بوتين يؤكد أنها كانت وستبقى.. والغرب تجاوز الخط الأحمر

القرم أصبحت جزءاً من روسيا

بوتين يوقّع مرسوماً رئاسياً ينصّ على اعتراف روسيا بالقرم دولة مستقلة ذات سيادة. أ.ف.ب

انضمت القرم إلى روسيا، إثر توقيع اتفاق، أمس، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والقادة الجدد لشبه الجزيرة الواقعة في جنوب أوكرانيا، التي دعت المجموعة الدولية إلى عدم الاعتراف بـ«جمهورية القرم» الانفصالية، ولا بأي اتفاق يمكن ان تبرمه مع موسكو.

وتفصيلاً، أعلن الكرملين في بيان، ان «جمهورية القرم تعتبر ملحقة باتحاد روسيا اعتباراً من تاريخ توقيع الاتفاق». وقد وقع بوتين قبل الإعلان مع القادة الجدد، الموالين للروس في القرم اتفاقاً في الكرملين أمام مجلسي البرلمان وحكام المناطق وأعضاء الحكومة الروسية، لضم شبه الجزيرة. ورغم ان الوثيقة دخلت فوراً حيز التنفيذ، إلا أنه يجب ان يصادق البرلمانيون الروس على قانون يضم القرم ومدينة سيباستوبول، التي تحظى بوضع خاص، إلى اتحاد روسيا. ولم يحدد موعد هذه المصادقة بعد، وهي تعتبر إجراء شكلياً. ويأتي توقيع الاتفاق، بعد خطاب ألقاه الرئيس الروسي في الكرملين، غلبت عليه النزعة الوطنية، وتضمن انتقادات شديدة للغرب.

وقال بوتين في خطابه أمام أعضاء البرلمان وحكام المناطق وأعضاء الحكومة «في قلوب وعقول الناس، القرم كانت وتبقى جزءاً لا يتجزأ من روسيا»، وذلك بعد يومين على الاستفتاء في شبه الجزيرة الأوكرانية أيد خلاله الناخبون الانضمام إلى روسيا. وأضاف «هذه القناعة المستندة إلى الحقيقة والعدالة، لا تتزعزع، وتم تناقلها من جيل إلى جيل، ولم يتمكن الزمن أو الظروف من تغييرها». وكان الزعيم السوفييتي، نيكيتا خروتشيف، قدم القرم لأوكرانيا في 1954، في قرار «ينتهك الأعراف الدستورية»، التي كانت سائدة آنذاك، بحسب بوتين. وأضاف بوتين «حين أصبحت القرم فجأة داخل دولة أخرى، (بعد انهيار الاتحاد السوفييتي)، شعرت روسيا آنذاك بأنها لم تسرق فقط، وإنما سلبت». وتابع الرئيس الروسي ان «سكان القرم وسيباستوبول توجهوا إلى روسيا بطلب ضمان حقوق وحريات السكان المحليين، وعدم قبول ما حصل وما يحصل الآن في كييف ودونيتسك وخاركوف». وأضاف «لم يكن بوسعنا ترك القرم وسكانها في المحنة، وإلا لكان الأمر خيانة بكل بساطة».

من جانب آخر، اعتبر الرئيس الروسي ان الغربيين «تجاوزوا الخط الأحمر» في الأزمة الأوكرانية. وقال ان «الغربيين تجاوزوا الخط الأحمر وتصرفوا بشكل غير مسؤول». كما ندد بشدة بالغربيين، الذين اتهمهم باعتماد «شريعة الأقوى»، و«تجاهل القانون الدولي».

ووقع بوتين مرسوماً رئاسياً ينص على اعتراف روسيا بالقرم دولةً مستقلة ذات سيادة. وجاء في المرسوم أن روسيا تعترف بجمهورية القرم «دولة ذات سيادة ومستقلة»، تتمتع فيها مدينة سيفاستوبول بوضع خاص، وذلك بناء على إرادة شعوب القرم، المعبر عنها في الاستفتاء.

وبموجب احكام القانون الدولي، فإن الاعتراف بالقرم دولة مستقلة، هو مرحلة ضرورية لدمجها في روسيا، على ان يكون هذا الانضمام موضع اتفاق بين دولتين مستقلتين.

من جهتها، دعت وزارة الخارجية الأوكرانية، أمس، المجموعة الدولية إلى عدم الاعتراف بـ«جمهورية القرم»، التي أعلنتها السلطات الانفصالية، ولا بأي اتفاق يمكن ان تبرمه مع روسيا. وجاء في بيان «نظراً لواقع ان استقلال القرم أعلن من قبل هيئة غير شرعية في ختام استفتاء غير دستوري، ونظراً لأنه يشكل انتهاكاً فاضحاً للمعايير الأوروبية.. توجه وزارة الخارجية الأوكرانية إلى كل اعضاء المجموعة الدولية طلباً ملحاً بالامتناع عن الاعتراف على الصعيد الدولي بجمهورية القرم». وأضاف البيان ان القانون الدولي الساري حالياً يحظر على الدول الاعتراف «بشبه دولة» أو «اي وضع، اتفاق أو توافق» يلي تأسيسها «اذا كان ذلك نتيجة لجوء غير شرعي إلى القوة».

 

 

تويتر