بلير يصف وضع غزة بـ «الصادم».. ويحذّر من حرب جديدة

مستوطنون يقتحمون «الأقصى» ويقتلعون شتلات الزيتون قرب الخليل

رجل يحمل العلم الفلسطيني خلال تظاهرة أمس تدعو إلى إعادة بناء المنازل التي دمرتها الحرب الأخيرة على قطاع غزة. إي.بي.إيه

اقتحمت مجموعات صغيرة ومتتالية من المتطرفين اليهود، أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، وذلك تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، كما قام مستوطنون باقتلاع مئات من شتلات الزيتون قرب الخليل، فيما قال ممثل اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، إن الوضع في قطاع غزة «صادم»، وإنه لا يمكن إحلال السلام من دون تحسين ظروف الفلسطينيين، محذراً من اندلاع حرب جديدة.

وتفصيلاً، قال شهود عيان إن شرطة الاحتلال اعتدت على سيدة قرب مصطبة صبرا وشاتيلا «بالدفع» لتأمين وفتح الطريق أمام المستوطنين في المنطقة.

ويشهد المسجد الأقصى وجوداً ملحوظاً من المصلين وطلبة حلقات العلم، في حين تواصل شرطة الاحتلال احتجاز بطاقات النساء والشبان خلال دخولهم إلى المسجد.

من ناحية أخرى، اقتلع مستوطنون من مستوطنة «بني كديم» المقامة على أراض بلدة السموع قرب الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة 550 شتلة زيتون، تم غرسها الأسبوع الماضي في البلدة. وأفادت مصادر محلية من بلدة بأن المستوطنين اقتلعوا الشتلات التي تم غرسها في المنطقة بمساعدة جمعية الشبان المسيحية، وبالتعاون مع نشطاء مساندين للحق الفلسطيني.

من جانبه، قال توني بلير «إنه ليس من الممكن أن تنجح المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في حال بدأت في هذا الوقت دون تغيير ظروف الفلسطينيين إلى الأحسن، خصوصاً في قطاع غزة».

وتطرق بلير في حديثه إلى زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة، حيث تفقد عدداً من المواقع، واجتمع بعدد من وزراء حكومة الوفاق وممثلي القطاع العام والخاص، وقد أعرب عن «صدمته» مما شاهده.

وقال في حديثه عن زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة «إنه أمر غير مقبول. علينا العمل على تغيير ذلك في غزة، وإلا فإننا نخلق ظروفاً لاندلاع حرب جديدة. من غير المقبول أن يعيش الناس بهذه الطريقة، وأنا متحمس لرؤية الأوضاع تتغير في القطاع».

وأضاف بلير أن «الصراع الأخير قد ترك غزة مدمرة، وشعبها أكثر فقراً، وفي وضع أصعب. نحتاج بعد 20 عاماً من أوسلو تقارباً جديداً لغزة، وتقارباً جديداً للسلام».

وتابع قوله حول معيقات الإعمار في القطاع «هناك آلية لإعادة إعمار القطاع، لكنها لا تعمل كما يفترض، وعلينا أن نقوم بتحسين وتسريع ،وهذا يحتاج أيضاً إلى تحرك من قبل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وعليّ أن أناقش هذا مع الطرفين، إضافة إلى الأمم المتحدة، وآمل أن نتمكن من تسريع الأمور نحو الأفضل، فنحن بحاجة للقيام بذلك على وجه السرعة».

وعن دور الرباعية في إعادة إعمار غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية فيها، قال بلير إن اللجنة الرباعية هي هيئة لتمكين المجتمع الدولي من مناقشة الأمور الدولية، وليس لها دور مباشر في غزة «لكننا نعمل على خطط تحسين الكهرباء والإسكان والماء والقطاع الخاص».

وأضاف «في السنوات الماضية حاولنا التغيير في القطاع بقدر المستطاع، مثل إدخال البضائع والخدمات الأخرى إليه، إضافة إلى مشروعات عديدة في محاولة لمساعدة غزة بالانفتاح على العالم، فنحن نقوم بخطوات بسيطة من أجل التغيير، ومن أجل الناس، لأنهم بحاجة لتغييرات جذرية في حياتهم». وفي حديثه عن خطة اللجنة الرباعية لإعمار غزة، شدد بلير على ضرورة فتح غزة بالكامل، وإعادة تواصلها مع العالم وانفتاحها عليه.

 

تويتر