الإمارات تؤكد أمام «حقوق الإنسان» دعمها جهود دي ميستورا لإيجاد حل سياسي في سورية
الأكراد يطردون «داعش» مــــن عين عيسى و«اللواء 93» شمال الرقة
تلقى تنظيم «داعش»، أمس، ضربة جديدة هي الثانية في غضون أسبوع بعد سيطرة المقاتلين الأكراد مدعومين بفصائل مقاتلة وغارات التحالف الدولي على مدينة عين عيسى ومقر «اللواء 93» شمال الرقة، معقل التنظيم في شمال سورية. وفي حين ندد محققو الأمم المتحدة حول سورية، أمس، بإلقاء قوات النظام السوري براميل متفجرة على المدنيين، ومحاصرة عدد من المدن في سورية، أكدت الإمارات دعمها ومساندتها لجهود مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا لإيجاد حل سياسي للأزمة، ودعت إلى العمل لتخفيف المأساة الإنسانية التي سببتها الأحداث.
وتمكن مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردية وفصائل المعارضة بدعم من الغارات الجوية للتحالف الدولي من السيطرة الليلة قبل الماضية على مقر «اللواء 93» الواقع على بعد 56 كيلومتراً شمال الرقة. كما تمكنوا أمس، من السيطرة على مدينة عين عيسى المجاورة.
وقال المتحدث الرسمي باسم «وحدات حماية الشعب»، ريدور خليل، لـ«فرانس برس»، أمس، «اكملنا السيطرة بشكل كامل على اللواء 93 ونعمل حالياً على تمشيطه من الألغام».
وأضاف «سيطرنا على مدينة عين عيسى وعشرات القرى حولها».
وأشار خليل إلى تنسيق «ممتاز» بين المقاتلين الأكراد والتحالف الدولي في مواجهة «داعش»، لكنه كرر الاشارة إلى مطالبة الاكراد بالحصول على أسلحة أفضل تمكنهم من طرد التنظيم.
وامتنع عن الكشف عن موقع المواجهة المقبلة، لكنه استبعد شن هجوم على مدينة الرقة في المدى القصير.
وأضاف أن معركة الرقة «أبعد بكثير فهي محصنة جيداً ونحتاج إلى قوات ضخمة وأسلحة».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن المقاتلين الأكراد وفصائل المعارضة خاضوا أمس، اشتباكات عنيفة ضد التنظيم في عين عيسى، انتهت بسيطرتهم على المدينة بمؤازرة غارات التحالف الدولي.
وأكد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، أن عناصر التنظيم انسحبوا بشكل كامل من عين عيسى باتجاه شرق المدينة وشمال مدينة الرقة. وأشار إلى «عمليات تمشيط تجري داخل المدينة بعد أن زرع التنظيم فيها عدداً كبيراً من الألغام».
ويقع «اللواء 93» ومدينة عين عيسى على طريق رئيس بالنسبة إلى الأكراد والتنظيم في آن معاً، إذ يربط مناطق سيطرة الأكراد في محافظتي حلب (شمال) والحسكة (شمال شرق) بمناطق سيطرتهم في محافظة الرقة.
كما يربط الطريق معقل التنظيم في الرقة بمناطق سيطرتهم في محافظتي حلب والحسكة.
وبحسب عبدالرحمن، فإن «خطوط دفاع التنظيم باتت على مشارف مدينة الرقة لأن المنطقة الواقعة بين الرقة ومدينة عين عيسى عبارة عن سهول وهي ضعيفة عسكرياً ولا تحصينات فيها».
ويعد هذا التقدم الثاني من نوعه في غضون أسبوع في محافظة الرقة بعد سيطرة المقاتلين الأكراد وحلفائهم على مدينة تل أبيض الاستراتيجية على الحدود مع تركيا، وحرمان التنظيم من طريق إمداد حيوية كان يستخدمها لنقل المقاتلين والسلع والسلاح.
وفي وسط سورية، فجر تنظيم «داعش» مقامين دينيين في مدينة تدمر الأثرية الخاضعة لسيطرته منذ شهر.
وقال المدير العام للآثار والمتاحف السورية، مأمون عبدالكريم، لـ«فرانس برس»، أمس، إن التنظيم فجر قبل ثلاثة أيام «مزار محمد بن علي المتحدر من عائلة الصحابي علي بن أبي طالب، رابع الخلفاء الراشدين».
ويقع المزار بحسب عبدالكريم، في منطقة جبلية تبعد نحو أربعة كيلومترات شمال مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو).
كما فجر التنظيم أيضاً مزار العلامة التدمري «أبو بهاء الدين» الذي يعود إلى ما قبل 500 عام، وفقاً لعبدالكريم، ويقع في واحة البساتين (500 متر عن قوس النصر في المدينة الاثرية). وفخخ التنظيم نهاية الاسبوع بالألغام والعبوات الناسفة المواقع الأثرية في تدمر، من دون أن يتضح الهدف من ذلك.
في جنيف، ندد محققو الأمم المتحدة حول سورية، أمس، بإلقاء قوات النظام السوري براميل متفجرة على المدنيين.
وأعلن رئيس لجنة التحقيق باولو بينييرو أمام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة أن قوات النظام والمجموعات المسلحة وتنظيم «داعش» يفرضون حصاراً على المدن «تترتب عليه نتائج كارثية».
وقال إن الحصار والمنع المتواصل من الحصول على المساعدات الانسانية نجم عنهما سوء تغذية ومجاعة. وأشار في هذا السياق إلى حصار قوات النظام لمخيم اليرموك والغوطة الشرقية والزبداني، واتهم المجموعات المسلحة المعادية للنظام بمحاصرة مدينتي نبل والزهراء في ريف حلب والفوعا وكفريا في ريف ادلب.
وقال المحققون في التقرير الذي أمس، ويشمل الفترة الممتدة بين 15 مارس و15 يونيو إلى حالات «الحرمان القصوى» بسبب الحصارات المستمرة احياناً «منذ اشهر وحتى سنوات».
وأكدوا أن الامر «يفوق التصور، لكن البعض ومن بينهم اطفال ماتوا من الجوع والاجتفاف».
كما ندد بينييرو بـ«الهجمات من دون تمييز» وبشكل «متعمد» من قبل جميع اطراف النزاع ضد مناطق يسكنها مدنيون.
واستنكر التقرير أيضاً إلقاء البراميل المتفجرة من قبل قوات النظام على مدنيين.
وألقى المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، السفير عبيد سالم الزعابي، كلمة الدولة أمام مجلس حقوق الإنسان، جدد فيها حرص الإمارات على مواصلة العمل من أجل تخفيف المأساة الإنسانية التي سببتها الأحداث، مؤكداً في هذا الصدد دعم الدولة ومساندتها جهود دي ميستورا لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وفقاً لبيان «جنيف1»، وبما يضمن أمن واستقرار سورية ووحدة أراضيها، ويلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق.
وأشار إلى تقرير محققي الأمم المتحدة الذي كشف عن تدهور متزايد لحالة حقوق الإنسان في سورية، بسبب أعمال العنف التي مازالت تقترفها القوات النظامية وحلفاؤها في حق المدنيين نتيجة غياب الحل السياسي. وبالنسبة للمجازر التي يرتكبها تنظيم «داعش» الإرهابي، شدد الزعابي على ما جاء في تقرير لجنة التحقيق، الذي اعتبر أن هذه الجرائم ترقى إلى مستوى «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، وعبر عن تنديد دولة الإمارات الشديد بهذه الأعمال الإجرامية، داعياً المجتمع الدولي إلى ضرورة مساءلة مرتكبيها ومنعهم من الإفلات من العقاب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news