الاحتجاجات تتسع حتى بورسودان شرقاً ودارفور غرباً

50 قتيلاً في تظاهرات السودان.. والخرطوم تتحوّل إلى سرادق عزاء

حرق سيارات وبنايات خلال تظاهرات في الخرطوم أول من أمس. أ.ف.ب

تظاهر آلاف الأشخاص، أمس، في الخرطوم منددين بوقف دعم أسعار الوقود، ما ينذر باتساع نطاق الاحتجاجات العنيفة التي أوقعت حتى الآن ما بين 29 و50 قتيلاً في مناطق عدة من السودان، وذكرت تقارير إخبارية سودانية أن الخرطوم تحولت الليلة قبل الماضية إلى سرادق عزاء كبير، وذلك بسبب سقوط عدد من القتلى في تظاهرات أخذت منحى عنيفاً في بعض الأماكن أدى إلى إتلاف وحرق ممتلكات عامة وخاصة، وتحولت إلى الأكبر في السودان منذ تولي عمر البشير الحكم في 1989، واتسعت لتصل بورسودان في الشرق ودارفور في الغرب.

وتفصيلاً، أفاد شهود بأن نحو 3000 متظاهر ساروا، أمس، في حي الإنقاذ مرددين شعارات الربيع العربي مثل «حرية.. حرية» و«الشعب يريد إسقاط النظام». وأحرق المتظاهرون إطارات سيارات لقطع الطرق، ورشقوا السيارات بالحجارة، وحاولت الشرطة تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.

«جمعة  الهوت دوق»

دعا نشطاء سودانيون إلى تنظيم «جمعة الهوت دوق» اليوم في إطار التظاهرات التي تشهدها البلاد على خلفية رفع أسعار المحروقات والغلاء، والتي أسفرت عن قتلى وجرحى. كما دعا النشطاء المتظاهرين إلى التزام السلمية والبعد عن التخريب، خصوصاً بعد حرق العديد من السيارات ومظاهر العنف التي شهدتها التظاهرات في الخرطوم ومناطق أخرى هذا الأسبوع، متهمين «بلطجية» موالين للنظام بافتعال التخريب والتدمير لإسقاط صدقية المتظاهرين.

وانتشرت قوات مكافحة الشغب منذ الصباح الباكر، أمس، في اكبر مقاطع طرق العاصمة، حيث اغلقت معظم المحال التجارية وكذلك اغلقت محطات البنزين، لاسيما أن المتظاهرين اضرموا النار في العديد منها أول من أمس.

واستمرت التظاهرات حتى ساعات متأخرة من الليلة قبل الماضية، وامتدت إلى أحياء أخرى من العاصمة. وتحولت التظاهرات إلى أعمال شغب في بعض الأماكن، وحاول المتظاهرون اضرام النار في مبنى تابع لوزارة السياحة في حي جنوب العاصمة، وأفاد شهود بأن واجهته احترقت فقط.

ونهب متظاهرون، الثلاثاء الماضي، مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في أم درمان وأحرقوه، وفق شهود.

وأعلن والي الخرطوم، عبدالرحمن الخضر، في تصريح متلفز أن «الحكومة ستضرب بيد من حديد على المخربين للممتلكات العامة».

وذكر موقع «سودان تريبيون» باللغة العربية، أن الأنباء تضاربت بشأن العدد الحقيقي للقتلى، غير أن الجميع اتفق على أنهم وصلوا إلى العشرات ومئات الجرحى، وقدرتهم مصادر متطابقة بـ50 قتيلاً موزعين على ثلاث مدن، غير أن العدد الأكبر من القتلى كان في أم درمان.

فيما قالت وكالة «فرانس برس» إنه قتل ما لا يقل عن 29 شخصاً خلال ثلاثة أيام من التظاهرات المناهضة للحكومة وفق اخر حصيلة من مصادر طبية.

وقال مصدر في مستشفى مدينة أم درمان، القريبة من الخرطوم «تلقينا 21 جثة» منذ بداية التظاهرات، الاثنين الماضي، احتجاجاً على رفع الدعم عن سعر المحروقات، مشيراً إلى أن جميع القتلى مدنيون. وقتل ثمانية اخرون في مناطق اخرى من البلاد وفق شهود وعائلات اكدوا انهم اصيبوا بالرصاص خلال تفريق التظاهرات.

وبث التلفزيون الرسمي صور سيارات ومبانٍ ومحطات بنزين محروقة او متضررة، واتهم «خارجين عن القانون» بالوقوف وراء تلك الأعمال، وقال ان الشرطة اضطرت إلى التدخل لمنع «انتهاك القانون والنيل من الممتلكات العامة والخاصة».

وامام اتساع نطاق الاضطرابات دعت سفارة الولايات المتحدة «كل الأطراف إلى عدم اللجوء إلى القوة واحترام الحريات العامة والحق في التجمع سلمياً».

من جانبها، اعلنت السلطات السودانية اغلاق المدارس في الخرطوم حتى الاثنين المقبل.

وعادت شبكة الإنترنت إلى العمل أمس، بحسب ما افاد مستخدمو الشبكة بعد انقطاعها الأربعاء. ولم يعرف ما إذا كان سبب الانقطاع متعمداً من قبل السلطات أم نتيجة خلل فني.

وامتدت الاحتجاجات إلى مناطق اخرى من البلاد مثل بورسودان في الشرق ودارفور في الغرب. وفي بورسودان حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «لا للغلاء، ولا لتجار الدين».

واعلنت صحيفة «الجريدة» المستقلة توقفها عن الصدور بسبب التظاهرات.

وقال رئيس تحرير الصحيفة إدريس الدومة لـ«فرانس برس» «اتخذنا قراراً بألا نصدر اليوم احتجاجاً على منع جهاز الأمن لنا من نشر أخبار التظاهرات والاحتجاجات، ولا يليق بنا كصحافيين أن تكون في البلاد مثل هذه الأحداث ولا يسمح لنا بنشرها».

وأعلنت الحكومة الاثنين الماضي رفع أسعار الوقود اثر تعليق دعمها الأسعار في اطار اصلاحات اقتصادية.

تويتر