تحولات إيجابية في عدد من الدول بعد تحجيم تدخلات الدوحة

المنطقة تجني ثمار وضع الإرهاب القطري خلف قضبان المقاطعة

قطر دعمت تنظيم «داعش» الإرهابي لزعزعة استقرار المنطقة. أرشيفية

بعد مضي نحو خمسة أشهر على مقاطعة قطر، ومحاصرة إرهابها، بدأ الوطن العربي في الهدوء نسبياً من شبح الإرهاب والجماعات المتطرفة والانقسام، ففي الملف الفلسطيني، بدأت جروح الانقسام في الالتئام، مروراً بليبيا، التي بدأت تتعافى من الدور القطري المشبوه، ثم اليمن، الذي ذاق الخيانة القطرية، ومصر التي عانت كثيراً، حتى وجه الإعلام القطري الخبيث الذي انكشف أمام الجميع.

ففي القضية الفلسطينية، التي تغنت بها الدوحة وإعلامها لسنوات، لم يسجل أي إنجاز لها، بل على العكس فمنذ دعمها الصريح لحركة «حماس»، لم يزد ذلك القضية الفلسطينية سوى الانقسام يوماً تلو الآخر.

ظهر دعم الدوحة لتنظيم «داعش» جلياً، عندما بثّ التنظيم بياناً يساند قطر، بعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها.

وكشفت برقيات سرية كتبها دبلوماسيون أميركيون عن دور قطر الخفي، واستغلالها حركة «حماس»، والانقسام الفلسطيني للتقارب مع إسرائيل.

فبعد المقاطعة العربية لإرهاب قطر، وسياستها التخريبية، بدأ الملف الفلسطيني في التحرك إلى الأمام بخطوات سريعة، حيث نجحت الجهود المصرية في توقيع اتفاق بين حركتي «فتح» و«حماس»، منتصف أكتوبر الجاري، واتفقت الحركتان على تمكين الحكومة الفلسطينية من العمل على جميع التراب الفلسطيني، في قطاع غزة ورام الله، بموعد أقصاه الأول من ديسمبر من العام الجاري، مع العمل على إنهاء جميع مظاهر الانقسام، وتمكينها من ممارسة مهامها ومسؤولياتها على قطاع غزة.

وأنهى الاتفاق الفلسطيني انقساماً استمر سنوات، نتيجة الدور المشبوه الذي قامت به الدوحة في تلك القضية العربية.

كما شهدت الساحة الليبية تحولات إيجابية أدت إلى تحسن الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية بشكل غير مسبوق، بعد تراجع دور قطر الداعم للميليشيات الإرهابية في ليبيا.

وشهدت العاصمة طرابلس طرد مسلحي الجماعة المقاتلة إلى خارج المدينة، كما وقّع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، اتفاقاً على إجراء انتخابات في ربيع 2018.

كما سيطرت القوات المسلحة الليبية على كامل منطقة الجفرة، وطردت الجماعات الإرهابية من مدن هون وسوكنة والفقهاء وودان، ذات الأهمية الاستراتيجية.

كما شهدت الأشهر الماضية عقب مقاطعة قطر عربياً دورها المشبوه في دعم الجماعات الإرهابية، وضرب استقرار ليبيا.

ولم يكن دور قطر في اليمن دعم الجماعات الانقلابية الموالية لطهران فقط، بل امتد دورها الخبيث ليصل إلى حد الخيانة للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

فعقب المقاطعة شهدت محافظات اليمن المحرّرة هدوءاً أمنياً ملحوظاً، إذ توقّفت عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي كانت تشهدها عدد من مدن الجنوب.

وتعتبر قطر الداعم الأكبر للجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة «الإخوان»، وهي التي تقف خلف معظم التفجيرات والاغتيالات التي شهدتها عدن ولحج وحضرموت، وفق جهات أمنية يمنية.

كما عانت مصر السنوات الماضية التدخلات القطرية المشبوهة للجماعات الإرهابية في سيناء، واحتضانها جماعة «الإخوان» الإرهابية، وتقديم دعم لوجستي ومالي.

فعلى الرغم من توقيع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عام 2013 بالرياض، اتفاقاً يمتنع فيه عن تمويل «الإخوان»، في جملة العهود التي نقضتها قطر مع دول الخليج، إلا أن الدعم استمر وبسخاء، حتى المقاطعة العربية في الخامس من يونيو2017 لقطر.

فشهدت الساحة المصرية هدوءاً نسبياً عما كان قبل المقاطعة، وتراجعاً للعمليات الإرهابية خصوصاً في شمال محافظة سيناء.

ومع منع التمويلات المشبوهة بدأت الجماعات الإرهابية في البحث عن مصدر تمويل بديل، دفعها لتنفيذ عملية سطو مسلح على أحد البنوك في سيناء، الأسبوع الماضي.

وهذه العملية الإرهابية وصفها المراقبون بـ«اليأس» الذي أصاب تلك الجماعات، بعد قطع سبل التمويل عنها.

وترجمت المقاطعة العربية على أرض الواقع في حصار تنظيم «داعش» الإرهابي، وتحرير العديد من المدن في سورية والعراق من قبضة التنظيم، لتتقلص مساحات سيطرته في تلك المناطق بنسبة 95%، وجاء التقدم بعد منع الدعم المالي والسياسي المقدم من الدوحة إلى الفصائل المتشددة في سورية والعراق.

وظهر دعم الدوحة للتنظيم الإرهابي جلياً، عندما بثّ التنظيم بياناً يساند قطر بعد مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لها.

ومع تلك المكاسب العربية، انكشف دور الدوحة الخبيث في تسخير الإعلام لبث الفوضى في الدول العربية، وزعزعة استقرار الكثير من الدول، بداية بما يسمى «الربيع العربي» حتى مقاطعة قطر ومحاصرة إرهابها.

ففي ليبيا ومصر واليمن انكشف دور فضائية الجزيرة التحريضي، التي كانت أداة قطرية لبث الأفكار المتطرفة، وتمرير سياسات التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة «الإخوان»، فضلاً عن إيقاف ومنع بث مواقع وقنوات فضائية ومنصات إعلامية أخرى، تتبنى الخطاب المتطرف ذاته، وتنشره كغطاء للإرهاب وإجرامه.

تويتر