قوات النظام تفك حصار سجن حلب.. والمعارضة تخشى حملة إعدامات بحق معارضين

«فيتو» روسي - صيني يحول دون إحالة سورية إلى «الجنائية»

خلال تصويت مجلس الأمن حيث استخدمت الصين وروسيا حق الفيتو ضد مشروع القرار. إي.بي.إيه

استخدمت روسيا والصين حق النقض «الفيتو»، أمس، ضد مشروع قرار عرض في مجلس الأمن الدولي لإحالة سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل طرفي النزاع. في الأثناء، تمكنت القوات النظامية السورية، أمس، من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي لأكثر من عام، ما يتيح لها قطع طريق إمداد رئيس للمعارضين، في تقدم إضافي لنظام الرئيس، بشار الأسد، قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية. بينما أعرب المرصد السوري لحقوق الإنسان عن «مخاوف من تنفيذ القوات المقتحمة للسجن حملة إعدامات» بحق سجناء معارضين لإظهار أنهم «قتلوا أثناء الحصار».

وتفصيلاً، عرضت القوى الغربية مشروع قرار إحالة سورية إلى «الجنائية» في مواجهة تصاعد الفظاعات في سورية، بما يشمل هجمات كيمياوية وعمليات تعذيب منهجية، وقصفاً بالبراميل المتفجرة، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية. وصوتت الدول الأعضاء الـ13 الأخرى في مجلس الأمن لمصلحة مشروع القرار. وقال الرئيس الدوري للمجلس سفير كوريا الجنوبية، أوه جون، ، إن «مشروع القرار لم يُعتمد بسبب تصويتين سلبيين من عضوين دائمين في المجلس، هما الصين وروسيا».

من جهتها، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سامنتا باور، أمام المجلس، إنه نتيجة للتصويت «لن يصل الشعب السوري إلى العدالة اليوم»، واعتبرت باور أن الفيتو لا يحمي فقط النظام السوري وإنما المجموعات الإرهابية أيضاً.

وهي المرة الرابعة التي يستخدم فيها البلدان حق النقض لوقف مشروعات قرارات غربية تتعلق بالنزاع في سورية. ومشروع القرار الذي أعدته فرنسا دعمته 60 دولة، بينها أعضاء في الاتحاد الأوروبي، واليابان وكوريا الجنوبية ودول إفريفية عدة .

من جهة أخرى، تمكنت القوات النظامية السورية، أمس، من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي لأكثر من عام. وقال مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»: «بعد نحو 13 شهراً من الحصار من قبل جبهة النصرة، وكتائب إسلامية مقاتلة، تمكنت القوات النظامية ومسلحون موالون لها من فك الحصار عن سجن حلب المركزي»، وأشار إلى أن دبابات ومدرعات دخلت السجن.

وقال عبدالرحمن إن الطيران المروحي قام، أمس، بإلقاء براميل متفجرة على مناطق وجود المقاتلين «على بعد مئات الأمتار من السجن».

وفرض مقاتلون معارضون، حصاراً على السجن منذ أبريل 2013. وحال الحصار دون دخول مواد غذائية بشكل منتظم إلى السجن، ما تسبب في حالات وفاة عديدة بين السجناء. وبحسب المرصد أدى الحصار، والقصف الذي طال السجن، إلى مقتل نحو 600 سجين من أصل 4000 كانوا فيه، أغلبيتهم موقوفون بجرائم جنائية.

وأعرب المرصد عن «مخاوف من تنفيذ القوات المقتحمة للسجن، حملة إعدامات» بحق سجناء معارضين لإظهار أنهم «قتلوا أثناء الحصار».

وأشار عبدالرحمن إلى أنه نتيجة فك الحصار عن سجن حلب «تم قطع طريق إمداد رئيس للمقاتلين بين الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق حلب، والحدود التركية»، موضحاً أن «طريق الإمداد الوحيد المتبقي بين حلب والحدود التركية هو طريق الكاستيلو، في شمال غرب المدينة».

وبحسب المرصد السوري، خاضت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني، ومسلحين موالين لها، معارك ضارية في الأيام الماضية ضد المقاتلين الذين يحاصرون السجن منذ أبريل 2013. وكان التلفزيون السوري قال إن الجيش النظامي سيطر، أول من أمس، على تلة حيلان الاستراتيجية في حلب. وتدور اشتباكات عنيفة بحلب بين كتائب المعارضة السورية وقوات النظام، حيث تحاول العناصر النظامية تحقيق تقدم بالمدينة وسط مقاومة عنيفة.

ويأتي فك الحصار عن سجن حلب قبل أقل من أسبوعين من الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من يونيو، التي يتوقع أن تبقي الرئيس الأسد في موقعه لولاية ثالثة من سبع سنوات.

وانتقدت المعارضة والدول الغربية هذه الانتخابات التي ستجرى في مناطق سيطرة النظام، معتبرين أنها «مهزلة» و«غير شرعية».

 

 

تويتر