الأمم المتحدة: «داعش» والأسد يرتكبان جرائم حرب

قال محققون يتبعون الأمم المتحدة، أمس، إن الحكومة السورية وتنظيم «داعش» يرتكبان جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب الدائرة بينهما، وفي وقت أعلنت واشنطن مقتل أميركي في صفوف التنظيم، أصيب جندي إسرائيلي بعيار ناري في هضبة الجولان.

وتفصيلاً، قال المحققون إن مقاتلي «داعش» في شمال سورية ينفذون حملة لبث الخوف تشمل بتر الأطراف والإعدام العلني والجلد. وقالت اللجنة في تقريرها إن الإعدامات العامة لمدنيين كل يوم جمعة في المناطق السورية الخاضعة لتنظيم «داعش» أصبحت «مشهداً عادياً».

وقالت لجنة التحقيق الدولية التي كلفها مجلس حقوق الإنسان منذ أغسطس 2011 بكشف الجرائم في سورية، إن «الإعدامات في الأماكن العامة أصبحت مشهداً عادياً كل جمعة في الرقة والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في محافظة حلب». وأضافت أن هذه الإعدامات ترمي إلى «زرع الرعب في صفوف السكان» والتحقق من إخضاعهم لسلطتها.

ووفقاً للتقرير يشجع الجهاديون ويرغمون أحياناً السكان على حضور الإعدامات بحسب المحققين، وغالبية الضحايا من الرجال، لكن تم أيضاً إعدام فتيان تراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً، وكذلك نساء.

كما ذكر المحققون في تقرير من 45 صفحة صدر في جنيف، أن قوات الحكومة السورية ألقت براميل متفجرة على مناطق مدنية بينها براميل يعتقد أنها كانت تحوي غاز الكلور في ثماني وقائع حدثت خلال شهر أبريل، وارتكبت جرائم حرب أخرى تستوجب ملاحقتها قضائياً.

واتهمت لجنة التحقيق السلطات السورية باستخدام أسلحة كيماوية (الكلور على الأرجح) ثماني مرات في أبريل في غرب سورية.

وقالت لجنة التحقيق الدولية في تقريرها الأخير «هناك دوافع معقولة للاعتقاد بأنه تم استخدام أسلحة كيماوية، الكلور على الأرجح»، ثماني مرات على مدى 10 أيام في أبريل.

وأكدت اللجنة الأممية أن قوات النظام السوري تستخدم البراميل المتفجرة بشكل متزايد، و«هذا يرقى لجريمة حرب».

وكلف مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة اللجنة بالتحقيق وتسجيل كل الانتهاكات للقانون الدولي المتعلقة بحقوق الإنسان في سورية.

وتابع التقرير «يشهد أطفال عمليات الإعدام هذه التي تكون بقطع الرقاب أو إطلاق النار على الرأس من مسافة قريبة، ويتم عرض الجثث في مكان عام وتعلق في أحيان كثيرة على صلبان قرابة ثلاثة أيام، لتكون تحذيراً للسكان المحليين».

وقال رئيس لجنة التحقيق الدولية بشأن سورية باولو بينيرو، إن محققي الأمم المتحدة أبدوا قلقهم أيضاً إزاء مصير أطفال أرغموا على الانضمام إلى معسكرات التدريب الخاصة بتنظيم «داعش» في سورية، مضيفاً أن الولايات المتحدة يجب أن تضع وجودهم في الحسبان قبل شن أي ضربات جوية.

وأضاف في إفادة صحافية «من أكثر الأمور إثارة للقلق في هذا التقرير روايات عن معسكرات تدريب كبيرة يجرى تجنيد أطفال بداية من سن 14 عاماً وتدريبهم على القتال في صفوف تنظيم داعش مع بالغين».

ميدانياً، نشرت صور على الإنترنت وانتشرت أنباء على «تويتر» أمس، عن إعدام «داعش» جنوداً من الجيش السوري واحتجاز البعض رهائن عقب اجتياح مقاتلي التنظيم لقاعدة جوية في شمال شرق سورية مطلع الاسبوع.

وأظهرت صورة نشرت على الإنترنت مجموعة من المسلحين الملثمين وهم يقتلون بالرصاص سبعة رجال على الأقل راكعين قيل إنهم من جنود الجيش السوري. وفي صور أخرى ظهرت مجموعات لما يراوح بين ثمانية و10 جنود بملابسهم العسكرية وهم محتجزون رهائن، بعضهم كان به إصابات في الوجه، وقدم ثلاثة من بينهم على أنهم ضباط. وتظهر الصور في ما يبدو احتجاز اكثر من 20 رهينة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اصابة جندي إسرائيلي بجروح، أمس، بعد إطلاق نار قادم من سورية في الجزء المحتل من هضبة الجولان. وقالت إذاعة الجيش الاسرائيلي إن جندياً أصيب بعيار ناري في صدره لكن حالته ليست خطرة.

في السياق نفسه، أكدت الولايات المتحدة، أول من أمس، مقتل أميركي كان يقاتل إلى جانب تنظيم «داعش» في سورية، ليعزز ذلك مخاوفها بشأن الأجانب الذين يلتحقون بالتنظيمات المتشددة في الشرق الأوسط.

الأكثر مشاركة