موجة نزوح جماعي جديدة من مناطق مسيحية في الموصل .. والبشمركة يشتبكون مع «الدولة الإسلامية»

مجلس الأمن يدين هجمات «داعش» على الأقليات في العراق

عشرات آلاف العراقيين من الطائفة الإيزيدية فروا من سنجار بعد وقوعه بيد «داعش». أ.ب

دان مجلس الأمن الدولي الهجمات التي شنها تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام بحق أقليات في شمال العراق محذراً من أن المسؤولين عنها قد يحاكمون بتهمة ارتكاب «جرائم ضد الإنسانية» وسط مخاوف على مصير الأقلية الإيزيدية المحاصرة في جبل سنجار في وقت شهدت مناطق مسيحية عدة شرق مدينة الموصل شمال العراق موجة نزوح جماعي إثر تعرضها لعمليات قصف بقذائف الهاون‘ بينما هاجمت قوات البشمركة الكردية مقاتلي «داعش» في بلدة على بعد 40 كيلومترا فقط جنوب غرب أربيل عاصمة إقليم كردستان.

وقال أعضاء مجلس الأمن الدولي ال15 في بيان رئاسي صدر بالاجماع إنهم «يعربون عن قلقهم العميق حيال مئات آلاف العراقيين، وبينهم كثيرون أفراد اقليات ضعيفة مثل الإيزيديين، الذين هجروا بسبب هجمات تنظيم الدولة الاسلامية».

وأضافوا أانهم «يدينون بأشد عبارات الادانة الاضطهاد الممنهج بحق أقليات، وبينهم المسيحيون»، ويدعون «كل الطوائف في العراق إلى الاتحاد للتصدي له». وسيطر عناصر التنظيم الأحد الماضي على مدينة سنجار (شمال)، المعقل الرئيسي للإيزيديين في العراق، التي تعد نحو 300 ألف نسمة، بعدما كانوا سيطروا على مدينة الموصل في 10 /يونيو، اضافة إلى مناطق واسعة في شمال ووسط وغرب البلاد.

وتفيد تقديرات الامم المتحدة ان نحو 200 الف شخص فروا عندما اقتحم مقاتلو التنظيم المدينة وانسحبت قوات البشمركة الكردية التي كانت تسيطر عليها. وينتمي غالبية هؤلاء النازحين إلى الطائفة الإيزيدية وتعود جذور ديانتهم إلى اربعة الاف سنة، وتعرضوا إلى هجمات متكررة من قبل الجهاديين في السابق بسبب طبيعة ديانتهم الفريدة من نوعها.

وإذ ذكر مجلس الامن بأن تنظيم «داعش» سيطر على انحاء واسعة من سورية والعراق، أكد أن هذا التنظيم «لا يشكل تهديدا لهاتين الدولتين فحسب وإنما أيضا للسلام والامن والاستقرار الاقليميين».

وأعاد مجلس الامن التذكير بأن هذا التنظيم المتطرف مدرج على القائمة السوداء للأمم المتحدة للتنظيمات المرتبطة بتنظيم القاعدة، مشددا على ان الدول الاعضاء ملزمة بالتالي بتطبيق العقوبات المفروضة عليه بموجب هذا القرار (حظر على الاسلحة، تجميد اموال، منع من السفر)).

وأكد المجلس ايضا ان «الهجمات الممنهجة ضد السكان المدنيين بسبب انتمائهم الاتني او الديني او بسبب معتقدهم يمكن ان تشكل جريمة ضد الانسانية يجب على المسؤولين عنها ان يحاسبوا عليها».

وجدد المجلس كذلك دعمه للحكومة العراقية في جهودها لمواجهة «التهديد الارهابي»، مطالبا كل الجماعات السياسية في العراق ب«العمل على تعزيز الوحدة الوطنية».

وكانت الطائفة الايزيدية ناشدت، اول من أمس، من خلال بيان مؤثر للنائبة فيان دخيل في مجلس النواب، انقاذ اتباع هذه الديانة التي تتعرض إلى «إبادة كاملة».

واجهشت هذه النائبة التي تنتمي إلى التحالف الكردستاني وتضامن معها نواب من جميع الكتل بالبكاء بعد ان تحدثت عن معاناة الايزيدييين في جبل سنجار، شمال غرب العراق، خلال اليومين الماضيين.

وقالت والدموع تنهمر من عينيها «نذبح تحت يافطة لا اله الا الله. حتى الان 500 شاب ورجل يزيدي ذبحوا، وتسبى نساؤنا وتباع في سوق الرق».

واضافت «هناك حملة ابادة جماعية، على المكون الايزيدي، اهلي يذبحون، نحن نريد تضامنا انسانيا، أتكلم باسم الانسانية انقذونا».

وقالت «على مدى 48 ساعة، هناك 30 الف عائلة محاصرة في جبل سنجار، من دون ماء واكل، يموتون،70 طفلا توفوا حتى الان من شدة العطش، و50 شيخا ماتوا من سوء الاوضاع».

وناشدت البرلمان العراقي «انقاذ (الطائفة) من هذه المذبحة، وأن دينا كاملا يباد من على وجه الارض».

واعلنت منظمات انسانية ان السلطات العراقية بعثت بمروحيات إلى اقليم كردستان تم تحميلها بالماء والغذاء والقيت فوق مناطق وجود النازحين المحاصرين في جبل سنجار.

كما امر رئيس الوزراء نوري المالكي القوة الجوية باسناد قوات البشمركة التي تشن عملية عسكرية لاستعادة هذه المناطق التي انسحبت منها الاحد.

إلى ذلك، شهدت مناطق مسيحية شرق مدينة الموصل موجة نزوح جماعي إثر تعرضها لعمليات قصف بقذائف الهاون أسفرت عن مقتل شاب على الاقل، بحسب ما افادت مصادر امنية كردية ورجل دين مسيحي.

وافاد شهود عيان ان مناطق تلكيف وبرطلة وقرقوش والقرى المحاذية لمدينة أربيل التي لجأ اليها آلاف المسيحيين بعد ان فروا من مدينة الموصل، تتعرض لهجمات منذ سيطرة عناصر «الدولة الإسلامية» على بلدتي سنجار وزمار، شمال غرب العراق.

وقال مسؤول رفيع في قوات البشمركة الكردية ل «فرانس برس»، أمس إن ضابط برتبة رائد في قوات البشمركة قتل واصيب 13 اخرون بانفجار سيارة عسكرية من طراز هامر مفخخة يقودها انتحاري استهدف قواتنا في قرية عالية رش التابعة لناحية برطلة« الواقعة على بعد على بعد 65 كلم شرق محافظة اربيل كبرى مدن اقليم كردستان العراق الشمالي.

واكد رجال دين مسيحيون ومصادر في قوات البشمركة ان المناطق المسيحية الواقعة في شرق وشمال الموصل تعرضت لعمليات قصف منذ عدة ايام. وقال المطران لويس ساكو إن شابا مسيحيا يعمل موظفاً في كنيسة القلب الاقدس في تلكيف قتل جراء سقوط قذيفة هاون قرب الكنيسة».

واضاف ان «بلدة برطلة شهدت نزوح لعائلاتها خلال الايام الثلاثة الماضية، وبدأت عملية النزوح بعد تحشيدات لقوات البشمركه في المنطقة من اجل تحرير منطقة كوكجلي التي تقع غرب برطلة» الواقعة شرقي الموصل.

واجبر الاف المدنيين بينهم يزيديين واقليات اخرى على النزوح من منازلهم نهاية الاسبوع الماضي، عندما انسحبت قوات البشمركة الكردية من مناطق كانت تسيطر عليها في شمال وغرب الموصل.

في السياق، قال أمين عام وزارة البشمركة جبار ياور ل «رويترز»، أمس، إن القوات الكردية هاجمت مقاتلي «داعش» في بلدة على بعد 40 كيلومترا فقط جنوب غربي أربيل عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق.

وأضاف أنهم غيروا خططهم من الدفاع إلى الهجوم وإنهم يشتبكون الآن مع «الدولة الإسلامية» في بلدة مخمور.

تويتر