التنصت على ميركل تمّ من السفارة الأميركية في برلين
مبادرة فرنسية - ألمانية لإجراء محادثات مع واشنطن حول التجسس
العلم الأميركي فوق مبنى سفارة واشنطن في برلين المجاورة لمبنى البرلمان وتم منها التنصت على هاتف ميركل. رويترز
أطلقت فرنسا وألمانيا مبادرة لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة قبل نهاية العام، وذلك بعد الكشف عن التجسس الأميركي على أوروبا، في حين اكدت تقارير ان عمليات التنصت التي مارستها اجهزة الاستخبارات الأميركية على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، تمت من سفارة الولايات المتحدة في برلين.
وقال رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي، خلال مؤتمر صحافي في ختام اليوم الاول من القمة الاوروبية في بروكسل، التي هيمنت عليها عمليات التجسس الاميركية على اوروبا، والتي كشف عنها أخيراً، «لنا علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، وموقفنا هو ان الشراكة يجب ان تقوم على الاحترام المتبادل والثقة». وأضاف ان «فرنسا وألمانيا تريدان اجراء اتصال ثنائي مع الولايات المتحدة، من اجل التوصل إلى تسوية قبل نهاية العام»، حول نشاطات اجهزة المخابرات. ويجب ان يتوصلا إلى «حل كي لا يتكرر ابدا هذا النوع من الحوادث». وكانت برلين اعلنت ان هاتف المستشارة انغيلا ميركل تعرض للمراقبة من قبل المخابرات الاميركية. وقال فان رومبي ايضاً ان القادة الأوروبيين «اشاروا إلى اي حد اصبحت المخابرات عنصراً حيوياً في التصدي للإرهاب. هذا الامر يطبق على العلاقات بين الدول الأوروبية وعلى العلاقات مع الولايات المتحدة». وأوضح ان «أي فقدان للثقة من شأنه ان يضر التعاون في مجال المخابرات». ومن ناحيته قال متحدث باسم المفوضية الاوروبية هو اوليفيه تايلي في تغريدة على «تويتر» ان الفكرة الأوروبية هي اذن «ايجاد قواعد مشتركة في مجال المخابرات». وأوضح فان رومبي ان فرنسا والمانيا قدمتا هذه المبادرة، وان «مجمل الدول الـ28 وافقت عليها»، مشيرا إلى انه بإمكان دول اخرى ان «تنضم إلى هذه المبادرة». وأوضح ان بريطانيا «موافقة» على هذا النص.
وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند خلال مؤتمر صحافي منفرد «انها مسألة لن تتوقف، لاننا نعلم انه سيصار إلى كشف عمليات تجسسية اخرى». وأضاف «من الملائم البدء فوراً بإجراءات». واعتبر هولاند ان ما كشفه ادوارد سنودن، حول التجسس من قبل الولايات المتحدة على حلفائها كان اخيراً «مفيداً»، وأدى إلى «مزيد من الفعالية» لأجهزة المخابرات، والى مزيد من الحماية للحياة الخاصة للمواطنين. وبالنسبة للولايات المتحدة، قال الرئيس الفرنسي «انها مسألة الثقة التي طرحت: حقيقة حول الماضي وقواعد سلوك للمستقبل». وأشار إلى ان الرئيس الأميركي باراك اوباما، الذي تحادث معه حول قضية التجسس، رد بالايجاب على طلب المعلومات هذه. وقال هولاند انها «نية» الاميركيين «على كل حال هو الجواب الذي تلقيته من اوباما».
واعتبر هولاند ان «المهم هو الحفاظ على علاقاتنا مع الولايات المتحدة وتعزيز الثقة»، مضيفا «الحلفاء لا يتجسسون على بعضهم بعضاً». وبعد ان اشار إلى انه لا يعلم ما اذا كان هو نفسه قد تعرض للتجسس، اكد الرئيس الفرنسي ان التدابير قد اتخذت كي يكون هاتفه «بأمان». وقال ساخراً «اول قاعدة من قواعد حسن السلوك بين الحلفاء ألا نراقب بعضنا، وألا نتجسس على الهاتف المحمول لأي كان يكون في القمم الدولية». من جهتها كتبت صحيفة سودويتشي تسايتونغ، ان عمليات التنصت التي يعتقد ان اجهزة الاستخبارات الاميركية مارستها على الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية انغيلا ميركل، تمت من سفارة الولايات المتحدة في برلين. وأعلنت ميركل من بروكسل، انها طلبت توضيحات من اوباما حول هذه التسريبات، محذرة من انه في حال تثبتت من عمليات التنصت فإن ذلك سيسدد «ضربة شديدة للثقة» بين الدولتين الحليفتين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news