فحوص طبية لـ 800 عراقي إثر قصف «تازة» بأسلحة كيماوية

«داعش» يعيد فرض سيطرته على «الرطبة» غرب بغداد

طفل يتلقى العلاج في مستشفى ببلدة تازة بعد تعرضها لهجوم كيماوي. أ.ب

فرض تنظيم «داعش»، أمس، سيطرته مجدداً على مدينة الرطبة، في غرب العراق، بعد أقل من يوم على انسحاب مقاتليه من هذه المدينة التي تعد أحد معاقله الرئيسة في محافظة الأنبار. في حين أجريت فحوص طبية لـ800 شخص من بلدة تازة في محافظة كركوك، إثر تعرضها لقصف بمواد كيماوية من قبل التنظيم المتطرف.

وقال ضابط برتبة عميد في الجيش العراقي، إن تنظيم «داعش» الإرهابي، أعاد سيطرته في الساعات الأولى من صباح أمس، على مدينة الرطبة، بعد انسحابه منها، أول من أمس، إلى مدينة القائم.

وأضاف أن «مقاتلي داعش وصلوا من القائم مع دبابات ومدافع وآليات عسكرية وأسلحة وأعتدة»، مشيراً إلى «نشر دبابات ومدافع على مداخل الرطبة ومخارجها، تحسباً لأي هجوم».

وأوضح أن «قيادات داعش من الأجانب والعرب ليسوا في عداد الذين عادوا مجدداً إلى الرطبة هناك فقط أبناء المدينة المغرر بهم المنتمين للتنظيم».

وانسحب مسلحو التنظيم المتطرف، أول من أمس، بالكامل من الرطبة (390 كلم غرب بغداد)، باتجاه مدينة القائم على الحدود العراقية ـ السورية، وفقا لما أعلنته مصادر أمنية ومحلية.

من جهته، أكد أحد أعضاء اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار «عودة مسلحي التنظيم من أهالي الرطبة للسيطرة عليها من جديد».

بدوره، أكد قائم مقام الرطبة، عماد أحمد، عودة متطرفين، مشيراً إلى أن «داعش أوهم أهالي الرطبة بانسحابه وعاد بعد 12 ساعة لاستعادة السيطرة على المدينة».

وكان أحمد، أبدى أول من أمس، شكوكه حيال الانسحاب، قائلاً «ربما يريد داعش أن يوهم أهالي الرطبة بأنه انسحب بهدف التعرف على الخلايا النائمة من أهالي المدينة المتعاونين مع القوات الأمنية».

وكانت مصادر عسكرية حذرت، أول من أمس، من التقدم سريعاً لاستعادة السيطرة على الرطبة، البعيدة عن المقار الرئيسة للقوات العراقية، كون ذلك يتطلب خطة مسبقة وموافقة القيادة العامة للقوات المسلحة.

من ناحية أخرى، كشفت مصادر طبية في محافظة كركوك، شمال العراق، أمس، عن إجراء فحوص طبية لـ800 شخص من بلدة تازة ذات الأغلبية التركمانية الشيعية، إثر تعرضها لقصف بمواد كيماوية من قبل «داعش».

وقال قائم مقام تازة، حسين عادل عباس، إن «عدد الذين أجريت لهم فحوص طبية في مستشفيات كركوك وداقوق بلغ 800 شخص».

وشن التنظيم، الأسبوع الماضي، هجوماً بصواريخ مزودة بمواد كيماوية استهدف بلدة تازة (220 كلم شمال بغداد) إلى الجنوب من مدينة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وأقليم كردستان.

وانطلق الهجوم من قرية بشير المجاورة التي تخضع لسيطرة التنظيم.

وأوضح عباس أن 54 شخصاً لايزالون يتلقون العلاج في حين تم إرسال سبعة إلى مستشفيات بغداد.

وأكدت مصادر طبية في محافظة كركوك، من دون الكشف عن هويتها، هذه الأعداد.

وحدثت حالة وفاة واحدة لطفلة في الثالثة من العمر. وكان مسؤولون محليون أعلنوا، في وقت سابق، أن مسلحي التنظيم المتطرف استخدموا غاز الخردل في الهجوم.

وأشار عباس إلى «قيام فرق طبية وآخرين من الدفاع المدني بتعقيم الدور السكنية والمؤسسات الحكومية من آثار الغازات السامة»، وأكد «نزوح مئات العائلات خوفاً» من عواقب الغازات.

من جهته، توعد رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بالانتقام من التنظيم المتطرف بعد قصف تازة.

وقصف التحالف الدولي بقيادة واشنطن منشآت أسلحة كيماوية للتنظيم، استناداً إلى معلومات مصدرها مقاتل في التنظيم اعتقلته القوات الأميركية.

إلى ذلك، أشارت تقارير إعلامية، أمس، إلى أن مقاتلاً من الولايات المتحدة، ينتمي إلى «داعش»، احتجز في شمال العراق، بعد أن جاء من منطقة يسيطر عليها التنظيم في سورية.

وذكرت قناة «سي.بي.إس نيوز»، نقلاً عن مصدرين في قوات البشمركة الكردية، أن المقاتل الأميركي، على ما يبدو، كان يحاول العودة لتركيا بعد أن ترك صفوف التنظيم. وأضافت القناة نقلاً عن مؤسسات كردية أن اسم المقاتل محمد جمال أمين (27 عاماً) وهو من فرجينيا. وذكرت أن المقاتل اعتقل قرب سنجار، وتم تسليمه للسلطات الكردية في المنطقة. ونقلت القناة عن تقارير كردية أن أمين، وهو من أب فلسطيني وأم عراقية، قاتل مع المتطرفين لمدة شهرين.

تويتر