لافروف يحذر بأن محاولات عزل روسيا إلى «طريق مسدود»

بوتين يتحدّى الغرب ويستكمل ضم القرم

بوتين يوقع على قانون يصادق على معاهدة ضم القرم إلى روسيا. أ.ف.ب

وقّع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، على قانون انضمام جمهورية القرم ومدينة سيفاستوبول إلى روسيا، بعد أن كان مجلس الاتحاد الروسي قد صادق عليه بالإجماع. فيما حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن محاولات عزل روسيا «طريق مسدود»، غداة فرض واشنطن عقوبات جديدة على موسكو على خلفية ضم القرم.

وفي تحدٍّ لزعماء الغرب الذين يقولون إن شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود مازالت جزءاً من أوكرانيا، عرض التلفزيون الروسي على الهواء مباشرة الحفل الذي أقيم في الكرملين ووقع فيه بوتين على قانون يصادق على معاهدة ضم القرم إلى روسيا، كما وقع تشريعاً بإقامة منطقتين إداريتين روسيتين جديدتين واحدة للقرم والثانية لسيفاستوبول.

وكان مجلس الاتحاد الروسي قد صادق، في وقت سابق أمس، بالإجماع على انضمام القرم وسيفاستوبول إلى روسيا. وأتى تصويت مجلس الاتحاد خلال الاجتماع الذي عقده في موسكو، بعدما صادق «الدوما» (مجلس النواب) على معاهدة الانضمام.

وأعلن الرئيس الروسي أن روسيا ستمتنع «في الوقت الراهن» عن اتخاذ عقوبات رداً على العقوبات التي أعلنتها واشنطن واستهدفت مصرفاً ومسؤولين روسيين، كما ذكرت وكالات الأنباء الروسية. ونقلت الوكالات عن بوتين قوله في اجتماع لمجلس الأمن الروسي «أعتبر أن علينا في الوقت الراهن الامتناع عن اتخاذ تدابير رداً» على العقوبات الأميركية. ويأتي تصريح بوتين في الوقت الذي نشرت فيه موسكو قائمتها للعقوبات ضد مسؤولين أميركيين فور إعلان الرئيس الأميركي، باراك اوباما، فرض عقوبات جديدة على موسكو رداً على ضمها القرم.

من جهة أخرى، ستطلب روسيا من أوكرانيا إعادة تسديد 11 مليار دولار (7.9 مليارات يورو) ، كما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن رئيس الوزراء، ديمتري مدفيديف. وهي عبارة عن منافع مالية منحت إلى أوكرانيا في إطار اتفاق التمديد لانتشار الأسطول الروسي في البحر الأسود في القرم، الموقع في أبريل 2010. وقال مدفيديف إن «الدولة الأوكرانية وفرت بهذه الطريقة 11 مليار دولار، وبالتالي فإن موازنة الاتحاد الفيدرالي الروسي فيها نقص بهذه القيمة». وشدد مدفيديف على أن الاتفاق لم يعد له مبرر بما أن القرم باتت جزءاً من روسيا.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في كلمة أمام مجلس الاتحاد (الشيوخ) الروسي، إنه لا يجوز وصف عملية إعادة توحيد القرم مع روسيا بـ«ضم أراضٍ بالقوة»، معتبراً أن مزاعم الدول الغربية بشأن ضم القرم عسكرياً لروسيا إهانة لسكان الجمهورية. وأضاف «عندما يستخدم الشركاء الأجانب مصطلح ضم الأراضي بالقوة، أقترح عليهم أن يطلبوا من دوائرهم الصحافية أن تعرض عليهم أشرطة فيديو من القرم، حيث يبدي سكان شبه الجزيرة فرحتهم الصادقة إزاء الانضمام إلى روسيا».

من جهة أخرى، حذر وزير الخارجية الروسي بأن محاولات عزل روسيا «طريق مسدود»، غداة فرض واشنطن عقوبات جديدة على موسكو على خلفية ضم القرم. وقال لافروف «إن السير على طريق من يعادون روسيا صراحة وعزل روسيا يفضيان إلى طريق مسدود»، مخاطباً مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي الذي صادق على معاهدة ضم القرم إلى روسيا. وقال لافروف إن الولايات المتحدة بفرضها العقوبات «لا تتبع المنطق بل الرغبة في المعاقبة»، وتابع «انهم يستخدمون هذه الأداة لتأكيد هيمنتهم، لكن أعتقد أنه يجدر تأكيدها بطريقة أخرى: من خلال القدرة على التوافق، القدرة على الدفاع عن العدالة في القضايا الدولية».

وعلق لافروف على توقيع الشق السياسي من اتفاق الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، أمس، فقال «اعتقد أن هذا ليس إجراء تمليه مصالح الاقتصاد الأوكراني والشعب الأوكراني بكليته، بل محاولة لتسجيل نقاط في اللعبة الجيوسياسية». وأضاف «إن القيادة الحالية في كييف أعلنت توقيع هذا الاتفاق من دون أن تحصل على دعم البلد بالكامل». وقال «يبدو لي انه لا يمكن تسوية المشكلات التي تثير تناقضات هائلة في أوكرانيا إلا من خلال التوافق داخل البلاد والتوصل إلى وفاق وطني».

ووقع رئيس الوزراء الانتقالي الأوكراني، ارسيني ياتسينيوك، أمس، مع القادة الأوروبيين، الشق السياسي من اتفاق الشراكة بين بلاده والاتحاد الأوروبي، وهو الموضوع الذي تسبب في اندلاع الأزمة الأوكرانية.

 

 

تويتر