برلين وباريس تصعّدان بعد فضيحة التجسس على هاتف ميركل
استـنفـــار أوروبي لوضع حدّ لتفشي وباء التـنصت الأميركي
ميركل خلال حصولها على نسخة من هاتف «بلاك بيري z10» بنظام حماية عالٍ لم يسلم من تجسس أميركا. رويترز
تصاعد الغضب الأوروبي على برنامج التجسس الأميركي، الذي كشف عنه إدوارد سنودن، إلى مستوى جديد مع مطالبة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الرئيس الاميركي باراك أوباما، بتفسيرات واضحة، بشأن تقارير تفيد بمراقبة وكالة الامن القومي الاميركي هاتفها المحمول، ومن المرجح ان تهيمن بشكل كبير اتهامات فرنسية وألمانية بقيام الولايات المتحدة بعمليات تجسس في البلدين على اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي الذي بدأ أمس.
|
تجسّس على الحكومة الإيطالية ذكرت مجلة «إسبريسو» الايطالية الأسبوعية، أمس، أن إيطاليا بين الدول الأوروبية التي تجسست عليها وكالتا الاستخبارات الأميركية والبريطانية. ونقلت المجلة على موقعها الإلكتروني عن الصحافي السابق بصحيفة «الغارديان» جلين غرينوالد، القول «تقوم وكالة المراقبة الوطنية بتنفيذ عمليات تجسس كثيرة على الحكومات الأوروبية أيضاً، من بينها الحكومة الإيطالية». وقالت مجلة «إسبريسو» إنها ستنشر في نسختها الورقية، اليوم، مقتطفات من وثائق مسرب المعلومات ادوارد سنودن، تظهر ان مركز الاتصالات الحكومي تجسس أيضاً على مسؤولين ايطاليين، وهي المعلومات التي تبادلها المركز مع وكالة الأمن القومي. |
وتفصيلاً، نقلت تقارير عن مصادر مطلعة في المانيا، ان ميركل غاضبة من نتائج تحقيق المخابرات الالمانية، الذي اثبت صدقية التنصت، وفقاً لما اوردته صحيفة «الغارديان» البريطانية في عددها، أول من أمس.
وقال ممثلون عن ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، انهما سيعقدان اجتماعاً ثنائياً قبل بدء القمة الأوروبية لمناقشة قضية التجسس.
والقمة المنعقدة في بروكسل على مدى يومين لتناول مجموعة متنوعة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية يخيم عليها الآن جدل بشأن كيفية الرد على تجسس واشنطن المزعوم على اثنتين من اقرب حلفائها بالاتحاد الأوروبي.
والقضية حساسة خصوصاً بالنسبة لألمانيا ليس فقط لان الحكومة تقول إن لديها دليلاً على تعرض الهاتف الشخصي للمستشارة الالمانية للمراقبة، لكن لان فكرة التنصت في حد ذاتها تعيد ذكريات ما كانت تفعله الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية سابقاً حيث نشأت ميركل.
وفي اعقاب تسريبات محلل البيانات ادوارد سنودن، التي كشفت مدى اتساع برامج مراقبة البيانات التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الاميركية، وجدت واشنطن نفسها في مأزق مع مجموعة من الحلفاء المهمين بينهم البرازيل والسعودية.
وفي بيان شديد اللهجة غير معتاد قال المتحدث باسم ميركل ان المستشارة الالمانية تحدثت هاتفياً إلى الرئيس الاميركي باراك أوباما، لتطلب ايضاحات عن مزاعم التجسس. وجاء في البيان «أوضحت انها تعتبر مثل هذه الممارسات - ان ثبتت صحتها - غير مقبولة على الاطلاق، وانها تدينها بكل وضوح».
وقال المتحدث باسم البيت الابيض، جاي كارني، إن أوباما أكد لميركل ان الولايات المتحدة «لا تراقب ولن تراقب» اتصالات المستشارة الالمانية تاركاً احتمال حدوث مثل هذا الامر في الماضي. ورفض مسؤول في البيت الابيض القول ما اذا كان هاتف ميركل قد خضع للتنصت في السابق. وقال المسؤول «لست في وضع يسمح لي بالتعليق علنا على كل نشاط استخباراتي مزعوم بشكل محدد».
واستدعى وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله، السفير الاميركي في برلين لمناقشة الأمر.
وجاءت خيبة الأمل في ألمانيا في اعقاب غضب تفجر في فرنسا منذ نشر صحيفة «لوموند» تقريراً قالت فيه ان ادارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) جمعت عشرات الآلاف من سجلات مكالمات هاتفية فرنسية في الفترة بين ديسمبر 2012 ويناير 2013. وقال الرئيس الفرنسي صراحة انه يعتزم وضع قضية التجسس على جدول أعمال القمة، إلا انه من غير الواضح ما سيسفر عنه هذا في نهاية الأمر.
ويصر الألمان ايضاً رفقة الفرنسيين على ضرورة وضع القارة العجوز أسساً قانونية جديدة لبرامج التجسس الاميركية.
ورغم ما ستلاقيه برلين وباريس من تعاطف بين الدول الاعضاء الـ48 في الاتحاد الاوروبي، إلا ان قضايا الأمن الداخلي ليست من اختصاص الاتحاد الاوروبي، وأقصى ما يمكن ان يحدث هو اظهار المساندة من جانب قادة الاتحاد، والدعوة إلى تفسير كامل من الولايات المتحدة.
وقال مفوض الاتحاد الاوروبي لتنظيم القطاع المالي ميشيل بارنييه (وهو فرنسي) في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لابد ان تكون هناك ثقة بين الاصدقاء، لقد اهتزت، ننتظر اجابات من الأميركيين سريعاً».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news