المعارضة الإسرائيلية تتهم رئيس الوزراء بتفريغ المفاوضات مع الفلسطينيين من مضمونها

كيري يطرح «اتفاق إطار» قريباً.. ونتنياهو يرفض إخلاء مستوطنات «الضفة»

نتنياهو خلال اجتماع حكومته الأسبوعي مجدداً رفضه إخلاء المستوطنات بـ «الضفة». أ.ف.ب

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أمس، عن طرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتفاق الإطار على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، في غضون بضعة أسابيع، وفيما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إخلاء مستوطنات الضفة، قالت المعارضة إن الأخير يفرغ المفاوضات مع الفلسطينيين من مضمونها.

وتفصيلا، أوضحت صحيفة هآرتس، في عددها أمس، أن اتفاق الإطار يتضمن مبادئ لحل مجمل القضايا الجوهرية العالقة بين الطرفين، وسيشكل أساسا للمراحل القادمة من المفاوضات، مشيرة إلى أن كيري صرح بذلك، خلال اجتماع عقده مع رجال أعمال إسرائيليين وفلسطينيين، على هامش مداولات منتدى دافوس الاقتصادي يوم الجمعة الماضي. ونقلت الصحيفة عن رجل أعمال إسرائيلي، شارك في الاجتماع، أن الوزير كيري أبدى قدرا كبيرا من التصميم على تحقيق تقدم في المفاوضات، متوقعا أن الوثيقة التي يعتزم كيري طرحها ستكون ذات مغزى. ونقلت الصحيفة عن رجل الأعمال أن الانطباع الذي تركه كيري لدى رجال الأعمال، هو أن «خطوط عام 1967 مع تبادل أراضٍ كأساس لحدود الدولة الفلسطينية، ستكون مشمولة في وثيقة اتفاق الإطار». وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبدى مواقف سياسية متصلبة خلال المؤتمر، مؤكدا أنه لن يخلي مستوطنات من الضفة الغربية.

إطلاق مجندة إسرائيلية دينت بالتجسس

أطلق سراح مجندة إسرائيلية سابقة، دينت بالتجسس وتسريب وثائق عسكرية سرية إلى الإعلام، أمس، بعد أن أمضت 26 شهرا في السجن. وأقرت عنات كام في أكتوبر 2011، بأنها مسؤولة عن تسريب وثائق، استخدمت في مقال نشرته صحيفة هآرتس اليسارية عام 2008، يفيد بأن الجيش خطط ونفذ اغتيالات مقصودة ضد الفلسطينيين، في انتهاك لقرار قضائي. وبثت القناة التلفزيونية الثانية صورا لكام، وهي تخرج من سجن نفي تيرزا للنساء في الرملة بالقرب من تل أبيب. وتمكنت كام، خلال خدمتها العسكرية بين عامي 2005 ـــ 2007، ومنصبها كسكرتيرة قائد المنطقة الوسطى يائير نافيه، من سرقة نحو 2000 وثيقة عسكرية، مصنفة بأنها «سرية للغاية». وقالت كام إنها تصرفت رغبة منها في فضح سياسات الجيش الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية. القدس المحتلة ـــ أ.ف.ب

من جهته، رأى رئيس حزب العمل والمعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، يفرغ المفاوضات مع الفلسطينيين من مضمونها، فيما دعا عضو الكنيست مائير شيطريت، من حزب «الحركة» الشريك في الحكومة، إلى أن تفرض الولايات المتحدة تسوية على إسرائيل والفلسطينيين. وقال هرتسوغ، للإذاعة العامة الإسرائيلية أمس، إن «نتنياهو يفرغ المفاوضات مع الفلسطينيين من مضمونها، ويقود نحو طريق مسدود وخطير». وأضاف أن «الواقع يلزم بالحسم الآن، وعدم إبقاء الصراع للأجيال القادمة مثلما ألمح نتنياهو». من جانبه، قال شيطريت للإذاعة الإسرائيلية «أقترح أن تفرض الولايات المتحدة تسوية على إسرائيل والفلسطينيين».

وتأتي هذه التصريحات في أعقاب تقارير صحافية إسرائيلية، قالت إن نتنياهو يقلل من أهمية «اتفاق الإطار»، الذي سيطرحه كيري قريبا. وأعلن نتنياهو، خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الجمعة، «لا توجد لديّ نية في إخلاء أية مستوطنة واقتلاع أي إسرائيلي» من الضفة الغربية. وقالت صحيفة هآرتس إن نتنياهو يطالب بأن يمنح أي اتفاق مع الفلسطينيين إسرائيل الحق في العمل عسكريا بجميع أنحاء الدولة الفلسطينية بعد قيامها، وأنه يرفض ذكر قضية القدس في «اتفاق الإطار». من جهة أخرى، اعتبرت أغلبية كبيرة من الإسرائيليين، أن المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين لا تؤدي إلى اتفاق سلام، حسب استطلاع للرأي. وردا على سؤال هل تعتقد أن المفاوضات ستؤدي إلى اتفاق سلام، أجاب 87% بـ«لا» مقابل 7% بـ«نعم»، حسب هذا الاستطلاع الذي أجراه معهد شيلوف ميلوورد براون، لمصلحة المحطة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي. وأشار الاستطلاع إلى أن 63% من الأشخاص، الذين سئلوا عن رأيهم اعتبروا أنه لا يجوز أن تتخلى إسرائيل عن القدس الشرقية، التي احتلتها وضمتها عام 1967، مقابل 26% قالوا العكس. ويطمح الفلسطينيون إلى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. وبالاضافة إلى ذلك، دعم أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص، الذين سئلوا عن رأيهم (77%)، مطلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية، وهو طلب من شأنه أن يفشل المفاوضات. فقط 17% قالوا إن هذا المطلب ليس ضروريا. وبالنسبة لوزير الخارجية الأميركي، اعتبر 38% من الأشخاص الذين سئلوا عن رأيهم أنه «متحيز لمصلحة الفلسطينيين»، في حين اعتبر 27% أنه «عادل». فقط 2% قالوا إنه متحيز لإسرائيل، ولم يعط 32% أي رأي. وأجري هذا الاستطلاع على شريحة من 502 شخص، مع هامش خطأ بمعدل 4,4 نقاط.

تويتر