الدوحة قدمت رشوة بـ22 مليون دولار لاستضافة كأس العالم 2022

منظمات حقوقيـة تضــع مأســاة عمال مونديال قطر أمام الأمم المـتحـدة

الحلقة بدأت تضيق حول الدوحة مع تقدم التحقيقات في تقديم رشى مقابل منح قطر استضافة كأس العالم 2022. أرشيفية

تقدمت ست منظمات حقوقية عربية ودولية، أمس، بتقرير شامل حول مأساة العمال الأجانب في منشآت تبنيها قطر استعداداً لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، إلى منتدى الأمم المتحدة للأعمال التجارية وحقوق الإنسان. في وقت كشف موقع «ميديابارت» الفرنسي أن القضاء الأميركي والبرازيلي يحقّقان في شبهة تقديم قطر رشوة بـ22 مليون دولار للرئيس السابق لاتحاد كرة القدم البرازيلي، ريكاردو تيكسيرا، لشراء صوته من أجل استضافة الدوحة لمونديال 2022.

وقال بيان صادر عن «لجنة الإنصاف الدولية لضحايا العمال لبطولة كأس العالم الفيفا 2022 بقطر»، والمشكلة من منظمات حقوقية عدة، إن وفداً من اللجنة، تقدم بتقريره إلى منتدى الأمم المتحدة للأعمال التجارية وحقوق الإنسان في مسعى لإنهاء مأساة آلاف العمال الأجانب في قطر.

وتضمن التقرير توصيات، منها إطلاق لقب «كأس العالم للعار» على البطولة التي يرزح آلاف العمال فيها تحت وطأة عبودية شائنة.

وأسست منظمات حقوقية لجنة الإنصاف الدولية لضحايا العمال في قطر في نوفمبر الجاري لملاحقة قطر على مختلف المستويات العالمية والحقوقية والقانونية والإنسانية في كل المحافل الدولية.

وتهدف اللجنة إلى إنصاف 1500 عامل فقدوا أرواحهم في قطر في بناء المنشآت الرياضية لكأس العالم لكرة القدم.

وقال بيان اللجنة إن عدد عمال البناء العاملين في منشآت المونديال القطري في تزايد، وقدرهم التقرير بنحو 3200 إلى 4000 عامل، مشيراً إلى محاولات الدوحة التستر على الأعداد الحقيقية.

كما أشار التقرير إلى معاناة العمال والظروف القاسية التي يعيشونها، فضلاً عن الاعتداءات الجسدية والمعنوية التي يتعرضون لها أثناء العمل في بناء ملعب خليفة.

وندد التقرير بمساعي قطر للتنصل من هذه الجرائم عبر «لوحاتها الإعلانية اللامعة ووسائل إعلامها المنهجية لتلميع صورتها»، ومحاولتها إسكات الأصوات التي توثق تقاعسها عن توفير شروط الأمن والسلامة في بيئة عمل العمال نتيجة الفساد.

وقالت اللجنة إنه «عن طريق هذا المنتدى (منتدى الأمم المتحدة للأعمال التجارية وحقوق الإنسان)، نريد أن نصل إلى جميع الشركات الراعية للبطولة ونطلب منهم إظهار بعض الاحترام للحياة البشرية من خلال التراجع عن كأس العالم للعار».

وحذرت اللجنة من أن «الصمت أو التأخير في التصدي للجرائم القطرية بحق ملايين العمال يسهم في سقوط المزيد من القتلى، لذلك تطلب لجنتنا من جميع الجهات الراعية الضغط على قطر لإنهاء سلسلة الانتهاكات؛ إذ إن هؤلاء العمال هم أساساً ضحايا أعمال تجارية فاسدة».

وأشارت في بيانها إلى سعيها للحصول على مساعدة من الأمم المتحدة من أجل منع قطر من مواصلة ما عدته «لعبة الدم»، مطالبة المسؤولين في الأمم المتحدة بالاطلاع على ظروف العمال في قطر، حيث لايزال هناك وقت للتدخل وخفض عدد الوفيات.

وحرصت اللجنة التي بدأت إجراءات مقاضاة قطر في فيينا على التأكيد على أنها في هذه المرحلة يتمحور نشاطها حول التصدي للانتهاكات التي تحدث أثناء التحضيرات لكأس العالم فقط، مشددة على أنها ليست ضد أي بلد في حد ذاتها، لكنها تقف ضد الظروف اللاإنسانية التي تفرضها قطر على هؤلاء العمال.

وحثت اللجنة السلطات القطرية على توفير مرافق الرعاية الصحية والمعيشة المناسبة للعمال، مطالبة المجتمع الدولي بعقاب الدوحة إذا لم تستجب للطلب الإنساني المشروع، بسحب المونديال منها وإقامته في دولة تحترم حقوق الإنسان.

إلى ذلك، بدأت الحلقة تضيق حول قطر مع تقدم التحقيقات التي يجريها القضاء الأميركي مع مسؤولين في الفيفا واتحادات محلية، وتزايد الاعترافات بوجود رشى وبأرقام كبيرة وهدايا منها سيارات فاخرة سلمت للتصويت لقطر للحصول على حق استضافة كأس العالم 2022.

وكشف موقع «ميديابارت» الفرنسي أن القضاء الأميركي والبرازيلي يحقّقان في شبهة تقديم قطر رشوة بـ22 مليون دولار للرئيس السابق لاتحاد كرة القدم البرازيلي، ريكاردو تيكسيرا، لشراء صوته من أجل استضافة الدوحة لمونديال 2022. وفجّر الموقع الإخباري الفرنسي - في تحقيق - زلزالاً جديداً هزّ الرأي العام الدولي، ووجّه الأنظار من جديد نحو خفايا حصول الدوحة على تنظيم المنافسة الدولية.

ووفق الموقع، فإن القضاء البرازيلي ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «إف بي آي» يحققان في شبهة تورط الدوحة في تقديم رشوة لـ«تيكسيرا».

ويأتي التحقيق عقب اطلاع المدعي العام البرازيلي ونظيره الأميركي على بيانات بنكية أظهرت أن الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم، فتح حساباً بـ«باشي موناكو»، وهي مؤسسة مالية مقرها سويسرا، ويخضع قرارها حتى 2013 لمجمّع «كريديت موتشل» الفرنسي، الناشط في مجالات البنوك والتأمين والاتصالات الجوالة.

ولاحظ المدعيان وجود تحويل بنكي بقيمة 22 مليون دولار متأتياً من المجموعة القطرية غانم بن سعد آل السعد وأولاده القابضة، بتاريخ يناير 2011، أي عقب وقت وجيز من حصول الدوحة على استضافة مونديال 2022.

ولفت الموقع الفرنسي إلى أن «مجموعة غانم بن سعد آل السعد وأولاده القابضة في صميم الشكوك حول وجود فساد يتعلق بحصول قطر على تنظيم المنافسة الدولية».

وبين عامي 2009 و2012، واجه تيكسيرا الذي ترأس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم من 1989 حتى استقالته في 2012، اتهامات بغسل الأموال وتهريب رؤوس الأموال وجرائم أخرى، بحسب المدّعي العام في البرازيل.

تيكسيرا الذي كان عضواً باللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، شارك في ديسمبر 2010 في تصويت منح استضافة كأس العالم لكرة القدم في 2018 لروسيا، وفي 2022 لقطر، ما يجعله وفقاً لما تقدم «ليس مشتبهاً به فقط في خطة ممنهجة لشراء أصوات للدوحة من بين الناخبين الـ22 بالفيفا، وإنما لقيامه بتحويلات بنكية لعدد من هؤلاء الناخبين.

وبحسب المصدر نفسه، فإن تيكسيرا قام مطلع 2013، وفي يوم واحد، بالعديد من التحويلات البنكية لفائدة أشخاص يحملون هذه الأسماء: «وارنر بروس» (جاك وارنر، كان آنذاك رئيساً لاتحاد كرة القدم بأميركا الشمالية وأميركا الوسطى والكاريبي)، و«محمد» (محمد بن همام، رئيس اتحاد كرة القدم الآسيوية)، و«ليوز» (نيكولا ليوز، رئيس اتحاد كرة القدم بأميركا الجنوبية).

تويتر