توتر ومواجهات في الحرم القدسي

«الكنيست» يبحث نقل الإشراف على «الأقصى» من الأردن إلى إسرائيل

شاب فلسطيني يتشاجر مع شرطة الاحتلال في زقاق مؤدٍّ إلى المسجد الأقصى. أ.ف.ب

اندلعت، أمس، مواجهات عنيفة في المسجد الأقصى بين شبان فلسطينيين وشرطة الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت الحرم القدسي واعتقلت عدداً من المصلين، فيما أصيب عدد منهم بجروح، قبل عقد الكنيست الإسرائيلي جلسة مناقشات مثيرة للجدل حول نقل الإشراف على المسجد الأقصى من الأردن و«بسط السيادة الإسرائيلية» الكاملة عليه.

وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفيلد، إن الشرطة دخلت إلى باحة المسجد الأقصى في القدس القديمة لتفريق متظاهرين فلسطينيين «واستخدمت وسائل تفريق التظاهرات اثر رشق فلسطينيين حجارة على زوار».

وأصيب رجلا شرطة جراء إلقاء الحجارة، بينما اعتقلت الشرطة ثلاثة متظاهرين، بحسب روزنفيلد. وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن القوات الإسرائيلية اعتقلت ثلاثة شبان فلسطينيين على الأقل، فيما أصيب عدد آخر بجروح خلال اقتحام الشرطة للمسجد الأقصى، وأصيب 12 فلسطينياً جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية.

وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن المواجهات وقعت على خلفية فتح باب المغاربة، المغلق في معظم الأحيان، من أجل دخول مصلين يهود وزوار أجانب.

من جهته، قال مدير عام أوقاف القدس، الشيخ عزام الخطيب، لـ«فرانس برس» «منذ يوم أمس (الاثنين) ونحن نطالب بإغلاق باب المغاربة بسبب الاستفزاز، والتصريحات التي تتسبب في الهيجان، والتي يتعرض لها المسلمون من قبل بعض الجهات اليمينية».

وبحسب الخطيب، فإن الشرطة دخلت المسجد الأقصى «مستخدمة قنابل الصوت بينما استخدم الشبان الحجارة».

وفي ما يتعلق بمناقشات الكنيست حول نقل السيادة في المسجد الأقصى أشار الخطيب «نحن ننتظر ماذا سيحدث في جلسة الكنيست»، مؤكداً أن «هناك اتصالات أردنية منذ أيام مع الإسرائيليين لمنع أي تحرك من شأنه المساس بمكانة الأقصى». وأشار روزنفيلد إلى أن هنالك «توتراً شديداً» يسود قبل مناقشات في الكنيست حول مشروع تقدم به نائب لنقل الإشراف على الأقصى من الأردن و«بسط السيادة الإسرائيلية» الكاملة عليه.

ويبحث الكنيست مشروع قانون تقدم به النائب، موشي فيغلين، العضو المتشدد في حزب الليكود، الذي يرأسه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ينص على «بسط السيادة الإسرائيلية» على المسجد الأقصى.

وأعلن نتنياهو انه يعارض كلياً هذا الاقتراح الذي يقول المعلقون إن ليس له أي فرصة في أن يُعتمد بسبب عدم وجود تأييد كافٍ له. ويعتقد نتنياهو أن المناقشة ستغضب الأردن ومصر والفلسطينيين، بينما تحاول الولايات المتحدة دفع إسرائيل والفلسطينيين إلى توقيع اتفاق سلام في الشرق الأوسط.

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن الحكومة الإسرائيلية قررت «منح» جمعية «إلعاد»، التي تنشط في مجال تهويد القدس الشرقية، خصوصاً في البلدة القديمة وضاحية سلوان المحاذية لها، سيطرة على أجزاء من باحة حائط البراق.

وقالت الصحيفة إن جمعية «إلعاد» ستحصل على السيطرة في القسم الجنوبي من باحة حائط البراق وعلى «الحديقة الأثرية» المحاذية لها.

ودانت الرئاسة الفلسطينية، أمس، استمرار اقتحامات إسرائيل للمسجد الأقصى وما رافق ذلك من تصرفات تقوم بها شخصيات إسرائيلية رسمية بمشاركة غلاة المتطرفين. وحذرت في بيان من أن «هذه الاعتداءات لا تشكل خطراً على المقدسات فقط بل تخلف مناخاً سيؤدي إلى تزايد العنف والكراهية وتحويل الصراع إلى صراع ديني خطر». وطالبت الرئاسة، الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن هذه الأعمال «غير المسؤولة، ووقف كل أنواع الاستفزاز الذي تقوم به مجموعات يمينية متطرفة لخلق وقائع مرفوضة». وفي السياق، دعت حكومة حركة حماس المقالة في غزة، إلى عقد لقاء عربي عاجل من أجل توفير آليات عاجلة لحماية المسجد الأقصى ووقف ممارسات إسرائيل بحقه.

 

 

تويتر