التصويت، تهديداتها ووعيدها للمجتمع الدولي، وتساءلت: «كيف يمكن أن تسمع إسرائيل كل هذه الكلمات العدائية، ومع ذلك تقرر البقاء في هذه المؤسسة».

وذكرت المندوبة الأميركية «أميركا هي أكبر مساهم في الأمم المتحدة، وعندما نشارك في هذه المؤسسة فهذا له صالح للعالم بأجمعه، نقدم التعليم للأطفال، والطعام للفقراء، ونساعد في أماكن الأزمات، وكذلك نبقي على إحساسنا بالمسؤولية، وهذه هي الطريقة الأميركية».

وتابعت: «عندما نكون أسخياء مع الأمم المتحدة، فإن لدينا توقعات بأن هذا المجهود الأميركي يجب أن يحترم، وعندما نتعرض لهذه الهجمات، فهذا يعني أن هذه الدول لا تحترمنا، وعلى هذه الدول أن تدفع لقلة احترامها لأميركا».

وأضافت هايلي: «عندنا مسؤولية تجاه الأمم المتحدة، لذلك علينا أن نطالب بالمقابل»، قبل أن تختم متوعدة «أميركا ستتذكر هذا الاستهداف الذي نتعرض له في الأمم المتحدة».

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، هدد بوقف المساعدات المالية عن الدول التي ستصوت لمصلحة مشروع القرار الذي تقدمت به اليمن عن الدول العربية.

يذكر أن تبني القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة غير ملزم بالنسبة لواشنطن، ويشكل إدانة رمزية فقط للخطوة الأميركية بنقل سفارتها إلى القدس.

تويتر