حكومة الببلاوي تقرِّر توفير كل الدعم للجيش والشرطة لـ «القضاء على الإرهاب»

كيري: شباب مصر أطلقوا ثورة 2011 وسرقها «الإخوان»

جنازة الجنود المصريـين الذين قتلوا بتفجير انتحاري في سيناء. أ.ف.ب

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أول من أمس، إن الثورة المصرية في عام 2011 أطلقها شباب لا تحركهم أهداف أيديولوجية لكنها «سرقت» من جانب جماعة الإخوان المسلمين، فيما أدان مستشار الأمن القومي البريطاني كيم داروك، هجوماً استهدف قافلة عسكرية في شمال سيناء بمصر وأسفر عن مقتل 11 جندياً مصرياً وإصابة العشرات، وألمح نائب رئيس الحكومة المصرية ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، إلى إمكانية ترشّحه إلى رئاسة الجمهورية في مصر، وقرَّرت حكومة الدكتور حازم الببلاوي، أمس، توفير كل أشكال الدعم للقوات المسلّحة والشرطة، بما يعينهما على «القضاء على الإرهاب» والحفاظ على هيبة الدولة.

وتفصيلاً، قال كيري في كلمة له بالمجلس الاستشاري للأمن الخارجي بوزارة الخارجية الأميركية أمس، إن «هؤلاء الصغار في ميدان التحرير لم يحركهم أي دين أو أيديولوجية».

التحقيق في أحداث جامعة الأزهر

قالت مصادر قضائية، إن النائب العام المصري المستشار هشام بركات، أمر بفتح تحقيقات موسَّعة في أحداث العنف والاشتباكات التي وقعت بالمدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر في ضاحية مدينة نصر شمال شرق القاهرة، الليلة قبل الماضية، وكلَّف فريقاً من المحققين بمعاينة موقع الأحداث. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل طالب بالفرقة السادسة بكلية الطب برصاص خرطوش. يأتي ذلك، في وقت قالت وزارة الداخلية إن ضابط شرطة قتل في بلدة بمحافظة القليوبية في الدلتا، اثناء محاولة اعتقال مطلوبـين في مقتل مسؤول أمني.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن تصريحات كيري تتعارض على ما يبدو مع الرسالة الصادرة عن الرئيس باراك أوباما الشهر الماضي عندما علق جزءاً من المساعدات العسكرية لمصر. وقال كيري إن ما حرك الشباب أثناء تلك الثورة هي الرغبة في «فرصة تعليم ووظيفة ومستقبل لا حكومة فاسدة تحرمهم ذلك كله».

وأردف «لقد تواصلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر وفيس بوك). هذا ما حرك الثورة وسرقت بعد ذلك من جانب الكيان الأكثر تنظيماً في البلاد الذي كان الإخوان المسلمون (في ذلك الوقت)». وقال إن الشباب في الشرق الأوسط يلجأون للتطرف نتيجة الإحباط وانعدام الفرص الاقتصادية والتعليمية.

وتحدث عن التونسي محمد البوعزيزي، الذي يوصف بأنه الشرارة الأولى لانطلاق الثورات العربية، وقال «لم يكن هناك دين، لا شيء، لا تطرف أو أيديولوجية وراء ذلك.. لقد صفعته شرطية، إنه سئم الفساد ورغب في فرصة ليعيش حياته بأن يكون قادراً على بيع سلعه».

من جانبه، قال كيم داروك، أثناء لقائه الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس «نحن ندين تماماً الإرهاب بكل صوره». وذكر بيان صادر عن السفارة البريطانية في القاهرة امس ، أن داروك عبر عن تعازي الحكومة البريطانية في فقدان 11 ضحية، على الأقل، من قوات الجيش والأمن في هجوم العريش. في سياق آخر، قال السيسي في مقابلة مع ثلاث صحف كويتية هي «السياسية» و«الأنباء» و«الخليج» أمس، رداً على سؤال حول إمكانية ترشّحه للرئاسة الأولى في مصر «هل سيكون مرضياً لكل الناس هذا الأمر؟ هل سيرضي ذلك بعض القوى الخارجية؟ وهل سيعني هذا بالنسبة لي العمل على إيجاد حلول لمشكلات مصر؟». وأضاف «على كل حال دعونا نرى ماذا تحمل الأيام لنا».

ورفض السيسي اعتبار جماعة «الاخوان المسلمين» المنحلّة عزل الرئيس السابق محمد مرسي انقلاباً، وقال «الشعب حين خرج إلى الميادين لم يكن بالعشرات أو المئات أو الآلاف بل بالملايين، وهذا يعني أننا كنا أمام ثورة شعبية وليس انقلاباً عسكرياً».

ولفت السيسي إلى أن الاخوان المسلمين كانوا خلال عهد مرسي «يتحكّمون بكل شيء»، وقال «لقد كان الإخوان يتحكمون بالأوضاع ككل في البلاد، وفي كل مرة كانوا يهددون بميليشيات ما لمواجهة الجيش والشعب ومنع تحركهما».

وأضاف «لقد كانوا واضحين في تهديداتهم، وفي كل مرة يظهرون فيها أمام وسائل الإعلام كانوا يلوّحون بإشارات التهديد، ولم يستمعوا إلى النصيحة عندما أسديناها لهم، خصوصاً نصيحة الجيش لهم بأن يتجاوبوا مع ثورة 30 يونيو». وعمّا إذا كانت الأمور قد حُسمت في مصر، قال السيسي «نعم، الأمر حُسم، وبعض الدول التي كانت تؤيد حكم الإخوان وممارساتهم المتسلطة أدركت اليوم أن ما جرى في 30 يونيو لم يكن انقلاباً عسكرياً إنما هو ثورة شعبية ضد حكم لفظته الناس، أما ما ترونه حالياً فهو مجرّد تداعيات سهلة وبسيطة، ولن تؤثر في الوضع أو تغيّر في الأمر شيئاً».

تويتر