اتفاق لوقف إطلاق النار في المدينة لمدة 72 ساعة

بدء خروج المدنيين من حمــص القديمة.. وإدخال المساعدات اليوم

صورة

خرجت حافلتان على الأقل، أمس، تنقلان مدنيين من أحياء حمص القديمة وسط سورية، والمحاصرة منذ أكثر من عام ونصف العام، غداة اتفاق بين الامم المتحدة ودمشق التي سمحت بإدخال مساعدات إنسانية لمن يختار البقاء في الداخل بدءاً من اليوم. في حين أعلنت روسيا، أنه تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار في مدينة حمص لمدة 72 ساعة.

وافاد التلفزيون الرسمي السوري عن «إخراج 35 مدنياً من حمص القديمة أغلبهم اطفال ونساء وكبار السن» على متن حافلتين، مشيرا الى ان هؤلاء «كان يستخدمهم الارهابيون (في اشارة الى مقاتلي المعارضة) دروعا بشرية».

وتفرض القوات النظامية حصارا منذ حزيران/يونيو 2012 على احياء حمص القديمة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين.

وعرضت قنوات تلفزيونية في المكان، من بينها التلفزيون الرسمي، لقطات لخروج المدنيين على متن الحافلتين، وسط تواجد كبير لجنود سوريين وعناصر من الهلال الاحمر وافراد من الامم المتحدة.

واظهرت الصور عمال اغاثة يساعدون مسنين على المشي، وقد وضعوا على اكتافهم اغطية من الصوف. وبدا التعب والوهن على وجوه المسنين. كما اظهرت اللقطات امرأة مسنة ممدة في داخل سيارة اسعاف، في حين يقوم متطوعو الهلال الاحمر بمساعدتها.

وظهرت على الاقل ثلاث نساء ينظرن عبر نوافذ حافلة تحمل «الرقم 2». كما بدا في المكان عاملون في برنامج الامم المتحدة للأغذية يرتدون سترات واقية من الرصاص زرقاء اللون، اضافة الى سيارة بيضاء رباعية الدفع عليها شعار المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. ورأى مصور في «فرانس برس» قرابة 12 شخصا على متن حافلة بيضاء اللون خرجت من حمص القديمة، احاط بها جنود سوريون، وحالوا دون اقتراب الصحافيين والمصورين منها.

ودخلت حافلات نقل وسيارات اسعاف تابعة للهلال الاحمر صباح أمس، الى احياء حمص القديمة التي يسيطر عليها مقاتلون معارضون. وكان محافظ حمص طلال البرازي قال «إن المدنيين سيبدأون بالخروج الجمعة، على ان يتم ادخال المساعدات بدءا من السبت(اليوم)».

وأشار الى انه بحسب «ما نقل الينا من الامم المتحدة، فإن العدد المتوقع كان 200 شخص او اكثر بقليل»، مؤكداً أن السلطات مستعدة «لاستقبال اي عدد، واذا رغب المدنيون الموجودون في الداخل ان يخرجوا جميعا، فأهلا وسهلا».

وأوضح ان الاشخاص الذين سيسمح لهم بالخروج هم الاطفال دون ال15 من العمر، والرجال الذين تجاوزوا ال 55، اضافة الى النساء. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن البرازي، قوله «من المتوقع خروج 200 مدني كدفعة أولى من حي جورة الشياح باتجاه منطقة الميماس سيرا على الأقدام».

وتعد حمص، وهي ثالث كبرى المدن السورية، «عاصمة الثورة» ضد نظام الرئيس بشار الاسد. ويقول ناشطون ان قرابة ثلاثة آلاف شخص ما زالوا يتواجدون في احيائها المحاصرة منذ يونيو 2012.

وتأتي هذه العملية في اطار اتفاق اعلن عنه أول من أمس، بإشراف الامم المتحدة، لإخراج المدنيين الراغبين بذلك وادخال مساعدات انسانية الى من يبقون في الداخل. وقالت المنظمة الدولية ان الاتفاق «سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لنحو 2500 مدني» في حمص القديمة.

في السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أنه تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار في مدينة حمص لمدة 72 ساعة.

وذكرت وكالة الأنباء الروسية (إيترتاس) أن الخارجية، أعربت عن رضاها «عن التقارير التي أشارت إلى أن هدنة إنسانية أعلنت في حمص ابتداءً من السادس من فبراير». وقالت الخارجية الروسية أن محافظ حمص، توصل إلى اتفاق مع منسق الأمم المتحدة، يعقوب الحلو، «لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة» وتقديم المساعدات لسكان حمص القديمة.

ومن جهة أخرى، أكد المحافظ بحسب الخارجية الروسية أن المحافظة أنجزت جميع الترتيبات اللازمة لخروج المدنيين المحاصرين في أحياء المدينة القديمة من أطفال ونساء ومصابين وكبار السن. واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، أن هناك إمكانية لحلّ القضايا الإنسانية في سورية باتخاذ خطوات معينة، لا من خلال قرارات مسيّسة بمجلس الأمن الدولي. وكتب غاتيلوف على صفحته في موقع «تويتر»، أمس، أن «التوصل إلى الاتفاق الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المدنيين من المناطق المحاصرة في حمص، بوساطة نشطة من جانب الأمم المتحدة، يؤكد أنه من الممكن حلّ القضايا الإنسانية لسكان سورية من خلال اتخاذ خطوات معينة، وليس من خلال تبني قرارات مسيّسة في مجلس الأمن». إلى ذلك، أفاد ناشطون «فرانس برس» عبر الانترنت ان وقفا غير معلن لإطلاق النار سيمتد اربعة ايام افساحا في المجال امام اخراج المدنيين وادخال المساعدات. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انه لم يسجل اي قصف او اطلاق للنار في حمص القديمة منذ منتصف ليل الاربعاء الخميس.

تويتر