عقده «معهد هدسون للدراسات» بمشاركة مسؤولين في الكونغرس وشخصيات سياسية كبيرة

مؤتمر أميركـي: قطــــر وإيــران والإخوان محور الإرهاب في المنطقة والعالم

صورة

في خطوة غير معتادة، دعا مسؤولين في الكونغرس وشخصيات أميركية عملت في الإدارة الأميركية المتعاقبة، شاركوا في مؤتمر بالعاصمة واشنطن، قطر إلى حسم مواقفها بين حلفائها من جهة، وإيران والإخوان المسلمين من جهة أخرى، فيما أكد المتحدثون أن قطر وإيران والإخوان محور الإرهاب في المنطقة والعالم.

وتحت عنوان «مقاومة العنف والتشدد.. قطر وإيران والإخوان المسلمين» استضاف «معهد هدسون للدراسات» بالولايات المتحدة، مؤتمراً سلط الضوء على سبل مواجهة دعم إيران وقطر للإرهاب وتهديدهما لدول المنطقة.

ومن أبرز المتحدثين وزير الدفاع الأميركي السابق، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، ليون بانيتا، في عهد الرئيس باراك أوباما، والذي أكد أن قطر دفعت أموالاً لتنظيمات إرهابية.

وقال بانيتا: «بصراحة، قطر لديها سجل مختلط، ونحن نعلم أنها قدمت الدعم المالي لجماعة الإخوان، والإرهاب، وحماس، وعناصر تنظيم القاعدة، وطالبان، والمشكلة هي أن ازدواجيتها لا يمكن أن تستمر. إذا كنت في تلك المنطقة فلديك بعض الأعداء المشتركين، أحدهم هو الإرهاب، وبصراحة، الآخر هو إيران، ولا يمكنك أن تلعب في كلا الجانبين».

وأضاف: «المشكلة أنهم لا يستطيعون الحصول على الشيء وعكسه».

وأشار في هذا الصدد إلى أن قطر لديها علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة الأميركية، كما أنها تستضيف قاعدة عسكرية أميركية ضخمة على أراضيها، وهي في الوقت نفسه تموّل تنظيمات صنّفتها الولايات المتحدة إرهابية مثل «القاعدة».

وقال: «قالوا إنهم يريدون أن يغيّروا نهجهم، ويؤكدوا أنهم يعملون على القضاء على الإرهاب، ولكن القول شيء والواقع العملي شيء آخر، يجب أن تأخذ الدوحة موقفاً واضحاً ضد الإرهاب، ويجب أن تتعاون مع دول أخرى من أجل هذا».

وأكد أنه على قطر أن تلتزم بكل المطالب الدولية بمنع تمويل الإرهاب ودعمه، وأن تسلك الطريق السليم، وأن تفعل ما تقوله في العلن وليس فقط ترديد شعارات تختلف عن سياستها الفعلية.

وأوضح أن إيران توفر الدعم للإرهاب وتدعم عناصر مدمرة وتعمل مع «حماس» و«حزب الله» في مثلث «بيروت - دمشق - بغداد»، محذراً من أن هذه الانقسامات تؤثر على استقرار المنطقة، وأنه يجب القضاء على «داعش»، و«حماس» و«حزب الله».

وكان من اللافت ما قاله النائب الجمهوري روبرت بيتينغر، وهو عضو اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب وتمويله في الكونغرس، عندما كشف أنه اجتمع مع أمير قطر ثلاث مرات، كما اجتمع بسفير قطر في واشنطن مرات عدة، وقال النائب بيتينغر: «بصراحة، الأمير قال لي لقد ساعدنا القاعدة في سورية لأننا نكره (رئيس النظام السوري بشار) الأسد».

من جهته، قال الرئيس السابق للمخابرات المركزية الأميركية، الجنرال ديفيد بترايوس، إنه لابد للقطريين من معرفة حجم مسؤوليتهم تجاه الحرب على الإرهاب، محذراً من أن «الجزيرة هي منصة تتعامل مع التنظيمات الإرهابية ومع التيارات المعتدلة على قدم المساواة».

وأضاف في كلمته أنه لابد لقطر الالتزام بمعاهدة وقف تمويل الإرهاب التي وقعتها مع الولايات المتحدة تجنباً لتعقيد الأمور.

وأشاد في المؤتمر بالمبادرة الإماراتية لمحاربة الإرهاب الإلكتروني قائلاً إنها أحد أفضل الأمثلة للاستراتيجية المستدامة.

وأوضح بترايوس أن هناك تحدياً كبيراً للأجيال المقبلة لمحاربة الإرهاب والتطرف، مشيراً إلى أن نظام الملالي دائماً ما يسعى لاستغلال مناطق الصراع بنشر العنف والتطرف، مؤكداً أن سورية ضحية تدخل إيران في النزاع السوري، والعالم يدفع ثمن ذلك.

وقال: «استطعنا هزيمة تنظيم داعش في كل من العراق وسورية، ويمكننا هزيمة التطرف في أي مكان، الحرب ضد التطرف هي حرب لمصلحة جميع البشر ضد قوى الشر، ونحن فخورون بحلفائنا في الدول المسلمة في الحرب ضد الإرهاب».

وأضاف أن «القوة العسكرية وحدها ليست كافية لدحر الإرهاب، لا بد من تغيير الاستراتيجيات الخاصة بالتعامل مع الإرهاب، لابد لنا من الالتزام باستراتيجية مستدامة لوقف الإرهاب بشتى أشكاله وطرقه في الشرق الأوسط».

بدوره، أعرب كبير المخططين الاستراتيجيين السابق بالبيت الأبيض، ستيف بانون عن دعمه للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب في مقاطعة الدوحة، وحذر من أن الأخيرة تشكل تهديداً لدول المنطقة على غرار كوريا الشمالية.

ووصف بانون، وهو رئيس مجلس إدارة موقع «بريتبارت نيوز» الإخباري، المقاطعة التي تقودها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب للدوحة على خلفية تمويلها للإرهابيين وعلاقتها مع إيران، بأنها «أهم مواجهة خارجية في العالم»، وأشار إلى ضرورة محاسبة قطر على تمويل الإرهاب والتطرف وجماعة «الإخوان» الإرهابية، وحركة «حماس»، وعلاقتها بإيران.

وسخر عضو مجلس النواب الأميركي عن ولاية كاليفورنيا، براد شيرمان، من قطر، بقوله إن الأمير تميم بن حمد آل ثاني يحاول تقديم عرض «جمباز سياسي» كان سيصيب لاعبة الجمباز ناديا كومانتشي بالعجز، فيسعى للتعامل مع جماعة «الإخوان» من جهة، والولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى، وأثناء ذلك يخلق علاقة جيدة مع المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي.

وأوضح شيرمان أن تميم ربما يؤمن بأن الولايات المتحدة ملزمة بحماية نظامه؛ لأنه يستضيف قاعدة سياسية أميركية، معتبراً أنه حان الوقت للأمير أن يختار جهة، وأن يتوقف عن دعم «جبهة النصرة» وحركة «حماس».

ولم يغفل شيرمان تهديدات إيران للمنطقة، ورجح أن الولايات المتحدة ربما يمكنها فرض أقصى قدر من العقوبات على طهران دون ذكر الاتفاق النووي، لأن واشنطن ستحظى بالدعم الأوروبي بمجرد الإشارة إلى نحو 500 ألف قتيل مدني سوري تتحمل مسؤوليتهم طهران، وإلى الإرهاب الموجود حول العالم، وكيفية تعاملها مع شعبها.

أما السيناتور توم كوتون، فأشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لديه إصرار على أن تتوقف قطر عن دعم الإرهاب، وأن تكف عن التلاعب بالوجهين «وإن لم تفعل ذلك فنحن أقوى دولة في العالم ولدينا الأدوات لتفعيل ذلك».

ويبدو أن الولايات المتحدة بدأت تأخذ خطوات فعلية لتضييق الخناق على قطر، حيث يسعى الرئيس ترامب إلى إقناع نظيره الأفغاني أشرف غني، بالموافقة على إغلاق مكتب بعثة حركة «طالبان» في الدوحة الذي كان بمثابة قناة للحوار منذ أكثر من ست سنوات مع الحركة الإرهابية، حسبما ذكرت مصادر مطلعة على المباحثات.

وفي كلمته، أكد مبعوث الولايات المتحدة السابق إلى الشرق الأوسط، دينيس روس، أن أي شخص مدرج على قوائم الإرهاب من قبل الولايات المتحدة يجب على قطر القبض عليه أو طرده فوراً.

وقال: «أي جماعة تهدد الأمن القومي الأميركي يجب على الدوحة أن توقف تمويلها، كما يجب على الحكومة القطرية التوقف عن دعم (الجزيرة) لأنها أصبحت منبراً للمتطرفين».

وأضاف أنه «على قطر أن تنفذ ما جاء في مذكرة التفاهم التي وقعتها مع الولايات المتحدة للتصدي للإرهاب، وزعمت فيها أنها ستبدأ في التوقف عن تمويل الجماعات المتطرفة».

وعلى الصعيد نفسه، شدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، إد رويس، على أن تاريخ قطر مزعج، وهي تستمر في دعم الاٍرهاب، وقد خرقت الوعود بعد أن وعدت السعودية والإمارات والبحرين في اتفاقية الرياض بتغيير نهجها.

وقال: «قطر دعمت الإطاحة بالنظام في مصر واليمن وليبيا والبحرين والعراق»، مشدداً على ضرورة أن تأخذ الدوحة «مساراً سياسياً صحيحاً».

وأضاف: «نحتاج إلى مسار حقيقي ضد التطرّف والعنف، فالإخوان جماعة متطرفة وضد الليبرالية والتعددية، وتستغل المؤسسات وتدعي الديمقراطية، ويجب التصدي لهم، ويجب أن نطارد قياداتهم ونفرض عليهم عقوبات». وحضر المؤتمر عدد كبير من أعضاء الكونغرس الأميركي، خصوصاً من أعضاء لجنة الخارجية والاستخبارات. وأشار العديد منهم إلى أن على قطر أن تفي بالتزاماتها، واعتبروا أن عدم الالتزام يجب أن تتم مواجهته بالمحاسبة.

كذلك أشار المسؤولون في الكونغرس والرسميون السابقون إلى أن المخاطر في منطقة الشرق الأوسط تنبع من مصدرين: الأول هو إيران والتنظيمات التابعة لها مثل «حزب الله»، والثاني هو تنظيم الإخوان والتنظيمات المتفرعة عنه.

ولفت أعضاء في مجلس النواب الأميركي إلى خطورة العلاقة بين قطر وهذه التنظيمات من جهة ومع إيران من جهة، فيما دعا الكثيرون إلى رأب الصدع في العلاقات الخليجية.

تويتر