في محاضرة بمركز الدراسات والبحوث الاستراتيجية
العرابي يحذّر من مخطط خارجي لتمزيق العالم العربي
أكد وزير الخارجية المصري السابق رئيس ائتلاف «تحيا مصر» الرئيس السابق لحزب المؤتمر أمين عام حركة وحدة الصف المصري والعربي، السفير محمد عبدالحي العرابي، أن «هناك تربصاً واضحاً من قبل أطراف إقليمية ودولية، تسعى لتمزيق العالم العربي، عن طريق إذكاء نزاعات طائفية، ودعم موجات موالية لمصالحها، وقنوات متعددة لتغذية الإرهاب، من أجل تحقيق مصالح اقتصادية تتمثل في الحصول على ثروات الإقليم، أو مصالح سياسية للسيطرة أو التوسع بهدف إحياء إمبراطوريات اندثرت».
وقال السفير العرابي خلال محاضرة نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، أول من أمس، بعنوان «النظام الإقليمي العربي في ضوء قرارات القمة العربية الـ26»، إن «طبيعة التهديدات التي تواجه الدول العربية حالياً هي تهديدات وجودية»، داعياً هذه الدول إلى «تكوين نظام عربي جديد يجابه التحديات، ويحقق الفرص، ويضمن عدم الانزلاق إلى المجهول».
وأكد أنه من الضروري أن «يرتكز هذا النظام على أربع قواعد: أولاها، الجماعية وليست الفردية، اقتناعاً بأن استقرار الدول العربية ومصيرها مرهونان بوحدتها، وبالتنسيق بين مصالحها، وبوضع ترتيبات صارمة لصيانة أمنها القومي المشترك»، والثانية، الالتزام وليس الاختيار بين الدول الأعضاء، فالسياسات التي سيتم الاتفاق عليها تكون مُلزمة للجميع، ومن يخرج عنها يجب عليه الخروج من هذا النظام ومواجهة التحديات منفرداً، والثالثة تتمثل بالشمولية، فالنظام الجديد يجب ألّا يكتفي بحلول أمنية وحلول اقتصادية لتفادي المشكلات القائمة، بل يتجاوز ذلك إلى بناء نظام اقتصادي عربي متكامل، يهدف إلى بناء إنسان عربي جديد، يحصل على حقوقه الكاملة كمواطن، على أن يقوم بواجباته كاملة، والرابعة هي التخصصية، أي ترك رسم السياسات، خصوصاً ما يتعلق منها بقضايا الأمن المشترك، وتنفيذها، للمتخصصين في هذه المجالات دون الالتفات إلى ما يُثار في بعض وسائل الإعلام والمنتديات وما يصدر عن بعضها، سواء كانت من غير المتخصصين الذين تعوزهم أدوات التحليل المنهجي، أو ممن يجهلون المعلومات الحقيقية على الأرض، أو من هؤلاء الذين يستخدمون هذه المنتديات لشق وحدة الصف.
واعتبر العرابي أن «القرارات التي صدرت عن القمة العربية في شرم الشيخ في مارس الماضي، أكدت بوضوح أن الدول العربية باتت على اقتناع وإدراك حقيقي لحجم التهديدات الموجهة إليها جميعاً، وأن الوقوف أمامها والقضاء عليها يتطلبان تكاتف الدول الأعضاء جميعها، ذلك أن أي دولة منفردةً لا يمكن أن تطمئن لخروجها منتصرةً أو بأقل خسائر ممكنة أمام تلك التهديدات».
وحول التطورات الراهنة التي تشهدها المنطقة العربية، أشاد العرابي بـ«عاصفة الحزم»، وقال إنها «تهدف إلى استعادة الدولة الوطنية في اليمن».
وفي ما يخص الوضع في كل من سورية وليبيا، أكد العرابي أنه «لا يمكن قبول استمرار سفك المزيد من دماء السوريين، وبالتالي يجب أن يكون هناك حل يحقن هذه الدماء»، وفي ما يخص ليبيا أشار إلى «ضرورة رعاية الدول العربية حواراً يجمع شمل الفرقاء».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news