بوتين يسعى لتوسيع القاعدة البحرية في طرطوس

روسيا تتهم أميركا بمحاولة نسب الانتصار في سورية لنفسها

أطفال سوريون ينتظرون بدء صفهم أمام مدرستهم في بلدة جرابلس الحدودية. رويترز

اتهمت رئيسة مجلس الشيوخ الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، أمس، الولايات المتحدة بمحاولة نسب فضل تحقيق الانتصار في سورية لنفسها، فيما يثير إعلان روسيا الانتصار على تنظيم «داعش» في سورية، غضب التحالف الدولي الذي يندد بما يسميه «تضليل الوقائع»، محذراً من المبالغة في النصر، بينما قدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، إلى مجلس الدوما مشروع اتفاق بين موسكو ودمشق، بشأن توسيع القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس، على الساحل الغربي لسورية.

(البنتاغون): روسيا لم تَقُد سوى جزء صغير من العمليات ضد الإرهاب في سورية، ومكافحة تنظيم (داعش) لم تكن ضمن أولوياتها.

وفي التفاصيل، نقلت وكالة الأنباء الروسية «تاس» عن ماتفيينكو القول «إنه لأمر محرج التعليق على ذلك، نحن نعلم من حقق الانتصار، والعالم يعلم، من الواضح أن شخصاً ما يريد أن ينسب لنفسه المجد الذي حققه شخص آخر».

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أشاد بأدوار بلاده في سورية والعراق، أول من أمس، وقال «لقد فزنا في سورية، لقد فزنا في العراق»، وأضاف ترامب أن أميركا تعتزم الاستمرار في جهودها لمحاربة مسلحي «داعش».

وقالت ماتفيينكو في رد واضح على تعليقات ترامب: «ربما تتباهى أميركا بمدى الخراب الذي لحق بالعراق».

وكان الرئيس بوتين أكد، الإثنين الماضي، هذا النصر، خلال زيارة مفاجئة للجنود الروس المتمركزين في سورية، إذ توجه إليهم بالقول «تعودون منتصرين، الوطن ينتظركم»، معلناً بذلك انسحاب قسم كبير من القوات الروسية من سورية.

وعبّر التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يقاتل منذ 2014 تنظيم «داعش» في سورية، والذي لطالما اتهم الروس بأنهم لا يستهدفون المتطرفين، عن استيائه الشديد من إعلان روسيا النصر.

وقال وزير الخارجية الفرنسية، جان ايف لودريان، الذي كان وزيراً للدفاع خلال العمليات العسكرية الأقوى في سورية، ساخراً «أرى أحياناً أنه من المفاجئ قليلاً أن تنسب روسيا إلى نفسها الانتصار على داعش»، وأكد أن الرئيس السوري «بشار الأسد والروس والإيرانيين وصلوا متأخرين إلى هذه الحرب ضد داعش، لا يجب أن يمدحوا أنفسهم على أعمال لم يقوموا بها».

وقال لودريان «يجب ألا يستعاض عن الحرب ضد داعش بحرب أهلية (جديدة)».

واستعادت قوات النظام السوري، بدعم من الطيران الروسي وقوى مؤيدة لإيران، في نوفمبر، آخر مدينتين كانتا لاتزالان تحت سيطرة «داعش»، وهما دير الزور والبوكمال في شرق البلاد.

وفي أكتوبر، حققت «قوات سورية الديمقراطية»، بدعم من التحالف الدولي، انتصارها الكبير الأول من نوعه عندما استعادت مدينة الرقة، التي كانت تعتبر عاصمة «داعش»، بعد 11 شهراً من المواجهات.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إن روسيا «لم تَقد سوى جزء صغير من العمليات ضد الإرهاب» في سورية، وإن مكافحة «داعش» «لم تكن ضمن أولوياتها».

واعتبر التحالف الدولي أنه منذ تدخل روسيا في الصراع السوري، في سبتمبر 2015، ركز الجيش الروسي اهتمامه على المعارضة التي تعتبر معتدلة في غرب سورية، حيث تتركز الموارد الاقتصادية الحيوية في البلاد، بحسب التحالف.

وصرّح مصدر دبلوماسي فرنسي «بدأوا ضرب داعش عندما لم يبقَ كثر غيرهم لضربهم»، وأضاف «يريدون في النهاية إعادة توصيف التزامهم بأنه التزام ضد الإرهاب» و«تلميع صورة النظام»، ويكمن الرهان كذلك في السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي السورية تحضيراً لمحادثات السلام.

في المقابل، تقرأ موسكو الأحداث بطريقة مغايرة تماماً، إذ إن وزارة الدفاع الروسية تؤكد أنه «خلال ثلاث سنوات لم يحقق التحالف، إلا أخيراً، النتيجة الأولى في حربه على داعش في سورية: تدمير الرقة والمدنيين فيها عبر عمليات القصف الكثيفة».

وبعيداً عن هذا الجدل، قدم بوتين، أمس، إلى مجلس الدوما مشروع اتفاق مع سورية، بشأن توسيع القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس، حيث ذكر مجلس الدوما، في بيان، أن مشروع الاتفاق يشمل دخول السفن الروسية في المياه والموانئ السورية، وفق ما أوردت وكالات أنباء روسية.

وفي وقت سابق، عين بوتين نائب وزير الدفاع الروسي، نيقولاي بانكوف، ممثلاً له في غرفتَي البرلمان، لمتابعة مسألة المصادقة على الوثيقة الموقعة بدمشق في 18 يناير الماضي.

من جانبه، أوضح الرئيس السابق لهيئة الأركان للقوات البحرية الروسية، الأميرال فيكتور كرافتشينكو، أن هذه الخطوة ستجعل من مركز الدعم اللوجستي في طرطوس قاعدة بحرية واسعة النطاق، ما يعزز قدرات الأسطول الروسي ومواقع موسكو في البحر المتوسط على وجه العموم.

وأضاف الأميرال أن هذا المشروع سيتيح للسفن الحربية الثقيلة، خصوصاً من نوع الطراد، دخول القاعدة وتلقي الصيانة والإصلاح.

تويتر