350 جندياً أميركياً إضافياً إلى بغداد.. والعبادي يتوعّد بالقصاص من مرتكبي «مجزرة سبايكر»

أوباما: واشنطن لن ترضخ لترهيب «داعش»

صورة

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن الولايات المتحدة «لن ترضخ لترهيب» تنظيم «داعش»، بعد نشر فيديو قطع رأس الصحافي الأميركي الثاني ستيفن سوتلوف، تبناه التنظيم المتطرف، فيما أمر أوباما بإرسال نحو 350 جندياً إضافياً إلى بغداد، لحماية الدبلوماسيين الأميركيين في العاصمة العراقية، بينما توعد رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، بالقصاص من مرتكبي «مجزرة سبايكر»، التي راح ضحيتها نحو 1700 عسكري عراقي على يد «داعش» في قاعدة جوية عسكرية في تكريت في يونيو الماضي.

وقال أوباما غداة بث تنظيم «داعش» فيديو، تبنى فيه قتل الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف، في تصريحات في تالين باستونيا، «إن هذه الأفعال الفظيعة لن تؤدي إلا إلى تعزيز وحدة بلادنا، وتعزيز تصميمنا على محاربة هؤلاء الإرهابيين».

وأضاف «أياً كانت الأهداف التي سعى إليها هؤلاء القتلة، من خلال قتلهم أميركياً بريئاً مثل ستيفن، فقد خاب مسعاهم»، واعداً بأن العدل سيأخذ مجراه.

وأكد أن هدف واشنطن هو إلغاء التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش» على المنطقة. لكنه أشار مجدداً إلى أن تحقيق ذلك سيتطلب «وقتاً»، وانه يحتاج إلى تحالف دولي حقيقي.

وينوي وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير الدفاع تشاك هاغل، رسم ملامح هذا التحالف اثناء مباحثات مع شركائهم الغربيين، على هامش قمة الحلف الأطلسي، اليوم وغداً، في نيوبورت في ويلز.

وأكدت واشنطن، أمس، بالاعتماد على تحليل اجهزة المخابرات الأميركية، صحة فيديو قتل سوتلوف، الذي بث اول من أمس، من قبل تنظيم «داعش». وبعد 14 يوماً من قطع رأس الصحافي الاميركي جيمس فولي، نفذ التنظيم تهديده بقتل سوتلوف، الذي خطف في أغسطس 2013 في سورية.

وهدد التنظيم الإسلامي المتطرف، الذي اعلن «الخلافة» في مناطق سيطر عليها في الاشهر الاخيرة في العراق وسورية، بقتل رهينة ثالث ظهر في الفيديو الاخير، وقال انه البريطاني ديفيد كاوثورني.

وندد الغربيون والأمم المتحدة بإعدام سوتلوف، كما سبق أن فعلوا عند إعلان إعدام فولي.

وأعلن البيت الأبيض ان اوباما سيجري مشاورات مع دول حلف الأطلسي «لتطوير تحالف دولي يهدف إلى وضع استراتيجية»، واعلن انه سيواصل دعم العراق في مواجهته تنظيم «داعش».

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ان شريط الفيديو لقتل الصحافي الأميركي «يثير الاشمئزاز».

كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، عن «سخطه» لإقدام «داعش» على قطع رأس سوتلوف.

وقال خلال زيارة إلى نيوزيلندا «نحن جميعاً ساخطون للمعلومات الواردة من العراق، بشأن جرائم رهيبة يرتكبها تنظيم داعش بحق مدنيين، بما في ذلك الذبح المروع لصحافي آخر».

وأضاف «أدين بكل قوة كل الجرائم المشينة من هذا النوع، وأرفض القبول بأن تكون هناك مجموعات كاملة مهددة بالتعرض لجرائم فظيعة بسبب معتقداتها».

كما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ان «هذا العمل الهمجي، بعد قتل صحافي آخر هو جيمس فولي، يجسد الطبيعة الدنيئة» لتنظيم «داعش».

إلى ذلك، أمر أوباما بإرسال نحو 350 جندياً إضافياً إلى بغداد، لحماية الدبلوماسيين الأميركيين في العاصمة العراقية، ما سيرفع الوجود الأميركي هناك إلى اكثر من 1000 عنصر.

وأعلن البيت الأبيض في بيان، ان «الرئيس أجاز لوزارة الدفاع تلبية طلب وزارة الخارجية ارسال نحو 350 عسكرياً أميركياً إضافياً، لحماية منشآتنا الدبلوماسية وطواقمنا في بغداد».

وأضاف البيان «سنواصل ايضاً دعم الحكومة العراقية في جهودها الرامية إلى مكافحة تنظيم داعش، الذي يشكل تهديداً ليس للعراق فحسب، وانما للشرق الأوسط برمته، ولموظفي الولايات المتحدة ومصالحها في هذه المنطقة».

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) الكولونيل جون كيربي، إنه بإرسال هؤلاء الجنود الـ350 إلى بغداد، سيرتفع عدد العسكريين الذين تم ارسالهم منذ 15 يونيو إلى العراق لتعزيز أمن المقرات الدبلوماسية الأميركية في هذا البلد إلى نحو 820 جندياً، يضاف اليهم 300 عسكري أرسلوا بمثابة «مستشارين» لقوات الأمن العراقية، ليرتفع العديد الإجمالي للوجود العسكري الاميركي في العراق إلى 1000 عسكري.

وفي بغداد، توعد العبادي، أمس، بالقصاص من المجرمين الذين قاموا بارتكاب «مجزرة سبايكر»، التي راح ضحيتها نحو 1700 عسكري عراقي على يد عناصر «داعش»، في قاعدة جوية عسكرية في تكريت في يونيو الماضي.

وقال في بيان «سنبذل كل ما في وسعنا من اجل إحقاق الحق وملاحقة هؤلاء المجرمين، بالإضافة إلى الكشف عن المقصرين ومعاقبتهم».

وأضاف أن «جريمة سبايكر المروعة لن تمر دون عقاب، وسنبذل كل ما في وسعنا لملاحقة المجرمين والقصاص من الفاعلين، اذ ان ما جرى يكشف وحشية من ارتكب هذا العمل الجبان».

وذكر العبادي «اننا سنكشف الحقائق التي تتوصل إليها لجان التحقيق، التي عليها إنهاء عملها بأسرع وقت، لان اهالي الضحايا يجب ان يتعرفوا إلى مصير ابنائهم، وان يروا المجرم وهو يمثل امام القضاء».

وشدد رئيس الحكومة المكلف، على ضرورة «تعقب جميع المعلومات التي من شأنها المساعدة في معرفة مصير الضحايا، في الوقت ذاته القيام بعمليات أمنية لتحرير هذه المناطق من عناصر (داعش) الإرهابي، ولن يقبل ان تراق قطرة دم واحدة من اي عراقي دون عقاب ومحاسبة، وسنبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على امن العراقيين ودمائهم وكرامتهم».

 

تويتر