مقتل 20 انفصالياً.. وبوتين يؤكد أن عودة القرم «مطابقة للحقيقة التاريخية»

أوكرانيا تعترف بعجزها عن وقف استفتاء انفصال دونيتسك

بوتين يحتفل بالنصر على النازيين في الحرب على العالمية الثانية بعرض عسكري في سيفاستوبول في القرم أمس. رويترز

أعلن وزير الداخلية الأوكراني، ارسين أفاكوف، أن قوات الأمن قتلت نحو 20 انفصالياً مؤيداً لروسيا، حاولوا السيطرة على مقر الشرطة في مدينة ماريوبول الساحلية جنوب شرق البلاد، أمس، فيما قتل شرطي واحد، وأقر مسؤولون أوكرانيون في مدينة دونيتسك بأنه لا يمكنهم منع الانفصاليين الموالين لروسيا من إجراء استفتاء حول الانفصال عن أوكرانيا والمقرر غداً، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته الأولى لشبه جزيرة القرم أن عودة القرم إلى روسيا «مطابقة للحقيقة التاريخية»، وأن روسيا أصبحت أقوى بالقرم.

وتفصيلاً، أضاف أفاكوف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أن خمسة شرطيين جرحوا وأسر اربعة متمردين. وأوضح أن «قسماً من المهاجمين اختبأوا في المدينة، تاركين وراءهم أسلحتهم ومبنى (الشرطة المحلية) يحترق». وتابع أن محاولة «الإرهابيين» اقتحام المبنى في منطقة صناعية مهمة تحولت إلى معارك عنيفة داخل جدرانه، ولاذ بعض الانفصاليين بالفرار، وسعوا للاختباء في المدينة.

وجلبت القوات الأوكرانية عربات مدرعة إلى البلدة، وهي مركز صناعي وملاحي رئيس، ويبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة.

وقالت الشرطة المحلية في منطقة دونيتسك بشرق البلاد، مركز التمرد الموالي لروسيا ضد كييف، إنها لا يمكنها التعليق، فيما قال مكتب عمدة المدينة في بيان إنه ليس هناك ما يكفي من قوات الشرطة لمنع الاستفتاء على استقلال المنطقة. وأضاف أنه من أجل السلامة العامة، لن يكون هناك أي مسعى لمنع الانفصاليين من إقامة مراكز اقتراع في أماكن، مثل المدارس.

في المقابل، قال بوتين في كلمة قصيرة بعد مشاهدة عرض عسكري في ميناء سيفاستوبول، على البحر الأسود، بمناسبة عيد الانتصار على النازيين «أنا متأكد أن عام 2014 سيسجل في سجلات بلادنا بأسرها كعام قررت فيه الأمم التي تعيش هنا بحزم أن تكون جنباً إلى جنب مع روسيا، مؤكدة على الإخلاص للحقيقة التاريخية وذاكرة أجدادنا». وأضاف «هناك الكثير من العمل الذي ينتظرنا، لكننا سنتغلب على كل الصعاب لأننا معا، وهو ما يعني أننا أصبحنا أقوى»، وأوضح أن عودة القرم إلى روسيا «مطابقة للحقيقة التاريخية».

ووقف بوتين مرتدياً سترة سوداء إلى جانب وزير الدفاع سيرغي شويغو، على متن زورق أبيض مر بالتوالي أمام عشرات السفن العسكرية الروسية، ووجه التهاني عبر مكبر للصوت إلى طواقم السفن التي وقف عناصرها متأهبين ببزات العرض وردوا عليه بهتاف البحرية بصوت واحد، بحسب صور التلفزيون الروسي.

من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، أندرس فو راسموسن، إن زيارة بوتين لشبه جزيرة القرم «غير لائقة». وأضاف أنه لم يرده تأكيد ملموس بانسحاب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية. وانتقد البيت الابيض زيارة بوتين إلى القرم، وصرحت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي المعني بالسياسة الخارجية للرئيس باراك اوباما، لورا لوكاس ماغنسن «لا نقبل بضم روسيا غير الشرعي للقرم، وهذه الزيارة لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوتر».

يأتي ذلك في وقت بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري، الجهود الروسية الأميركية الأوروبية المشتركة الرامية إلى تسوية الأزمة. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن بيان للخارجية أن الاتصال بين لافروف وكيري جاء بمبادرة الأخير، ودعا لافروف إلى ضرورة الوقف العاجل للعملية العسكرية العقابية التي تشنها سلطات كييف ضد مناطق جنوب شرق أوكرانيا، وتحرير جميع المعتقلين السياسيين، وإطلاق إصلاحات دستورية شاملة.

 

تويتر