الثقافة المحلية شجعت النساء على ممارستها

يابانيات يمارسن مهنة الغوص منذ عقود

صورة

يحتكر الرجال مهنة الغوص في كثير من البلدان، إلا أن اليابانيات كسرن هذا الاحتكار ومارسن هذه المهنة منذ زمن طويل. وتمارس آلاف النساء الغوص منذ عقود في اليابان وكوريا. وكانت أعداد الغواصات في الماضي أكبر بكثير من الآن، ففي حين انخرط في هذه المهنة الشاقة أكثر من 70 ألف امرأة يابانية في الخمسينات، تقول الإحصاءات إن العدد تراجع إلى 2100 فقط.

وعلى شواطئ شبه جزيرة كي، شرق اليابان، تغوص النسوة في البحر عشرات الأمتار بحثاً عن الأصداف وعجائب البحر. وفي الستينات أصبحت الـ«أما»، وهو الاسم الذي يطلق على الغواصات في اليابان، يرتدين بدلات بيضاء مصنوعة من القطن، بعد أن كن يغصن نصف عاريات. وتقول ماتسومي كوازو، التي بدأت الغوص في عمر مبكر «عندما كنت شابة كان بإمكاني أن أغوص 80 مرة على التوالي»، وتضيف كوازو (76 عاماً) «كان جسمي يعمل بطريقة جيدة في البحر، وكلما كانت رئتاي قويتين واصلت الغوص»، وفي الوقت الذي بدأت الغواصات اليابانيات يتقدمن في العمر باتت هذه المهنة العريقة مهددة بالاختفاء.

حياة مختلفة

تتميز الغواصات بطقوس وبطرق حياة مختلفة، ويحظين باحترام الأهالي في القرى التي يقطنّها ويعملن بها، وعند أبواب منازلهن رموز مميزة تتمثل في حجارة منحوتة بأشكال مختلفة.

واليوم أصبحت أماكن نشاط الغواصات وجهات سياحية، ومنذ 2007 طلبت جمعيات الغوص من منظمة اليونسكو إدراج هذه المهنة التقليدية ضمن التراث الإنساني العالمي. وتقول إيشي هارا، التي تدافع عن حقوق الغواصات «الحفاظ على الغواصات يخدم البيئة لأنها لا تصطاد إلا القليل من الكائنات البحرية وبشكل انتقائي، عكس وسائل الصيد الحديثة التي تستنزف الموارد البحرية».

وتتميز الغواصات بطقوسهن وبطريقة حياة مختلفة، ويحظين باحترام الأهالي في القرى التي يعشن فيها ويعملن بها. وحتى منازلهن تحمل رموزاً مميزة تتمثل في حجارة منحوتة بشكل معين. وفي الماضي كانت الغواصة تصطاد برفقة أحد أقاربها الذكور، إذ يبقى الزوج أو الأخ على القارب لتقوم هي بمهام الغوص، بمساعدة حبل يربط حول جسمها. وعندما تنتهي أو يضيق صدرها تشد الحبل ليقوم قريبها بسحبها من الماء بسرعة. إلا أن الغواصات يفضلن العمل بمفردهن، وتركب 12 امرأة في قارب واحد ويتقاضى الربان 15% من الصيد. وتقول سناي ناكمورا، 47 عاماً، «أحياناً يكون التيار قوياً وجارفاً، لذا يجب ربط الحبل بطريقة صحيحة وإذا حدث أن علق بصخرة فيجب على الغواصة التصرف بهدوء وإلا ستكون العواقب وخيمة»، وتوضح الغواصة المحترفة «في الخريف والشتاء يصبح عملنا شاقاً جداً لأن المياه باردة للغاية».

واليوم من النادر أن يصادف المرء غواصة شابة في اليابان، فمعدل العمر في هذه المهنة النسائية تجاوز الـ60. وأحياناً يصادف وجود بعض النساء في المهنة في الثلاثينات أو الأربعينات من العمر، ومثال على هؤلاء، ماسومي شيكاهارا (37 عاماً) إذ التحقت بالغوص بعد أن أقنعتها صديقاتها. وتقول إن قصص عجائب البحر لا تفارقها منذ الصبا. أما ماتسومي كوازو التي أمضت 54 عاماً في الغوص، فتقول إن البحر مليء بالأسرار ولا يبخل أبداً «نكتشف شيئاً جديداً كل يوم.. على اليابسة لدينا مسؤوليات كثيرة منها العائلية والمهنية، أما في أعماق البحر فأنا حرة».

تويتر