إريتريا توجه صفعة للتمدد القطري في إفريقيا

أفورقي غضب من سعي الدوحة للإطاحة به لمصلحة المتطرفين. أرشيفية

لم تتحسب قطر، الطامحة لنفوذ بمنطقة القرن الإفريقي عبر مساعدة عناصر التنظيم الإخونجي للتغلغل في إريتريا، إلى تمرس الرئيس أسياس أفورقي وخبرته التراكمية، المستندة على أرضية من الصراع الطويل، داخلياً وإقليمياً ودولياً، ليتلقى مشروعها، الذي سعت لبنائه على مدار عقدين من الزمان، صفعة دبلوماسية، بحسب مراقبين. وعصفت حادثة «مدرسة الضياء الإسلامية»، التي روجت لها قناة «الجزيرة» القطرية باعتبارها «ربيعاً إريترياً» بعلاقة الدوحة وأسمرة، إذ أغضبت نظام أفورقي، لأنها تهدف إلى الإطاحة به لمصلحة جماعات متطرفة.

وحول تدهور علاقة البلدين، وانهيار المشروع التمددي لقطر في بلدان الشرق الإفريقي، الساعي إلى تمكين جماعات الإسلام السياسي، قال الخبير السوداني في الشؤون الإفريقية، الدكتور إبراهيم دقش، إن المشروع القطري في شرق إفريقيا تلقى ضربة قاصمة، بتدهور العلاقات مع إريتريا، مؤكداً أن الدوحة كانت تنظر إلى الموانئ الإريترية باعتبارها «منفذاً لمواجهة مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب». وشدد على أن أسمرة تنحاز بصورة واضحة إلى الرباعي العربي، الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، الداعية لمكافحة الإرهاب.

من جهته، شدد الباحث في الشؤون الإفريقية، الدكتور أزهري بشير، على أن إريتريا ذات ثقل لا يستهان به، نظراً لموقعها الجغرافي المتميز المطل على البحر الأحمر، مؤكداً أن خسارة قطر لهذا الموقع يزيد الخناق والعزلة الدولية عليها. وكانت إريتريا كذّبت الإعلام القطري في يونيو الماضي، بشأن دعمها للدوحة، عقب قطع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب علاقاتها مع قطر، بسبب دعم الإرهاب، والإضرار بالأمن العربي والخليجي. وجاء هذا التكذيب بعد أن زعمت وسائل إعلام قطرية رفض أسمرة لطلب الإمارات والسعودية قطع العلاقات مع الدوحة، دون ذكر المصدر. وقطعت كل من الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، إلى جانب ست دول أخرى، علاقاتها مع الدوحة، بسبب دعم النظام القطري للجماعات الإرهابية والدول الراعية للإرهاب، مثل إيران.

تويتر