الائتلاف يخشى تدمير أحياء المدينة القديمة فوق رؤوس الباقين فيها

خرق الهدنة في حمص.. وتبادل اتهامات بين النظام والمعارضة

سوريون ينقذون طفلة بعد قصف القوات النظامية حي بستان القصر بحلب بالبراميل المتفجرة. رويترز

أكد نشطاء ومسؤولون سوريون إطلاق قذائف مورتر صباح أمس، في مدينة حمص المحاصرة، على الرغم من وقف لإطلاق النار يستهدف السماح بإجلاء المدنيين وتسليم المساعدات للمحاصرين في أحياء وسط المدينة القديمة، وتبادلت السلطات السورية وناشطون معارضون الاتهام بخرق الهدنة، غداة إجلاء عشرات الاشخاص الذين كانوا محاصرين منذ أكثر من 600 يوم في ظروف مروعة. في حين حذر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية من أن تكون الموافقة على إجلاء بعض المدنيين من أحياء حمص القديمة مقدمة لتدمير تلك الأحياء فوق رؤوس الباقين فيها، من قبل القوات النظامية.

وأعلنت منظمة الهلال الأحمر السوري، أمس، على حسابها على موقع «تويتر»، أن طلقات نارية وقذائف هاون استهدفت الشاحنات التي تقل المساعدات الانسانية وطاقمها خلال توجهها إلى مدينة حمص القديمة، ما أسفر عن إصابة سائق شاحنة، مشيرة إلى أن ذلك حدث بعيد «سقوط قذائف هاون على مقربة من الفريق وشاحنات المساعدات».

وكان النظام السوري ومعارضون تبادلوا تهمة انتهاك الهدنة الانسانية في حمص.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حمص طلال البرازي قوله إن «المجموعات الإرهابية المسلحة» خرقت الهدنة في مدينة حمص القديمة، عبر إطلاق قذائف هاون على مبنى قيادة الشرطة في منطقة الساعة القديمة.

وأشار المحافظ إلى أنه «تم توجيه القادة الميدانيين بالتحلي بأعلى درجات ضبط النفس لإنجاز عملية اخراج المدنيين المحتجزين من قبل المجموعات المسلحة في حمص القديمة». واتهم ناشطون، من جهتهم، النظام السوري بتعطيل عملية إدخال المساعدات الغذائية وإخراج المدنيين المحاصرين من المدينة القديمة.

وتحدث الناشط يزن الحمصي من حمص القديمة في بريد إلكتروني عن استهداف المنطقة المحاصرة وبالتحديد المناطق القريبة من مكان دخول قوافل المساعدات (منطقة السوق والحميدية داخل الأحياء المحاصرة) بعدد من قذائف الهاون، مصدرها الاحياء الموالية، في خرق للهدنة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن دوي خمسة انفجارات سمعت في أحياء حمص المحاصرة.

وأشار إلى أن نشطاء في هذه الاحياء اتهموا القوات النظامية بإطلاق قذائف هاون على المنطقة التي كان من المفترض أن تدخلها المساعدات الإنسانية. وتستعد قافلة تابعة للأمم المتحدة محملة بالأغذية والمستلزمات الطبية لدخول المدينة القديمة، وتسليم أول شحنة من المساعدات للمدينة منذ منتصف 2012. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن الاتفاق «سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لنحو 2500 مدني» في حمص القديمة.

وأجلي 83 مدنياً، أول من أمس، من وسط حمص، إثر اتفاق يقضي بإجلاء المدنيين، وتوزيع المواد الغذائية والمعدات الطبية، أعلن عنه الخميس الماضي، بين الامم المتحدة والحكومة السورية ومسلحي المعارضة بعد أشهر من المفاوضات.

وفي اسطنبول، قال الائتلاف الوطني المعارض في بيان «إننا ننظر إلى الاتفاق الأخير المتعلق بالحصار المفروض على حمص كاستجابة جزئية وغير كافية للالتزامات القانونية الدولية ومطالب الأهالي المحاصرين في حمص، وهو دون أدنى شك لا يلبي احتياجاتهم، ولا يحقق مطالب الائتلاف المقدم باسم أهالي حمص والشعب السوري لرفع الحصار عن الأحياء القديمة بشكل كامل، وبقية المناطق السورية المحاصرة». وحذر الائتلاف «من أن تكون الموافقة على إجلاء بعض المدنيين من الأحياء القديمة في حمص مقدمة لتدمير تلك الأحياء فوق رؤوس المدنيين الباقين فيها». ودعا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى «التعامل مع الجذور الحقيقية لما يواجهه المواطنون السوريون من عنت، نتيجة تجاوز النظام حدود القانون السوري والالتزامات الدولية، وإلى تجنب الوقوع في فخ تمكين النظام من تحقيق استراتيجيته في تهجير أهالي المدن السورية، وإعادة ترتيب البنية السكانية، في خرق فاضح للقانون الدولي».

تويتر