اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمعارضة على الأوتوستراد الدولي في النبك

«الجبهة الإسلامية» تسيطر على مستودعات أسلحة للجيش الحر في إدلب

سوريون ينقلون جثث القتلى الذين سقطوا في غارة للقوات النظامية على مدينة الرقة. رويترز

سيطر مقاتلو «الجبهة الإسلامية» في سورية، أمس، على مقار تابعة لهيئة الأركان في الجيش السوري الحر من بينها مستودعات أسلحة عند معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، شمال غرب البلاد، بعد معارك عنيفة بين الطرفين، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية مدعومة بقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» اللبناني مع كتائب مقاتلة على الأوتوستراد الدولي حمص - دمشق، المغلق منذ 18 يوماً، من جهة مدينة النبك في منطقة القلمون الواقعة شمال دمشق.

وفي مؤشر إلى تصاعد التوتر بين الجبهة الإسلامية التي أنشئت في نوفمبر الماضي وقيادة الجيش الحر، بعد أربعة أيام من إعلان الجبهة انسحابها من هيئة الأركان، في انشقاق جديد بين الفصائل المقاتلة ضد النظام السوري، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني، أن مقاتلين من الجبهة سيطروا على مقار هيئة الأركان في معبر باب الهوى في محافظة إدلب وعلى المستودعات التابعة لها بشكل كامل.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن المستودعات المذكورة تخزن فيها شحنات الأسلحة التي تصل إلى المجموعات المقاتلة المعارضة عن طريق تركيا. وأشار إلى أن المعارك بين الطرفين استمرت طوال الليلة قبل الماضية قبل ان تتمكن الجبهة من طرد المقاتلين التابعين للأركان.

وذكر أن مقاتلي الجبهة سيطروا أيضاً على مقر تابع لـ«لواء أحفاد الرسول» (المنضوي ضمن الجيش الحر) موجود في المنطقة. كما تسلموا مقراً قريباً من المعبر تابعاً لـ«الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)» المتطرفة بعد خروج مقاتليها منه من دون مواجهة. وتتولى فصائل مقاتلة عدة إدارة معبر باب الهوى من الجانب السوري، ويملك عدد منها مقار قرب المعبر.

وأعلنت فصائل إسلامية أساسية في 22 نوفمبر تشكيل «الجبهة الإسلامية»، في أكبر تجمع لقوى اسلامية، بهدف إسقاط الرئيس السوري بشار الاسد وبناء دولة إسلامية في سورية. ولم يتضح ما إذا كانت هناك جهة خارجية تدعم هذه الجبهة التي تضم أكبر ثلاث فصائل إسلامية محاربة في سورية هي «لواء التوحيد» و«حركة أحرار الشام» السلفية و«جيش الإسلام»، بالإضافة إلى مجموعات أخرى.

وكان رئيس الهيئة العليا للأركان في الجيش الحر اللواء سليم إدريس، أكد أن الهيئة تنسق مع الجبهة الإسلامية، وأن بعض قادة الجبهة أعضاء في الهيئة، إلا أن الجبهة أصدرت بياناً في الثالث من ديسمبر الجاري أعلنت فيه انسحابها من هيئة الأركان بسبب «تبعية» هذه الأخيرة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وعدم تمثيليتها.

وفي ريف دمشق، أفاد المرصد بـ«اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي (حزب الله) اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة و(داعش) وكتائب أخرى مقاتلة من جهة أخرى على الاوتوستراد الدولي حمص - دمشق، المغلق منذ 18 يوماً من جهة مدينة النبك»، في منطقة القلمون الواقعة شمال دمشق.

وأشار إلى مقتل عنصر من «حزب الله» وخسائر بشرية في صفوف القوات النظامية، وإلى ترافق المعارك مع قصف مصدره القوات النظامية على مناطق في النبك.

وفي مدينة الرقة (شمال)، «قتل 12 مواطناً بينهم خمسة أطفال وأربع سيدات»، بحسب المرصد، جراء قصف من الطيران الحربي، أمس، مشيراً إلى أن «العدد مرشح للزيادة بسبب وجود جرحى بعضهم في حالة خطرة».

وكان 20 شخصاً هم ثمانية أطفال وتسع سيدات إحداهن حامل وثلاثة رجال، قتلوا أول من أمس، في غارة للطيران الحربي على مناطق في بلدة بزاعة في ريف حلب شمال البلاد. ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية الغارة بـ«المجزرة»، وقالت ان «أكثر من سبعة منازل تهدمت على رؤوس ساكنيها».

تويتر