كي مون يدعو أميركا وروسيا إلى الضغط على الأطراف السورية لبدء حوار بناء
الأسد: لا خيار سوى الانتصار على «الإرهاب»
اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، أن لا خيار أمام شعبه سوى الانتصار في حربه على «الإرهاب». في وقت دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أميركا وروسيا إلى الضغط على الأطراف السورية بغية الحوار «بنية صافية وبناءة».
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، عن الأسد، قوله أمام وفد من «الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية» في روسيا، إن «لا خيار أمام الشعب السوري سوى الانتصار في حربه على الإرهاب والفكر الظلامي المتطرف الدخيل على مجتمعنا، وذلك من خلال الثبات والتمسك بما ميز هذا المجتمع عبر قرون طويلة من التنوع والاعتدال والتنور الفكري».
وأضافت أن رئيس الجمعية، سيرغي ستيباشين، نقل إلى الأسد رسالة شفهية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أكد فيها تصميم بلاده على مواصلة دعمها صمود الشعب السوري في جميع المجالات في مواجهة الحرب التي يخوضها ضد الإرهاب الدولي المدعوم من قبل بعض الدول الغربية والإقليمية».
وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس السوري، عبر «عن تقديره لمواقف روسيا الراسخة والداعمة لسورية وعن ارتياحه لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين البلدين الصديقين».
وأضاف أن «الدور المهم الذي تقوم به روسيا على الساحة الدولية اليوم يسهم بشكل جلي في رسم خريطة جديدة لعالم متعدد الأقطاب يحقق العدالة الدولية ويصب في مصلحة الدول والشعوب المتمسكة بسيادتها واستقلالية قرارها».
وفي بروكسل، قال بان كي مون، للصحافيين على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي لمنع وقوع الإبادة الجماعية، إن الوضع في سورية مأساوي في ظل استمرار الصراع الذي أدى إلى مقتل وهجرة كثيرين.
ورداً على سؤال عن كيفية «تحصين العالم» بشكل أفضل اليوم مما كان عليه قبل 20 عاماً لمنع الإبادة الجماعية فيما يستمر الصراع في سورية وجمهورية إفريقيا الوسطى، أضاف الأمين العام أنه «لأمر مأساوي ومحزن جداً، ألا يتمكن المجتمع الدولي من معالجة وضع مأساوي مثل الذي يجري في سورية، ثلاث سنوات مرت بالفعل، والآن هذه هي السنة الرابعة».
ودعا إلى حشد إرادة المجتمع الدولي السياسية، مشيراً إلى ان مؤتمر «جنيف2» لم يسفر عن آفاق كثيرة، وأن المنظومة الدولية تعمل بجد لعقد «جنيف3».
لكنه أكد أهمية أن يظهر كل من وفدي الحكومة والمعارضة التزاماً قوياً وانخراطاً في حوار بناء، قبل أن يموت مزيد من الناس، مشدداً على انه «ليس هناك خيار قابل للتطبيق غير الحل السياسي».
وذكر أن ثمة حاجة لدعم الجهات الفاعلة الرئيسة مثل الولايات المتحدة وروسيا التي بادرت بمؤتمر جنيف، موضحاً ان على هذه الدول أن تمارس ضغطاً وتقنع جميع الأطراف بالجلوس إلى طاولة الحوار بنية صادقة وبناءة.
وكان كي مون أكد، في المؤتمر الدولي، ان الدفاع عن حقوق الإنسان مسؤولية دولية مشتركة، ودعا جميع الحكومات إلى تجديد التزامها باليقظة والإرادة السياسية لمنع تكرار وقوع تلك الفظائع.
وأشاد بالتقدم المحرز على مسار محاسبة مرتكبي المذابح، مشيراً إلى إنشاء المحاكم الخاصة لرواندا ويوغوسلافيا السابقة وسيراليون وكمبوديا. وقال إن الأمم المتحدة عملت طويلاً للاستفادة من دروس الفشل في رواندا وسربرينيتشا.
وأشار إلى مبادرة الأمم المتحدة المعروفة باسم (الحقوق أولاً) التي تهدف إلى منع وقوع الفظائع، مشيراً إلى انها «تلزم العاملين بالمنظمة بأن يكونوا صريحين في إبلاغ الدول الأعضاء بما يحتاجون إلى سماعه بدلاً مما يريدون سماعه حول الانتهاكات الخطرة والأزمات الناشئة».
ولفت إلى أن «نهج (الحقوق أولاً) طبق في الأشهر الأخيرة في جنوب السودان، عندما فتحت الأمم المتحدة أبواب منشآت بعثة حفظ السلام لتقدم المأوى للفارين من العنف»، مشيراً إلى انه «قبل 20 عاماً لم نكن لنفكر في مثل تلك الخطوات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news