الناجون منهم يؤكدون أن إسرائيل لم تحذرهم قبل القصف

الاحتلال يقتل 980 فلسطينياً داخل بيوتهم

صورة

كثيرة هي القصص الإنسانية الصعبة، وحالات الفجيعة القاسية، التي خلفها العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، فقد هدمت المنازل فوق رؤوس ساكنيها، وأبيدت عائلات بأكملها دون سابق تحذير من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وعائلات أخرى ممن ادعى الاحتلال تحذيرها لم تتمكن من إخلاء جميع أفرادها، فدفنوا تحت الركام، وبقوا هم الشهود على جريمة حرب تجاوز فيها الاحتلال كل القيم والقوانين الدولية.

وتدحض هذه المجازر مزاعم إسرائيل بأن حربها تستهدف المقاومة، فالعدد الكبير من ضحايا القصف والإبادة هم من الأطفال والنساء، حيث استشهد 469 طفلاً، و343 سيدة، و88 مسناً، من بين 1951 شهيداً، فيما جرح 3084 طفلاً، و1970 سيدة، و368 مسناً، من إجمالي عدد المصابين البالغ 10193 جريحاً.

وبلغ عدد الذين استهدفتهم الصواريخ والقذائف وهم موجودون داخل منازلهم، وأثناء محاولتهم الفرار منها تحت وقع القصف، 980 مواطناً من إجمالي أعداد شهداء الحرب.

وإذا كان الأحباب قد رحلوا، والمنازل هدمت، وكأنها لم تكن، فإن مشاهد الدمار والقتل لاتزال عالقة في أذهان الناجين من حرب الإبادة، حيث تستحضرها ذاكرتهم في كل وقت وحين.

المواطن إبراهيم الحلو، من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، هو الناجي الوحيد من المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق عائلة عمه (أبوجهاد)، المكونة من 11 فرداً، من بينهم أحفاده، حيث استهدف منزلهم وهم بداخله، وهدم فوق رؤوسهم، كما تحتفظ ذاكرته بمشهد قتل إسرائيل لعمته داخل بيتها، أثناء محاولتها الخروج، لكن الصواريخ كانت أسرع منها.

ويقول الحلو «في الليلة التي نفذ فيها الاحتلال عمليته البرية في القطاع، تساقطت القذائف والصواريخ من فوق المنازل، وهذا ما دفع السكان للخروج من بيوتهم في منتصف الليل، بحثاً عن مكان آمن، لكننا لم نتمكن من الفرار، وبقينا في الشارع».

ويضيف «بعد أن تواصلت مع عمي، قرر أن يبقى في المنزل حتى شروق الشمس، ليتمكن بعد ذلك من التوجه إلى مكان آمن، لكن بعد ساعتين ارتكب الاحتلال مجزرة بشعة، حيث ألقت مدفعيته القذائف على بيت عمي، وبيوت سكان الشجاعية، دون سابق إنذار وتحذير، لتهدمه فوق رؤوسهم، وتدفنهم أسفل ركامها، ولم يسمح الاحتلال لسيارات الإسعاف بالدخول لإنتشال جثامين الشهداء، فيما بقي عمي وعائلته تحت الركام حتى الهدنة الإنسانية الأولى، لنجدهم بعد البحث عنهم جثثاً متحللة».

ويتابع الحلو قوله، بعد أن غرق في دموعه «في ذات الليلة، ارتكب الاحتلال مجزرة أخرى بحق عمتي، التي تعاني أمراضاً مزمنة، ولا تقدر على الحركة بسهولة، فبينما كانت تحاول الفرار من شدة القصف، باغتتها القذائف التي تساقطت على منزلها، لتفارق الحياة على الفور».

أما المواطن عمر المصري، من سكان مدينة بيت حانون، فقد تساقطت القذائف دون سابق تحذير على منزله، وجميع منازل عائلة المصري، وهو ما دفعهم للفرار إلى مدينة جباليا، ليقضوا أيام عدة داخل مراكز الإيواء في مدارس «الأونروا».

ويقول الناشط الحقوقي، صلاح عبدالعاطي لـ«الإمارات اليوم»: «نرصد يومياً كل الجرائم، ومشاهد الدمار، وما يرتكبه الاحتلال من جرائم ضد الإنسانية، فقد تعرضت غزة لـ60 ألف هجمة صاروخية، ومدفعية، إلى جانب قذائف البوارج الحربية، فيما ألقت إسرائيل 20 ألف طن من المتفجرات على منازل المواطنين والمنشآت، وهو ما تسبب في دمار غير مسبوق لجميع مناطق القطاع».

تويتر