مواجهات بين أنصار موسكو ومؤيدي كييف في سيباستوبول

قوات روسية تحكم قبضتها على القرم

تظاهرة حاشدة في قلب كييف ضد الحرب وتقسيم البلاد أمس. أ.ف.ب

أحكمت قوات روسية قبضتها على القرم، أمس، رغم تحذير أميركي لموسكو بأن ضم المنطقة الأوكرانية الجنوبية سيغلق باب الدبلوماسية في مواجهة متأزمة بين الشرق والغرب، فيما اندلعت مواجهات في سيباستوبول بالقرم بين انصار موسكو ومؤيدي كييف اثر تجمع لمؤيدي البقاء في أوكرانيا في ذكرى ولادة الشاعر الأوكراني تاراس شفتشنكو، واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال محادثات هاتفية مع المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ان السلطات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم بأوكرانيا «شرعية». وتفصيلاً، في أحدث تحرك مسلح قال متحدث باسم حرس الحدود الأوكرانية، إن الروس سيطروا على موقع حدودي أوكراني على الطرف الغربي للقرم واحتجزوا نحو 30 جندياً بداخله. وقال المتحدث أوليه سلوبوديان إن القوات الروسية تسيطر الآن على 11 موقعاً حدودياً في القرم التي كانت تابعة لروسيا والتي يتمركز فيها الأسطول الروسي في البحر الأسود وتعيش فيها أغلبية ناطقة بالروسية.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض، أمس، أن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك سيزور واشنطن هذا الأسبوع لإجراء محادثات بينما تتزايد التوترات.

أوكرانيا لن تتنازل «عن شبر واحد»

أعلن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، أمس، ان بلاده لن تتنازل «عن شبر واحد من أراضيها» لروسيا التي تحتل قواتها شبه جزيرة القرم الأوكرانية منذ نهاية فبراير.

وقال ياتسينيوك في تجمع في الذكرى الـ200 لولادة الشاعر الأوكراني تاراس شفتشنكو، رمز استقلال اوكرانيا، «انها ارضنا، لن نتنازل عن شبر واحد منها. فلتعلم روسيا ورئيسها هذا الأمر». وأضاف «سنبذل كل ما هو ممكن لمعالجة الازمة (في القرم) بالسبل السياسية والدبلوماسية». من جانبه، اعتبر الرئيس الأوكراني الانتقالي الكسندر تورتشينوف، ان العبارة الشهيرة للشاعر تاراس شفتشنكو «قاتلوا وستنتصرون» باتت شعار السلطات الأوكرانية الجديدة.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عن مصدر بوزارة الدفاع الأوكرانية قولها إنها ستحرك بعض عتادها العسكري لاجراء تدريب مقرر. ولا يمكن لجيش أوكرانيا الذي لا يتعدى قوامه 130 ألف جندي أن يضاهي الجيش الروسي. وأحجمت كييف حتى الآن عن أي عمل قد يستفز موسكو للرد.

من جانبه، اعتبر بوتين ان السلطات الموالية لروسيا في القرم «شرعية». وقال الكرملين في بيان انه خلال محادثات بوتين مع ميركل وكاميرون شدد «على ان الإجراءات التي اتخذتها السلطات الشرعية في القرم تستند إلى معايير القانون الدولي، وتهدف إلى حماية المصالح المشروعة لسكان شبه الجزيرة». وأضاف ان «الرئيس الروسي لفت ايضاً انتباه محاوريه إلى عدم قيام السلطات الحالية في كييف بأي خطوة للحد من انشطة القوميين المتشددين والقوات المتطرفة في العاصمة ومناطق عدة».

ودعا رئيس المجلس الأعلى (البرلمان) لجمهورية القرم، فلاديمير قسطنطينوف، سكان شبه الجزيرة إلى المشاركة في الاستفتاء المزمع إجراؤه في 16 من الشهر الجاري.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن قسطنطينوف، قوله أمام حشد من المتظاهرين تعدى الـ10 آلاف شخص من سكان شبه الجزيرة الداعين، إلى المشاركة في الاستفتاء المقرر إجراؤه في 16 مارس «لديّ اخبار سارة من موسكو».

وأضاف أن «أشقاءنا في روسيا سيقبلون بنا»، موضحاً أنه «من أجل حدوث ذلك، علينا المشاركة في الاستفتاء المزمع إجراؤه في 16 مارس الجاري، والتصويت بالشكل المناسب»، ومضيفاً «أننا نعلم ما هي الطريقة المناسبة للتصويت».

من جهته، قال نائب رئيس وزراء جمهورية القرم، رستام تيميرغالييف، إن محاولات سلطات كييف فرض عقوبات على القرم لن تؤتي الآثار المرجوة. وأوضح أن «السلطة الحالية في كييف تهدد بإيقاف تزويدنا بالطاقة الكهربائية والمياه»، غير أنه أكد «أننا لسنا خائفين، فشعب القرم لا يمكن غزوه». وأضاف «لدينا أمثلة على ذلك من تاريخنا ومدننا البطلة».

وكان تيميرغالييف قال في وقت سابق، إن سلطات كييف قامت بفصل الأنظمة الإلكترونية لقسم القرم في خزينة الدولة، وتجمدت حسابات الجمهورية. من جانبه، دعا رئيس وزراء الجمهورية، سيرغي أكسيونوف، إلى المشاركة في الاستفتاء، وقال «اتصلوا بأقربائكم وأصدقائكم وادعوهم للمجيء إلى مراكز الاقتراع والتعبير عن موقفهم، فسننتصر معاً، ومعنا روسيا».

تويتر